قال تقرير اقتصادي متخصص ان القلق بسبب العوامل الجيوسياسية حول إمدادات النفط الخام في السوق مازال العامل الرئيسي في دعم الأسعار من الهبوط دون مئة دولار للبرميل بالرغم من كفاية الإمدادات في السوق.

Ad

وأوضح التقرير الصادر حديثا عن المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية وخص به «كونا» أن اضطرابات الشرق الأوسط أدت إلى تقلص المعروض النفطي بتلك المنطقة وهو ما يعيد تسليط الأضواء على الأوضاع السياسية في المنطقة كمصدر قلق إزاء إمدادات الطاقة.

وأفاد بأن التعطيلات النفطية في العراق وجنوب السودان وليبيا وإيران دفعت أسعار النفط لتبقى اعلى من 100 دولار للبرميل خلال العام الحالي مبينا ان تلك العوامل طغت جزئيا على أثر زيادة إمدادات النفط الصخري في الولايات المتحدة والمخاوف المتعلقة بقوة الطلب الصيني.

وأضاف ان التعطيلات النفطية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتزامن مع هبوط إنتاج بحر الشمال بسبب أعمال صيانة صيفية أكبر من المتوقع.

وتوقع أن تتقلص حصة أوبك في سوق النفط العالمية في 2014 حيث سيحول ارتفاع إمدادات النفط الصخري الأميركي دون استفادة المنظمة من أسرع معدل لنمو الطلب العالمي في أربع سنوات موضحا ان تكنولوجيا استخلاص النفط والغاز من الصخور ستقلص الاعتماد على أوبك.

وقال ان ارتفاع الإنتاح سيزيد من صعوبة حفاظ أوبك على انتاجها عند مستويات مرتفعة دون المخاطرة بهبوط الأسعار عن مستوى مئة دولار الذي تفضله متوقعا ارتفاع الإمدادات من الدول غير الأعضاء في أوبك التي تمثل ثلثي الإنتاج بواقع 1.14 مليون برميل متجاوزة نمو الطلب بفضل نمو الانتاج في الولايات المتحدة.

وذكر ان واردات الولايات المتحدة من دول أعضاء في أوبك مثل نيجيريا والجزائر انخفضت نتيجة زيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي مبينا ان منظمة أوبك تتوقع أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة بواقع 560 ألف برميل يوميا خلال عام 2014 وهي أكبر زيادة بين الدول خارج أوبك ليصل إجمالي الانتاج الأمريكي إلى 11.33 مليون برميل يوميا.

وحول صافي إيرادات الصادرات النفطية لمنتجي النفط الأعضاء في منظمة أوبك ذكر التقرير انها بلغت نحو 982 مليار دولار خلال عام 2012 وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة مبينا انها أعلى إيرادات سجلت منذ أن بدأت إدارة معلومات الطاقة في اصدار بياناتها عام 1975.

واشار الى ان ايرادات عام 2012 من الصادرات النفطية من حيث القيمة الحقيقية لكل من الكويت والإمارات تساوت مع المستويات المرتفعة التي بلغتها بعد عام 2004 مضيفا انه وفق التقديرات بلغت إيرادات السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم 312 مليار دولار أي أقل قليلا من مستوى الذروة من حيث القيمة الحقيقية الذي سجلته في 2008.

وقال ان دول الخليج شهدت طلبا قويا على أنواع النفط الخام التي تنتجها بفضل غياب النفط الإيراني المماثل لها من الأسواق العالمية مبينا ان الدول الأعضاء الأخرى في «أوبك» مثل نيجيريا وأنغولا اللتين تنتجان النفط الخفيف والحلو شهدت تراجعا في صادراتها الى الولايات المتحدة كما تراجعت إيرادات الصادرات النفطية لكل من نيجيريا وأنغولا عام 2012 من حيث القيمة الحقيقية.