وافق الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أمس على ترشيح حركة "النهضة" الإسلامية لوزير الداخلية الحالي علي العريض، الذي يعتبر من صقور الحركة الإسلامية، لمنصب رئيس الوزراء، متمنياً له، خلال تسليمه رسالة تكليفه رسمياً، النجاح في مهمة رأب الصدع في البيت التونسي وتحقيق طموحات المواطنين.
وكلف الرئيس المرزوقي رئيس الوزراء الجديد بتشكيل حكومته خلال أسبوعين، بحسب ما أعلن الناطق باسم الرئاسة عدنان منصر، الذي أكد أن المرزوقي التقى زعيم حركة "النهضة" راشد الغنوشي وقدم له ترشيح العريض.وكشفت "النهضة" وهي الحزب الأكبر في البرلمان عن اختيار مجلس الشورى للوزير العريض وهو من صقور الحركة ليخلف حمادي الجبالي، الذي قدم استقالته قبل يومين، على رأس حكومة ائتلافية.والعريض (58 عاماً) هو مهندس بحرية وسجين سابق قضى 15 عاماً في سجون النظام السابق قبل أن يعين في ديسمبر عام 2011 وزيرا للداخلية.وينظر إلى العريض على أنه من الجناح المتشدد للنهضة الذي يرفض عودة الأحزاب المقربة من النظام السابق إلى الحياة السياسية.وواجه العريض انتقادات بقمع الاحتجاجات عندما كان وزيرا للداخلية. وتنتقد المعارضة العلمانية تساهله مع العنف خصوصا مع المتشددين السلفيين، مما ساهم في تفشي العنف السياسي في البلاد وانتهى بمقتل بلعيد على يد مجهول، لكن تونسيين يقولون انه أظهر صرامة كبيرة في مواجهة تنظيمات ارهابية تابعة للقاعدة.واستقال الجبالي وهو الأمين العام لحركة "النهضة" من منصب رئيس الوزراء بعد فشله في تكوين حكومة كفاءات واعتراض حزبه ورئيسه الغنوشي الذي يؤيد مقترح حكومة ائتلاف وطني.وتسبب اغتيال المعارض شكري بلعيد في السادس من فبراير في دخول تونس في أسوأ أزمة سياسية منذ الثورة التي أطاحت قبل نحو عامين الرئيس السابق زين العابدين بن علي.وأدى اغتيال السياسي اليساري العلماني إلى احتجاجات في الشوارع كاشفا عن فجوة عميقة بين حكام تونس الإسلاميين ومعارضيهم الليبراليين والعلمانيين.وكان الجبالي اقترح تشكيل حكومة كفاءات لتحل محل حكومته الائتلافية التي تقودها حركة النهضة وتضم حزبين علمانيين لتجنيب البلاد واقتصادها الذي يعتمد على السياحة المزيد من الصراع.(تونس- رويترز، أ ف ب)
دوليات
الحكومة التونسية في قبضة صقور «النهضة»
23-02-2013