الإعلاميون «النجوم» يتفوّقون على نجوم الفن

نشر في 28-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 28-12-2012 | 00:01
No Image Caption
لم تعد كلمة «نجم» محصورة بأهل الفن بل اتسعت في السنوات الأخيرة لتشمل أهل الإعلام، وبات للإعلامي جمهور خاص ومعجبون يتنافسون على مواقع التواصل الاجتماعي ويساندونه في أي موقف يتعرض له. تكثر هذه الظاهرة في لبنان ومصر.
مارسيل غانم أول من فتح الباب للإعلاميين ليستحقوا عن جدارة لقب الإعلامي النجم، من خلال برنامج «كلام الناس» الذي يرافق هموم الناس ويلقي الضوء على مخاوفهم وهواجسهم، ويعالج قضايا إنسانية محضة بعيداً عن المهاترات السياسية.

 مع أنه يدرك أهمية المكانة التي يحتلها على خارطة الإعلام العربي عموماً واللبناني خصوصاً، إلا أن غانم يحضر حلقته كالتلميذ النجيب ويردّد باستمرار أنه  لا يمكن أن يقابل أي شخصية، مهما كبر حجمها أو صغر، من دون الاطلاع على تفاصيل حياتها، فهو يحوّل ثقته بنفسه إلى فعل إيجابي يجعله في طليعة الإعلاميين في العالم العربي.

حالات جديدة

يعتبر «دي أن إيه» الذي يقدّمه الإعلامي نديم قطيش على شاشة «المستقبل» أحد أكثر البرامج مشاهدة وبات حاجة يومية عند متابعيه، وقد حصد بعض حلقاته نسبة مشاهدة مرتفعة، لا سيما أنه من نوعية البرامج التي تقدم للمرة الأولى على شاشة التلفزيون في لبنان.

بدورها تسجل الإعلامية بولا يعقوبيان في برنامجها «إنترفيوز» السبق تلو الآخر، خصوصاً عندما استضافت النائب عقاب صقر ومفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، عدا كونها أصبحت ممسكة بزمام الأمور في حلقاتها ومتحكمة بمحاورها وزواياها.

من جهتها سجلت الإعلامية اللبنانية ريما كركي في برنامجها «بدون زعل» حالة جديدة في الإعلام اللبناني من خلال جمع الأضداد وطريقة الأسئلة التي تطرحها على ضيوفها. أما الزميلتان اللدودتان منى أبو حمزة (تقدم «حديث البلد» على شاشة «أم تي في» اللبنانية) ورابعة الزيات (تقدم «بعدنا مع رابعة» على «الجديد») فأصبح لكل واحدة منهما جمهورها الخاص، وبرزتا كأهم محاورتين في مجال برامج المنوعات، في وقت يحارب فيه الإعلامي طوني بارود ليجعل برنامجه «أحلى جلسة « اسماً على مسمى.

رسالة وموقف جريء

ظاهرة إعلامية جديدة تجتاح مصر حالياً اسمها باسم يوسف، فهو طبيب قلب حرّكته ثورة 25 يناير، وبدأ يقدم «البرنامج» عبر الـ «يوتيوب»، وعندما لمع نجمه انتقل ببرنامجه إلى شاشة «أون تي في» من ثم إلى شاشة «سي بي سي».

 يتمتع باسم بخفة ظل وقدرة على التهكم بذكاء، من خلال برنامجه الأسبوعي، لدرجة أنه أصبح حديث الشارعين المصري والعربي بلا منازع، وقد طلبت منه محطة «أو أس أن» تقديم برنامج عن حال الشباب العربي في الولايات المتحدة الأميركية اليوم.

تعزو نوران نصار (ناقدة ومعدة برامج تلفزيونية) ظاهرة باسم يوسف إلى كونه يعبر عن هواجس المواطن المصري الذي تُخطف أحلامه منه يوماً بعد يوم، وكلما زادت جرعة الهجوم عليه من الفئات التي ينتقدها، لا سيما المتطرفة ازداد تعلق الناس به، وربما يعتبر يوسف أحد أحدث الظواهر الإعلامية في الوطن العربي.

ثمة إعلاميون أصبحوا نجوماً نتيجة تبنيهم قضايا إنسانيّة مثل وائل الأبراشي الذي قدم برنامج «الحقيقة»، واليوم يقدم برنامج «العاشرة مساء» بدلا من الإعلامية منى الشاذلي.

حول مقولة الإعلامي النجم يوضح وائل الابراشي: «لا يهمني أن يقال عني نجم بل أن أحقق الهدف الذي لأجله أظهر على الشاشة، وأن أحقق أمنية شخص عاطل عن العمل أو استرجع لمظلوم حقه، فالإعلام ليس كاميرا وشاشة وأضواء إنما رسالة».

بدوره يشكّل الإعلامي عمرو أديب، الذي يقدم برنامج «القاهرة اليوم» إلى جانب مجموعة من المقدمين (يعتبر كل واحد نجماً بحد ذاته)، حالة خاصة نظراً إلى جرأته والأعمال الإنسانية التي يحققها عبر برنامجه، بالإضافة إلى مواقفه السياسية الجريئة حول الأحداث على الساحة المصرية.

  يؤكد أديب أنه يذهب في مواقفه حتى آخر الطريق، إيماناً منه بأن ما يقوم به هو نتيجة قيم ومبادئ نشأ عليها منذ كان طفلاً، من بينها قول الحق والوقوف في وجه الباطل من دون خوف أو وجل.

 من جهته يرى الإعلامي تامر أمين الذي يقدم برنامج «ساعة مصرية» عبر «روتانا مصرية» بعد مغادرته قناة «المحور»، أنه لا يمكن أن يخطو أي خطوة في مهنته تخالف قناعاته، فعندما شعر بأن وجوده على شاشة التلفزيون المصري لم يعد يلبي أهدافه قدم استقالته، والحال نفسها بالنسبة إلى قناة «المحور»، ويأمل اليوم بأن تلبي «روتانا مصرية» طموحاته.

الإعلامي عماد الدين أديب الذي قدم لسنوات برنامج «على الهواء» على شاشة «أوربت» ثم اعتزل العمل الإعلامي، يعود اليوم ببرنامجه السياسي «بهدوء» على شاشة «سي بي سي»، وهو كان قد شكل حالة إعلامية خاصة ولغة متفردة انقسمت الآراء حولها بين مؤيد ومعارض، خصوصاً عندما قابل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في القدس (1997). آنذاك، تعرض أديب لحملة شعواء، لكنه دافع عن نفسه انطلاقاً من مقولة «اعرف عدوك».

تقول الناقدة دعاء سلطان إن عماد الدين أديب أثبت أن الإعلامي يجب أن يلمّ بنواحي الحياة كافة، وأن يفهم في السياسية بالقدر نفسه الذي يفهم فيه بالفن.

الربيع العربي

تعاظم دور الإعلاميين العرب بعد الربيع العربي وبات المشاهدون ينظرون إلى الإعلامي كأداة محركة للرأي العام، ما جعل بعضهم يتعرض للتهديد بسبب مواقفه السياسية أو مواقف أخرى اجتماعية على سبيل المثال لا الحصر اضطر الإعلامي عمرو أديب إلى أن يغادر «القاهرة اليوم» فترة والسفر إلى الخارج نتيجة مواقف اتخذها في برنامجه. إذاً لم يعد الإعلامي مقدماً لبرنامج ترفيهي، إنما أصبح محركاً لرأي عام بكامله، ونحن نعيش اليوم في عالم الإعلام المؤثر وفي عصر الإعلامي الذي بدأ يتفوق على النجم ويصبح نجماً لامعاً بحد ذاته.

back to top