مستثمرون في السوق السعودي يحولون الدفة نحو الأسهم الآمنة بعد أداء سريع وغير متوقَّع

نشر في 24-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 24-05-2013 | 00:01
No Image Caption
استباقاً لقرارات متوقعة تهدف إلى رفع مستوى الحماية من التلاعب والمضاربات
قفز مؤشر سوق الأسهم السعودية 3 في المئة، هذا الأسبوع وسجل أعلى مستوياته في عام كما لامست قيم التداولات حاجز الـ8 مليارات ريال بما يقارب 2.1 مليار دولار في أداء وصفه محللون بأنه سريع وغير متوقع.

ويرى المحللون أن ذلك الأداء يعكس تحول المستثمرين نحو الأسهم الآمنة استباقا لقرارات متوقعة من هيئة السوق المالية تهدف من خلالها إلى رفع مستوى حماية المستثمرين من التلاعب والمضاربات، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وأنهى المؤشر السعودي تعاملات أمس الأول على ارتفاع للجلسة السادسة على التوالي مسجلا أعلى مستوى إغلاق في 12 شهرا ونصف الشهر.

وصعد المؤشر 0.11 في المئة، إلى 7363.13 نقطة وهو أعلى مستوى منذ السادس من مايو 2012.

قرارات الهيئة

يقول مدير محافظ الاستثمار لدى الشركة الأولى جوجيت كابيتال، ثامر السعيد: «السوق صعد 3 في المئة، (هذا الأسبوع) في موجة ارتفاع غير منتظرة بهذا الشكل وهذه السرعة لاسيما مع تأثر المستثمرين بقرار تهيئة السوق المالي. أثبت ذلك الأداء تحول المستثمرين إلى الأسهم التي لم تتأثر بقرارات الهيئة».

وكانت هيئة السوق أطلقت في وقت سابق من الشهر الجاري استطلاعا للآراء بشأن قواعد جديدة مقترحة للتعامل مع الشركات التي تتجاوز خسائرها 50 في المئة، من رأس المال فيما قدم السوق السعودي اقتراحا بتعديل آلية احتساب سعر الإغلاق لتكون وفقا لمتوسط سعر الصفقات وليس حسب سعر آخر صفقة المعمول به حاليا.

ومن شأن تلك الخطوات أن تعمل على زيادة الشفافية والثقة في السوق كما ستعمل على الفصل بين الشركات ذات الأداء القوي والأخرى الضعيفة حسبما يقول خبراء.

ويسيطر المتعاملون الأفراد على 93 في المئة، من التداولات اليومية لأكبر سوق في العالم العربي وتبلغ قيمته السوقية نحو 400 مليار دولار.

ويتسبب تركيز معظم الأفراد على المكاسب السريعة وعلى الأسهم الرخيصة التي يسهل السيطرة عليها في تذبذب الأسعار بالسوق وسحب السيولة من الأسهم القيادية التي تستحق تقييما أكبر الأمر الذي يضر بدور السوق كمصدر مستقر لاستثمارات الشركات.

وقال السعيد: «الهيئة تحاول جعل السوق أكثر تنظيما وأكثر كفاءة وأن تضع قوانين تماثل تلك المطبقة في البورصات العالمية».

رد فعل السوق

وتابع: «رد فعل السوق لمثل هذه الإجراءات إشارة إلى أنه حتى المستثمر الفرد أصبح ينتظر تحول السوق إلى استثمار أكثر أكاديمية وبعيدا عن المضاربات».

ولفت إلى أن السيولة لامست 8 مليارات ريال خلال الأسبوع في علامة على أنها «تقتنص الفرص استباقا لأي إجراء جديد».

وحول تداولات الأسبوع المقبل يرى السعيد أن السوق مرشح لعملية جني أرباح غير قوية من شأنها أن تساعد على زيادة الزخم لكن الصورة إجمالا إيجابية.

وقال إن النطاق المتوقع للمؤشر الأسبوع المقبل يدور بين 7280و7380 نقطة.

ويشاركه الرأي تركي فدعق مدير الأبحاث والمشورة لدى شركة البلاد للاستثمار الذي يرجح أن يكون مسار السوق الأسبوع المقبل أفقيا مع احتمال ظهور عمليات جني أرباح غير قوية تنفذ على الأسهم الصغيرة وتلك التي سجلت ارتفاعات قياسية ولكن ليست على مستوى السوق ككل.

مستويات قياسية

وقال فدعق إن مستوى 7240 نقطة سيكون مستوى دعم قوي جدا ومن المتوقع أن ينزل المؤشر دونه في المستقبل المنظور أما مستوى المقاومة فيقع عند 7500 نقطة ويصعب تجاوزه دون تغيرات وأخبار جوهرية.

وأشار فدعق إلى أنه على الرغم من تسجيل بعض الشركات لمستويات قياسية عليا لم يكن ارتفاع السوق بالقوة الموازية.

وقال إن السبب وراء ذلك هو أن قطاعي البنوك والبتروكيماويات يمثلان الوزن الأكبر بالسوق ولم يسجلا سوى ارتفاعات محدودة منذ بداية العام.

ومنذ بداية العام وحتى إغلاق أمس ارتفع المؤشر السعودي 8.2 في المئة، فيما صعد مؤشر البنوك 5.9 في المئة، والبتروكيماويات 4.7 في المئة.

وتقارن تلك الارتفاعات مع قفزات قوية لقطاعات أخرى إذ سجل مؤشر قطاع الاسمنت ارتفاعا نسبته 12.19 في المئة، والتشييد والبناء 14.37 في المئة.

كما قفز مؤشر قطاع التجزئة 23.35 في المئة، والتطوير العقاري 26.96 في المئة.

back to top