ما الذي دفعك إلى كتابة أوبريت {أم الدنيا أد الدنيا}؟

Ad

وجدت نفسي حراً في الكتابة عن مصر ولم يملِ أحد علي كتابة كلمات بعينها تمجيداً لشخص ما، فوافقت.

لكن آخرين قدموا {أوبريت} مدحوا فيه مبارك ونظامه.

لدي مبدأ لن أتخلى عنه مهما حدث، وهو ألا تُقتصر مصر في شخص واحد بتاريخها وبطولات شهدائها وجيشها وشعبها. الغريب أن هؤلاء الكتّاب ظلوا يمجدون الضربة الجوية التي قام بها مبارك لمدة 30 عاماً وكأنه لا يوجد في مصر ما يستحق الإشادة به سوى هذه الضربة وصاحبها الذي نال حقه من المدح وزيادة.

ألم تقلق من هجوم بعض المواطنين عليك باعتبارك تمجد حكم العسكر؟

نعيش مرحلة هجوم شديد على مصر وحروب كلامية، واتهامات بالتمويل للبعض، وتفجيرات كل ثانية تشير إلى أن الذين قاموا بها ليسوا أفراداً عاديين بل تنظيم دولي مسلح مدعوم بتخطيط خطير، وفي هذه اللحظات لا أستبعد تضحيتي بحياتي فداء للوطن، ولا أنتظر أي انتقادات لأن القضية ليست خلافاً فكرياً أو سياسياً إنما تستهدف بلداً بكامله، وهذا واضح من استشهاد مواطنين، لذا الأوبريت موقف وطني لا بد منه يشبه تماماً الجندي الذي يستشهد دفاعاً عن الوطن، من دون انتظار إذن من أي شخص.

يعتبر البعض هذه الاحتفالية في ظل حضور السيسي تأييداً له.

لا يقتصر الأمر بالنسبة إلي على تأييد الفريق عبد الفتاح السيسي أو معارضته، فإما أكون مع مصر أو ضدها، بمعنى آخر مع الدولة وكيانها واستمرارها حتى لا يصبح وضعها مشابهاً للوضع في ليبيا والسودان، وأي موقف يضعني في خيار مع بلدي سأختارها بالطبع محارباً بكلماتي، وهذه قمة الوطنية بتصوري.

هل تتابع الآراء المعارضة؟

لا، حتى إن صادفتها لن توقفني عن الكتابة، لأنني أكتب ما يرضي ضميري أمام الله، ففي ظل حكم مبارك، كتبت أشعاراً ضد الديكتاتورية والقهر الاجتماعي والسياسي.

كيف انبثقت فكرة الأوبريت؟

من حضور العسكرية المصرية التي هي أحد أقدم الجيوش العربية، بل أحد أهم مكوّنات الحضارة المصرية العظيمة، وهذا مثبت عبر التاريخ والأجيال المتتالية وإنجازاتها الحضارية، لذا حرصت على أن يبدأ الأوبريت من العصر الفرعوني، ثم القبطي فالإسلامي، وصولا إلى العصر الحديث، وكان مهماً أن أسجل لمحة من هذه العصور في وقت نحتفي فيه بالعسكرية المصرية، لأن أي انتصار حققته هو تتويج لهذه العصور.

ما أهم النقاط التي راعيتها عند كتابتك له؟

الأوبريت تعبير عن مشاعري نحو مصر بعد 40 عاماً من نصر أكتوبر، وهو فرصة انتظرتها لأعبر عن مصر التاريخ والحاضر الذي نعيشه، ووقوفها ضد الإرهاب الذي نواجهه يومياً، والمعارك التي تعيشها وستخوضها في المستقبل القريب.

حدثنا عن الأغنيات في الأوبريت.

هي ثمان أغنيات فردية شارك فيها بالترتيب: حكيم، نانسي عجرم، أنغام، مدحت صالح، إيهاب توفيق، بهاء سلطان، ثم الأغنية الجماعية {أم الدنيا أد الدنيا} التي شارك فيها تسعة مطربين من بينهم: وائل جسار، وليد توفيق، جنات، ريهام عبد الحكيم.

هل كان لك دور في توزيع الأغنيات على المطربين؟

نظراً إلى انشغالي بالكتابة لم أركز في اختيار الملحن وليد سعد والمخرج خالد جلال للفنانين، وإن كنت أرى أنها خيارات موفقة، ولم اعترض على مقدمي الشعر والمطربين والمطربات.

ما الهدف من الدعاء الذي شمله الأوبريت {أبانا في السماء يارب العالمين... ارحمنا إياك نستعين}؟

هذا الدعاء في الجزء المسيحي في العصر الحديث عن السيدة مريم، وما لا يعرفه الناس أنه كان ضمن أغنية ولكن بسبب ضيق الوقت استُبعد، فحرص المخرج خالد جلال على عرض ولو جزء منها، واختار هذا الدعاء ليقدمه رمزان للوحدة الوطنية هما صلاح عبد الله وهاني رمزي.

إلى أي مدى هذه الكلمات الوطنية مسموعة؟

الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون هذه الأيام تدفعهم إلى الاستماع إلى الأغنيات الوطنية، خصوصاً تلك التي تعبر عن هذه المرحلة.

كيف تقيّم هذا التجمع الفني الكبير؟

فخور به، فرغم ارتباطاتهم الفنية، وافق الفنانون على المشاركة في الاحتفالية ليقولوا كلمتهم في معركة الفن ضد الإرهاب وإثبات حضوره وتدفقه في الحضارة العربية، حتى إنهم لم يهتموا بحجم المشاركة بقدر اهتمامهم بحضورهم، وهذا ليس غريباً على الفنان المصري عموماً والمشاركين في الأوبريت خصوصاً، أمثال: هاني رمزي، صلاح عبدالله، خالد صالح، أحمد بدير ومحمود ياسين.

هل واجهتك أي صعوبة في كتابة الكلمات؟

كان ضيق الوقت عاملاً مؤثراً على تفكيري، فأنا لا أفضل العمل تحت أي ضغوط، وأحب منح نفسي الوقت الكافي ليس للكتابة فحسب، إنما للإبداع ليكون لكل كلمة معنى وتأثير، لا سيما في احتفالية مهمة مثل نصر أكتوبر.

وكيف تقيّم ردود الفعل على الأوبريت؟

رائعة، سواء من خلال الاتصالات التي وردتني مباشرة أو على مواقع التواصل الاجتماعي، فلو لم يكن جيداً لما حقق هذا الصدى الكبير، ثم ملل الجمهور من الأوبريتات السابقة التي تمدح شخصاً واحداً دفعهم إلى متابعة الجديد وملاحظة الفرق.

ما ردّك على الانتقادات التي وجهت إلى الكلمات والإخراج؟

أرفض مقارنة هذا الأوبريت بأعمال أخرى، أو اعتبار غياب أي تفاصيل بمنزلة تقصير لأن عنصر الوقت تحكّم بكل شيء، فقد اتفقت على كتابته منذ شهر تقريباً، وبعدما انتهيت بدأ العمل على الألحان والتوزيع، ثم الإخراج الذي كان يجب أن يبدأ فيه المخرج منذ شهرين على الأقل لتكون العناصر كافة تحت يده للمناقشة.

من هنا ما تم عرضه في الأوبريت ونال إعجاب المشاهدين يعتبر بطولة وإنجازاً لفريق العمل، بما فيه الجنود المجهولون في الديكور والإضاءة والفرق الاستعراضية التي استلمت الأغنيات قبل الحفلة بوقت قصير، وواجهت صعوبة في التدريب بسبب حظر التجول. حتى إننا قبل الحفلة بأيام لم نكن نعرف مكان عرض الأوبريت، لتعدّد الأمكنة المقترحة.