العراق: تظاهرات حاشدة في «جمعة الرباط» للمطالبة بالإصلاح
السيستاني يدعو إلى تلبية مطالب المتظاهرين غير المتعارضة مع الدستور والقانون... والعمل على إرساء دعائم دولة مدنية
تواصلت في عدد من مناطق العراق أمس، التظاهرات المناهضة لحكومة نوري المالكي، حيث خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في عدة مدن ومحافظات في وسط وغرب وشمال البلاد، وذلك في يوم جمعة جديد أطلقوا عليه اسم «جمعة الرباط».وشهد جامع أبوحنيفة النعمان في منطقة الأعظمية وجامع أم القرى في غرب بغداد، تظاهرتين بعد صلاة الجمعة ألقيت فيهما كلمات تدعو الحكومة إلى تلبية مطالب المتظاهرين.
ومن بين الذين شاركوا في إلقاء الكلمات وزير المالية، القيادي في قائمة «العراقية» رافع العيساوي، المتهم مع أفراد من حمايته، بعلاقتهم بالإرهاب، إذ دعا المتظاهرين إلى «مواصلة اعتصامهم حتى تلبية مطالبهم».ورفع المتظاهرون شعارات، كما رددوا هتافات، تطالب بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات، وتشريع قانون العفو العام، وإلغاء قانون «المساءلة والعدالة» (اجتثاث البعث) وإلغاء الماده 4 من قانون مكافحة الإرهاب وإلغاء قانون «المخبر السري»، وتحقيق التوازن في الدولة، وإجراء إصلاحات سياسية أخرى.في سياق متصل، حمّل المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني، أمس، جميع الكتل السياسية المسؤولية عن الأزمة الحالية، داعيا إلى «تلبية مطالب المتظاهرين التي لا تتعارض مع الدستور والقوانين النافذة».وجاء في بيان تلاه معتمد المرجع الديني الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة في كربلاء، «على السلطات العليا الاستماع لما هو مشروع من مطالب المتظاهرين في الأنبار ودراستها وفق أسس منطقية، والأخذ بنظر الاعتبار مبادئ الدستور والقوانين وصولاً الى إرساء دعائم دولة مدنية تكفل فيها الحقوق والواجبات». كما دعا الأجهزة الأمنية إلى «ضبط النفس والتحلي بالحكمة والتهدئة، وعدم السماح بوقوع أي صدام مع المتظاهرين، وعدم اللجوء إلى أي خطوة تؤزم الشارع العراقي». واتهم السيستاني الكتل والقادة السياسيين بـ»تسييس الكثير من الملفات والقضايا التي يجب أن تأخذ مسارها القانوني»، داعيا السياسيين إلى «عدم التدخل في عمل السلطات المستقلة، والابتعاد عن الملفات والقضايا ذات الطابع القضائي وعدم استغلالها سياسيا لتحقيق مكاسب سياسية».في غضون ذلك، اتهم إمام جمعة طهران أحمد جنّتي، خلال خطبة الجمعة أمس، الولایات المتحدة الأميركية وإسرائیل بالتخطیط لـ»إثارة الفتنة» في العراق.وقال جنّتي إن «لأميركا وإسرائیل مخططات لإثارة الفتنة في العراق وإشعال الحرب الطائفیة فیه، كما حصل في سوریة». ورأى أنه «علی الشعب العراقي أیضاً أن یكون فطناً، وأن یعلم أن العدو یسعی من خلال طرح موضوع الشیعة والسنة إلی إثارة الفرقة والشقاق في العراق، في الوقت الذي یعلم الكل أن الجمیع مسلمون».من ناحية أخرى، قتل ثلاثة شرطيين عراقيين فجر أمس، في هجوم شنّه مجهولون بواسطة أسلحة الرشاشة على نقطة تفتيش تابعة للشرطة الاتحادية في منطقة التاجي شمال بغداد. كما نجا آمر الفوج الثاني في شرطة طوارئ محافظة كركوك العميد اورهان خليل، أمس، من محاولة اغتيال، إثر تفجير عبوة ناسفة بموكبه أسفرت عن مقتل مدني وإصابة آخر.إلى ذلك، أفاد مصدر في الشرطة العراقية أمس، بأن 12 معتقلاً بينهم عدد من المحكومين بالإعدام فروا من سجن التاجي شمال بغداد في وقت متأخر من مساء أمس الأول.(بغداد - يو بي آي،أ ف ب، د ب أ)