أنباء واعدة عن قصور القلب
يصعب أن نتخيّل أنّ دواء مشتقاً من هرمون مرتبط بالحمل قد يحسّن عوارض قصور القلب، لكن يبدو أن {السيريلاكسين} يحقق ذلك فعلاً. في التجارب العيادية التي شملت أشخاصاً دخلوا المستشفى بعد الإصابة بحالة جديدة ومفاجئة (وحادة) من قصور القلب، ساهم الدواء في تحسين ضيق التنفس بنسبة مهمة، وهو أحد العوارض الدائمة والمرعبة لهذا المرض. كذلك يخفّض تضرر الأعضاء نتيجة ضعف تدفق الدم ويقلّص حالات الوفاة.
كيف يعمل السيريلاكسين؟ينتج الرجال والنساء هرموناً اسمه {ريلاكسين}. لم يتضح بعد مفعوله عند الرجال، لكن يبدو أنه يساعد خلايا الحيوانات المنوية على التنقل بسهولة أكبر في المني. عند النساء، يؤدي الريلاكسين أدواراً عدة خلال فترة الإباضة والحمل. كما يدل اسمه، يساهم الريلاكسين في الاسترخاء وإرخاء الأنسجة في أعضاء المرأة التناسلية وأربطة الحوض لأجل الاستعداد للولادة. السيريلاكسين هو شكل كيماوي من الريلاكسين.يساهم الهرمون أيضاً في إرخاء الأوعية الدموية، ما يسمح لها بالتوسع. خلال فترة الحمل، هذا ما يسمح بوصول كمية إضافية من الدم إلى المشيمة والكلى من دون رفع ضغط الدم. عند المصابين بقصور القلب، يزيد تدفق الدم في أنحاء الجسم، ما يعزز فاعلية عمل القلب الضعيف. الريلاكسين مضاد التهابي أيضاً. يمكن أن يضر الالتهاب المرتبط بقصور القلب الكلى والكبد والقلب، لكن يبدو أن السيريلاكسين يساهم في منع حصول ذلك.تقدم ملحوظفي تجربة {الريلاكسين} لمعالجة قصور القلب الحاد، منح الباحثون جرعة من السيريلاكسين أو الدواء الوهمي إلى 1138 شخصاً كانوا مصابين بقصور القلب وسبق ودخلوا المستشفى بسبب تدهور حالتهم. طوال أسبوعين بعد العلاج، سُحب الدم بشكل دوري وتم اختباره بحثاً عن وجود بروتينات تؤكد تضرر الأعضاء. مقارنةً بالدواء الوهمي، تبين أن السيريلاكسين يحمي على ما يبدو وظيفة القلب والكلى والكبد عند غالبية المرضى. كذلك، عولج تراكم السائل في الرئتين (أي الاحتقان في حالة {قصور القلب الاحتقاني}) بسرعة أكبر عند الأفراد الذين تناولوا السيريلاكسين وتراجعت بفضله مشكلة ضيق التنفس وعوارض أخرى من قصور القلب. بعد ستة أشهر، تراجعت حالات الوفاة بنسبة 37% في مجموعة {السيريلاكسين} مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي.لكن ما من دواء مثالي للجميع، فقد اختبر بعض المشاركين في التجربة العيادية التي تتمحور حول السيريلاكسين تدهور وظيفة الكلى أو الكبد.سيستمر اختبار السيريلاكسين في التجارب العيادية. يأمل الأطباء أن تبقى النتائج واعدة.