دشنت ندوة «ألبير كامو في مئويته الأولى... إطلالة على التجربة المسرحية الكويتية» أمس الأول فعاليات «الليالي المسرحية»، التي ينظمها المجلس الوطني الثقافة والفنون والآداب، بحضور مدير إدارة المسرح بالإنابة صالح الحمر، ونقيب المهن التمثيلية بمصر أشرف عبدالغفور.

Ad

استهلت مديرة الجلسة الإعلامية القديرة أمل عبدالله الحديث مقدمة السيرة الذاتية للكاتب المسرحي الفرنسي ألبير كامو، الذي ولد في السابع من نوفمبر 1913 بالجزائر لأب فرنسي وأم إسبانية، مشيرة أنه قدم للإنسانية فكراً وإبداعاً أغنى به المكتبة العربية والعالمية.

ثم تحدث الباحث الرئيسي د. نادر القنة مشيراً إلى علاقة ألبير كامو بالمسرح إلى عام 1935، حينما تولى مع بعض أصدقائه شؤون دار الثقافة ومنها نبعت فكرة تأسيس فرقة مسرحية من الهواة أطلق عليها اسم «مسرح العمل»، حيث كتب لها مسرحية «تمرد في الأستوري».

ثم استعرض أهم أعمال كامو الإبداعية في المسرح والرواية التي مكنته من الحصول على جائزة نوبل للأدب عام 1957 وهي: مسرحية «كاليغولا»، رواية «الغريب»، «أسطورة سيزيف»، مسرحية «سوء تفاهم»، مسرحية «ارتجالات الفلاسفة»، رواية «الطاعون»، مسرحية «حالة طوارئ»، مسرحية «العادلون»، مقال فلسفي تاريخي «الإنسان المتمرد»، والإنتاجات الأدبية «سقوط» و»المنفى والمملكة» و»الصيف».

كما أشار القنة إلى أن أبرز الموضوعات التي عالجها كامو في أعماله المسرحية هي عبثية الحياة، وعجز الذكاء البشري أمام أحداث الحياة، وقضية الانتحار، والغيرة والطموح والأنانية، والسعادة والعدالة، والحرية.

وأكد أن عدداً من النقاد الأكاديميين قسم الإنتاج المسرحي عند كامو إلى مرحلتين هما مرحلة اللامعقول: وتجسيدها بوضوح في مسرحيتي «كاليغولا» و»سوء تفاهم» وأدبيا في «الغريب» وأسطورة «سيزيف»، ومرحلة التمرد: وتجسدها مسرحيتا «العادلون» و»حالة الحصاد» ومعهما أدبيا «الطاعون» و»الإنسان المتمرد».

كامو في الكويت

وأشار القنة إلى أن الكويت لعبت دورا إيجابيا ومؤثرا في اثراء الثقافة العربية، من خلال منشورات ومطبوعات وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث نشرت مسرحية «حالة طوارئ» ضمن سلسلة (من المسرح العالمي)، وكتاب «كامو وسارتر» من سلسلة (عالم المعرفة).

كما قدمت ثلاثة عروض لأعمال كامو وهي «الطاعون» المستلهم من «حالة طوارئ» إخراج حسن المتروك لفرقة المسرح الجامعي، الذي ركز فيه المخرج على فكرة تمرد الإنسان ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الفاسدة و»كاليغولا». وضمن اختبارات مادة التعبير الحركي لطلبة البكالوريوس في قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية بإشراف د. حسن خليل، جسّد الطالب الإماراتي خالد البناي وقتذاك شخصية «كاليغولا»، مؤكداً أن الرؤية الإخراجية قد وقعت ضحية الفهم المغلوط لشخصية كاليغولا حي قدمتها في إطار دكتاتوري كاريكاتوري مبالغ فيه لا تنسجم مع طبيعة التركيبة الدرامية الفنية والجمالية والفكرية للشخصية وفق فلسفة كامو. كما قدم معهد المسرح أيضاً عرض «العادلون» في مهرجان القرين الثقافي الرابع عام 1997 على مسرح الشامية إخراج د. شريف حمد، إذ يعتبر هذا العرض من أنضج تجربة مسرحية قدمت في الكويت تتعلق بنصوص كامو، وقد لفت هذا العرض اهتمام النقاد وحظي بحضور جماهيري جيد.

أما على صعيد البحوث ورسائل تخرج طلبة قسم النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، فقدمت الطالبة سلوى راشد بحث «التمرد في مسرح البير كامو»، والطالب أحمد عبدالرحيم «الحرية في مسرحيات سارتر وكامو»، وكلا البحثين من إشراف د. جلال حافظ. واختتم القنة بقراءة مجموعة من التوصيات وهي: العمل على ترجمة نصوص مسرحية أخرى لكامو تتضمنها دراسات نقدية حديثة ونشرها في سلسلة (من المسرح العالمي)، وأن يتبنى المجلس الوطني فكرة ترجمة نص مسرحية «ارتجالات الفلاسفة» باللغة العربية كسبق له، وتخصيص ملف حول مسرح كامو في جريدة «الفنون» في عدد نوفمبر العام الحالي.