سورية: «الإسلاميون» يخرجون عن «الائتلاف الوطني»

نشر في 26-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 26-09-2013 | 00:01
No Image Caption
كيري بحث مع الجربا مساعي «المتطرفين» لتشكيل حكومة... و«لجنة سيلستروم» تصل إلى دمشق

أعلنت عدة فصائل ومجموعات سورية قوية تنتمي إلى التيار الإسلامي عدم اعترافها بالائتلاف السوري المعارض، داعية في المقابل إلى تشكيل «إطار إسلامي واضح ينطلق من سعة الإسلام ويقوم على أساس تحكيم الشريعة».

في أكبر انتكاسة للثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وبعد فترة «زواج» قصيرة تخللتها خلافات عميقة بين الجناحين الليبرالي والإسلامي المعتدل من جهة، والجناح الإسلامي المتشدد في صفوف المعارضة من الجهة الاخرى، حسم الجدل لصالح «الطلاق» الكامل بين الطرفين في وقت اكتسب نظام الأسد دفعة معنوية وسياسية قوية، أولاً بتخلي الولايات المتحدة الأميركية بشكل شبه نهائي عن خيار الضربة العسكرية، وثانياً بربح وقت ثمين للمناورة من خلال الاتفاق الأميركي ـ الروسي لنزع السلاح الكيماوي مما يمكن هذا النظام من الصمود وبشكل مريح حتى موعد الانتخابات الرئاسية في عام 2014، وهو الموعد الذي ضربه الأسد ومعه موسكو وطهران منذ بداية الأزمة لإمكانية البحث ببقاء رأس النظام في موقعه أو رحيله من خلال الانتخابات، دون الاخذ بالاعتبار للثورة المتواصلة منذ 2011 وما تخللها من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.

واعلنت 13 مجموعة إسلامية مساء أمس الأول انها لا تعترف بأي «تشكيلات» معارضة في الخارج»، بما فيها الائتلاف الوطني السوري المعارض والحكومة الموقتة التي انتخب احمد طعمة رئيساً لها. وقالت هذه المجموعات وأبرزها «جبهة النصرة» الموالية لتنظيم «القاعدة»  و»لواء التوحيد» المقرب من جماعة «الإخوان المسلمين» في سورية إن «كل ما يتم من التشكيلات في الخارج دون الرجوع الى الداخل لا يمثلها ولا تعترف به، وبالتالي فإن الائتلاف والحكومة المفترضة برئاسة أحمد طعمة لا تمثلها ولا تعترف بها».

ودعت هذه الفصائل وبينها «حركة أحرار الشام» و»لواء الإسلام» و»كتائب نور الدين زنكي» و»حركة فجر الشام» و»الفرقة التاسعة عشر» و»لواء الأنصار»، «جميع الجهات العسكرية والمدنية إلى التوحد ضمن إطار إسلامي واضح ينطلق من سعة الإسلام ويقوم على أساس تحكيم الشريعة وجعلها المصدر الوحيد للتشريع»، وحثت على «وحدة الصف ووحدة الكلمة ونبذ التفرقة والاختلاف وتغليب مصلحة الامة على مصلحة الجماعة».

معارك

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية بعد اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا أمس إن مقاتلين معتدلين بالمعارضة السورية يخوضون أعنف قتال لهم حتى الآن ضد مقاتلين مرتبطين بـ»القاعدة» على الحدود الشمالية والشرقية لسورية.

وفي اشارة الى معارك بين جماعة «الدولة الاسلامية في العراق والشام» الموالية لـ»القاعدة» وبين «الجيش السوري الحر» بقياة اللواء سليم إدريس، قال المسؤول الأميركي: «هناك قتال حقيقي يدور بين الجانبين»، مضيفاً أن واشنطن تدرس الخطوات الاضافية التي يمكن ان تتخذها لمساعدة «الجيش الحر».

واشار المسؤول طالبا عدم الكشف عن هويته: «استطيع ايضا ان اذهب الى حد القول ان المتطرفين يقومون فعليا بتأسيس حكومة الآن، وهي نقطة اثارتها المعارضة في الاجتماع مع الوزير كيري».

لجنة سيلستروم

في غضون ذلك، وصلت لجنة الأمم المتحدة المكلفة بالتحقيق حول استخدام الأسلحة الكيماوية برئاسة آكي سيلستروم أمس الى دمشق. وكان من المتوقع أن تقوم اللجنة بدراسة نحو 14 حالة استخدام محتمل للأسلحة الكيماوية خلال النزاع المستمر منذ 30 شهرا في سورية باستثناء حادثة الغوطة التي سبق أن حققت فيها اللجنة واصدرت تقريرا يؤكد استخدام غاز السارين على نطاق واسع، الا أن الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح أنجيلا كين أكدت أن اللجنة ستحقق في موقع خان العسل وموقعين آخرين حددتهما الحكومة السورية.

لافروف وكيري

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه نظيره الأميركي جون كيري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس الأول إن «اللقاء تطرق الى قرار مجلس الأمن الذي سيدعم الخطوات التي يجب أن تتخذ لتدمير السلاح الكيماوي في سورية»، معرباً عن أمله بأن يتم التوافق على قرار في وقت قريب. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما تخلى نهائيا في كلمته أمس الأول أمام الجمعية العامة عن الخيار العسكري ضد سورية ولم يأت على ذكر هذا الخيار مكتفيا بالإشارة الى أن التهديد العسكري هو الذي فتح الباب أمام الحل الدبلوماسي المتمثل بالاتفاق حول نزع السلاح الكيماوي السوري.

وفي السياق، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي مجلس الأمن الدولي إلى التوصل لاتفاق حول الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن، بينما أثنى المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي على جهود الصين الهادفة إلى تحقيق حل سياسي لتلك الأزمة، وذلك خلال لقائهما في نيويورك أمس.

(دمشق، نيويورك ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top