في خطوة مفاجئة، أعلنت الأمم المتحدة أنها ستعيد لجنة سيلستروم إلى سورية، ولكنها شددت على أن هذه الخطوة منفصلة عن الاتفاق الأميركي- الروسي لنزع السلاح الكيماوي السوري، الذي مازال يواجه مفاوضات صعبة قبل أن يتحول إلى قرار أممي ليبدأ تنفيذه فعلياً على الأرض. 

Ad

أعلنت الأمم المتحدة أمس أن لجنة المفتشين المكلفة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية والتي يرأسها آكي سيلستروم ستعود اليوم الأربعاء إلى سورية لاستكمال مهمتها. 

وأكدت الأمم المتحدة أن «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لم تتبادل مع لجنة سيلستروم أي معلومة تتعلق بمخزونات الأسلحة الكيماوية في سورية»، وذلك في إشارة إلى أن عمل لجنة سيلستروم غير مرتبط بالاتفاق الأميركي- الروسي حول نزع «الكيماوي» السوري.

 

موسكو 

 

في غضون ذلك، أقرت موسكو أمس بأن مشروع القرار الذي يجري بحثه حول سورية في مجلس الأمن يمكن أن يتضمن «إشارة» إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة، لكنها أكدت أن القرار لا يجب أن يصدر تحت الفصل السابع.

وشدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في كلمة أمام البرلمان الروسي أمس على أنه يمكن الإشارة إلى الفصل السابع في حال انتهاك الاتفاق الأميركي- الروسي من قبل أي طرف في النزاع السوري. 

وقال ريابكوف إن بلاده تأمل أن يوافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار هذا الأسبوع يدعم الاتفاق الأميركي- الروسي، لكنه أشار إلى أن المحادثات مع الولايات المتحدة ليست سهلة، وأضاف أن المسؤولين الأميركيين «يذكرون دوماً أن خطط معاقبة دمشق مازالت قائمة. نستخلص بعض النتائج من هذا ونفترض أن التهديد بالعدوان في انتهاك للقانون الدولي مؤجل فقط حتى الآن ولم يستبعد تماماً»، في إشارة إلى إبقاء إدارة الرئيس باراك أوباما خيار توجيه ضربة عسكرية إلى الأسد مطروحاً على الطاولة.

 

هجوم مضاد 

 

في غضون ذلك، شنّ مقاتلو المعارضة السورية أمس هجوما مضادا جديدا في الضواحي الاستراتيجية الجنوبية الغربية لدمشق، قائلين إنهم يريدون كسر حصار الجيش لمناطق تسيطر عليها المعارضة. وقال نشطاء ومقاتلون إن مقاتلي المعارضة أطلقوا قذائف هاون على القوات الحكومية التي قصفت ضاحية داريا التي ينشب فيها القتال من حين لآخر منذ أن بدأ الصراع السوري قبل 30 شهراً.

وكان مقاتلو المعارضة قد تحصنوا حول عدد من الضواحي المحيطة بالعاصمة منذ نحو عام ونصف العام، لكن قوات الرئيس السوري بشار الأسد أوقفت تقدمهم واستعادت العديد من المناطق الاستراتيجية التي حوصرت فعلياً في الوقت الحالي.

وصدت القوات الجوية والبرية للأسد حتى الآن هجمات مقاتلي المعارضة، بعد أن قطع جيش الأسد طرق امدادها الرئيسية في الضواحي في وقت سابق من العام الحالي.

ووحد الهجوم الجديد لمقاتلي المعارضة والذي أطلقوا عليه مسمى «وإن عدتم عدنا» فصائل عديدة تنشط في المنطقة من بينها «جبهة النصرة» التي تربطها صلات بتنظيم «القاعدة».

وستكون الضواحي الجنوبية هدفاً صعباً لمقاتلي المعارضة السورية، لأنها تضم العديد من المواقع العسكرية الرئيسية من بينها مطار عسكري، وقاعدة لقوات الحرس الجمهوري.

وأعلنت «جماعة أحرار الشام»، وهي فصيل إسلامي آخر، أنها تقوم بدور كبير في هذا الهجوم إلى جانب «كتائب الصحابة»، وهي وحدة قوية لمقاتلي المعارضة مقرها دمشق.

وقال قائد في كتائب الصحابة إن العملية تهدف إلى تخفيف «حصار خانق» يحرم سكان منطقتي داريا والمعضمية جنوب غربي العاصمة من الغذاء والدواء والسلاح.

وقال ناشط في دمشق عرف نفسه باسم باسم محمد، إن من غير المرجح أن يجني مقاتلو المعارضة مكاسب من هذا الهجوم. وقال: «أفضل قوات النظام موجودة هناك. نحن على الأرض نرى في ذلك عملية استعراضية من الجيش الحر خصوصا في التعاون مع أحرار الشام والنصرة. إنها حرب استنزاف حيث لا منتصر ولا مهزوم».

 

انفجار التضامن 

 

في غضون ذلك، قتل سبعة أشخاص على الأقل وجرح 15 أمس في تفجير سيارة مفخخة في حي التضامن في جنوب دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويقع حي التضامن على الأطراف الجنوبية لدمشق على مقربة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وأغلبية سكانه نازحون من هضبة الجولان التي تحتل إسرائيل أجزاء واسعة منها.

ويشهد الحي الواقع في أغلبيته تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، اشتباكات وعمليات عسكرية يومية.

 

معلولا 

 

وعادت بلدة معلولا التاريخية التي تسكنها أغلبية مسيحية أمس إلى واجهة الأحداث، بعد أن أعلنت بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن نحو أربعين راهبة وطفلا يتيماً عالقون في دير مار تقلا وسط البلدة، التي أضحت مسرحاً لتبادل إطلاق النار بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.

(دمشق، موسكو،

نيويورك - أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)