«الحكام» تحت المجهر في الموسم الجديد
على بعد 8 أيام يقف الحكام في الكويت أمام الامتحان الأصعب وهو انطلاق مسابقة المنافسات المحلية لهذا الموسم بمواجهة السوبر بين الكويت بطل الدوري، والقادسية بطل كأس سمو أمير البلاد، ويجد الحكام الذين خرجوا للدخول في معسكر تدريبي في الأردن أنفسهم تحت المجهر لاسيما بعد تصريحات الحكم الدولي لكرة القدم حمد بوجروة بعد انتهاء الموسم الماضي، التي شن من خلالها هجوما لاذعا على لجنة الحكام ورئيسها عبداللطيف الدواس، مؤكدا شبهة تلاعب في نتائج المباريات في المسابقات الكويتية، وهو ما يضع الحكام على المحك في الموسم الجديد، لاسيما ان اللجنة والاشخاص الذين وجه اليهم بوجروة الاتهامات التزموا الصمت بحجة اللجوء الى القضاء.ويعاني الحكم الكويتي في الأساس من أوضاع متدنية لا سيما في ما يخص المقابل الذي يحصل عليه لإدارة المباريات والذي لا يتجاوز 40 دينارا في المباراة الواحدة، ويتم حجزه في الاتحاد بحجة عدم وجود ميزانية لدرجة أن الايام القليلة الماضية شهدت تهديدا واضحا من الحكام بعدم المشاركة في الموسم الجديد إلا بعد الحصول على مستحقاتهم.
كذلك لا يستطيع الحكم الكويتي الخروج عن سطوة الاتحاد والتعليمات المشددة بضرورة أن يكون الطوفة الهبيطة واللجوء إلى التقارير فقط ليتسنى للاتحاد معاقبة من يريد من الخارجين، والتغاضي عن البعض الآخر من المحسوبين عليه!وهو ما يزيد من معاناة الحكام مستقبلا، ليسيروا على درب حكام كثيرين سبقوهم فضلوا الابتعاد عن الساحة، وعدم الدخول في مهاترات في ظل وجود مناخ غير صحي في الرياضة الكويتية وفي كرة القدم تحديدا.معاناة من التهميش أحد الحكام والذي فضل عدم ذكر اسمه قال لـ"الجريدة": "الحكم الكويتي يعاني الأمرين فيما مضى، سواء بتهميش كبير من لجنة الحكام، او عدم الحصول على مستحقات كافية تستحق ان يضحي من أجلها لمواصلة المشوار في هذا المجال، فكيف الآن وبعد التهم التي التصقت بالحكام في نهاية الموسم الماضي على أنهم يتلاعبون بالنتائج".وأشار إلى أن ما يجعله صابرا على كل هذه المتاعب هو حبه للمهنة، بالاضافة الى ما يلاقيه الحكم في الخارج من تكريم، حيث يشعر في الخارج أثناء خروجه لإدارة مباريات هناك أن قيمته محفوظة سواء في بدلات المباريات، او معاملة كبار الزوار التي يلاقيها الحكام على حد وصفه.وكشف الحكم الكويتي الذي حصل على الشارة الدولية مؤخرا أن والده يطالبه مرارا وتكرارا بترك مهنة التحكيم، لاسيما أنه يملك وظيفة تدر عليه ما يكفيه هو وأسرته للعيش بكرامة بعيدا عن لعنات الجماهير واللاعبين داخل الملعب من دون أي حماية من الاتحاد، لكنه متمسك في الوقت الحالي بالتحكيم وربما يفكر في اعتزاله اذا استمر الوضع على ما هو عليه.جدير بالذكر أن عدد الحكام في الكويت 39 حكما من بينهم الحكام المساعدون، وهو ما يلقي عليهم هذا الموسم مسؤولية كبيرة في ظل كم كبير من مباريات دوري الدمج والرديف الذي أقره الاتحاد من دون سابق إنذار للجنة الحكام لتجهيز أنفسهم.هذا وتتبع لجنة الحكام الكويتية سياسة صارمة في عدم الاستعانة باي حكم من الخارج رغم مطالبات كثير من الأندية بذلك وعرضهم تحمل نفقات جلب الحكام الأجانب.