بعبارة مقتضبة، ووسط أنباء ترددت عن ضرب معلمة لطالبة على ظهرها، وهي تعاني مشاكل في القلب ما أدى إلى الوفاة، اختتم وزير التربية وزير التعليم العالي د. نايف الحجرف يوماً مأساوياً طويلاً عاشته الوزارة أمس بإعلان استقالته قائلاً: "أتحمل مسؤوليتي السياسية والأدبية عن الحادثة... وقدمت استقالتي إلى سمو رئيس الوزراء".

Ad

وأكد الحجرف أن التربية عاشت أمس يوماً عصيباً "لاسيما بعد وفاة ابنتنا الطالبة نورة"، موضحاً أنه عقد اجتماعاً موسعاً وشكل لجنة تحقيق ضمت اللواء عبدالفتاح العلي، ومدير مستشفى الفروانية، ومديرة المدرسة، والمعلمات اللاتي نقلن الطالبة إلى المستشفى، فضلاً عن عدد من القيادات التربوية.

وقال: "استمعنا إلى تفاصيل الحادثة منذ بداية وقوعها في الفصل إلى حين وفاة الطالبة"، مبيناً أن كل الأطراف تجمع على أن الوفاة طبيعية، وسجلت القضية رقم ١١٦ بوزارة الداخلية بهذا الوصف، مع تأكيدات مستشفى الفروانية عدم وجود آثار لأي كدمات.

وأضاف أن جثمان الطالبة تم تحويله إلى الطب الشرعي للفحص وإعطاء تقرير مفصل خلال ٤٨ ساعة، وبناء عليه تم إعطاء ذوي الطالبة تصريحاً بالدفن.

وذكر الحجرف أن "كل هذه التفاصيل مبدئية وشفوية، ومازلنا بانتظار التقرير النهائي من الطب الشرعي"، مبيناً أن "التربية" ستجري اليوم تحقيقاً موسعاً مع الإدارة المدرسية والمعلمات والطالبات والممرضة للوقوف تماماً على ما حدث.

وأوضح أن الوزارة "ستقوم بتنفيذ برنامج لتأهيل الطالبات نفسياً، لإعادة الثقة بمدارسنا"، مؤكداً أن هذا الأمر يقع ضمن مسؤوليته المباشرة.

وتسببت وفاة الطالبة في الصف السادس بمدرسة الوسطى الابتدائية- بنات، الواقعة بمنطقة صباح الناصر، في إلغاء الحجرف مؤتمراً صحافياً كان مقرراً لإعلان الهيكل التنظيمي الجديد لبعض المدارس، حيث تابع الوزير من منطقة الفروانية التعليمية ملابسات الحادثة وعقد اجتماعات مع مسؤولي المنطقة وإدارة المدرسة والمسؤولين الصحيين في مستشفى الفروانية الذي نقلت إليه الطالبة للوقوف على جميع التفاصيل.

وفي وقت أفاد التقرير الأولي لمخفر الفروانية بأن الوفاة طبيعية، أعلن نائب رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الفروانية عبدالحميد حسين، خلال لقائه الحجرف أمس، أنه "لا شبهة جنائية في وفاة الطالبة، ولا آثار ضرب، وأنها وصلت متوفاة".

ومن جهته، قال مدير منطقة الفروانية الصحية د. جمال السلطان إن الطالبة المتوفاة كانت تعاني بعض الأمراض القلبية، مبيناً أن مسألة الوفاة تحدد من قبل الطب الجنائي والشرعي، كما أعلنت مديرة مدرسة "الوسطى" منى العريفان أن الطالبة توفيت بالسكتة القلبية وأن المعلمة ضربتها بالكتاب على يدها ولكنها لم تسقط مباشرة.

وقال وكيل وزارة التربية المساعد للتعليم العام محمد الكندري إنه تابع الموضوع واتصل بمسؤولي المنطقة التعليمية والمدرسة لمعرفة الملابسات، مشيراً إلى أنه لا يمكن الجزم بأسباب الوفاة أو حقيقة ما حدث إلا بعد الاطلاع على تقرير الطب الشرعي الذي سيحدد أسباب الوفاة بدقة بعد إجراء تحقيق إداري، والاستماع إلى شهادة المعلمات والإدارة المدرسية حول الحادثة.

وأضاف الكندري لـ"الجريدة" أنه سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بشأن الحادثة وفقاً لنتائج التقرير الطبي والتحقيق، لافتاً إلى أن "التربية" حريصة على منع الضرب أو التعامل بقسوة مع الطلبة، ولن تتهاون أبداً في هذه المسألة.