«اشتراكات» النصر تحولت إلى معركة

يبدو أن المشاكل المتعلقة بتسجيل وتسديد اشتراكات الأعضاء في بعض الأندية لا تنتهي إلا بتدخل الهيئة العامة للشباب والرياضة، إذ رفضت إدارة نادي النصر قبول تسديد اشتراكات أعضاء الجمعية العمومية من المنتمين والمناصرين للقائمة المنافسة لمجلس الإدارة الحالي إلا بحضور صاحب العلاقة.

واتخذ مجلس إدارة النادي قراراً بهذا الشأن، وأقره بمحضر رسمي للاجتماع السابق له، ما دعا رئيس القائمة المنافسة إلى تقديم شكوى رسمية إلى الهيئة، التي سارعت إلى إصدار تعميم رسمي وزعته على الأندية أمس، أجازت من خلاله تسديد أي شخص عن مجموعته.

وهذا هو العرف السائد في الأندية خلال السنوات السابقة، باعتبار أن النظام الأساسي الموحد المنبثق عن القانون 2007/5 لم يتطرق في هذا الشأن إلى ضرورة حضور الشخص صاحب العلاقة وقت التسديد، واشترط ضرورة حضوره وقت التسجيل لأول مرة فقط.

وعلى وقع ذلك، شهد النادي مساء أمس معركة عنيفة بين أنصار قائمة مستقبل النصر التي يترأسها عضو مجلس الإدارة فهيد الحتيتة ورئيس النادي فلاح غانم، بعد رفض الأخير الامتثال لقرار الهيئة العامة للشباب والرياضة بقبول تسديد الأفراد عن مجموعات.

تجمع بعد صلاة المغرب

وكانت المجاميع الانتخابية التابعة لقائمة مستقبل النصر قد بدأت تتجمع بعد صلاة المغرب، بانتظار الحتيتة للتوجه إلى الإدارة، في محاولة لإقناع المسؤولين عن التسجيل والتسديد بتسلم رسوم الاشتراكات، إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل، بعد أن رفض أمين السر خالد الشريدة، الذي استقبل الحتيتة ومن معه في ممر الإدارة، تلبية الطلب وتنفيذ قرار الهيئة بقبول تسديد الأفراد إلا بحضورهم، بحجة أن هذا القرار اتخذ من مجلس الإدارة والحتيتة يعرف بذلك، وسرعان ما انتقل النقاش إلى مكتب رئيس النادي فلاح غانم، بعد مطالبة المجاميع بالتفاهم مع الرئيس مباشرةً، حيث بدأت الشرارة بعدما تطور الجدال بين الرئيس وعضو الجمعية العمومية مطلق لايش، مما دفع أبناء غانم إلى التدخل ومحاولة الهجوم على لايش، ومسارعة أحدهم إلى الآخر بالتشابك والضرب، واختلط الحابل بالنابل، وتحولت أروقة الإدارة إلى ساحة معركة.

ولولا تدخل رجال الأمن الذين جاؤوا متأخرين إلى الإدارة رغم وجودهم مبكراً أمام بابها ومطلق الحتيتة مع بعض العقلاء لحصل مالا تحمد عقباه.

وتوعّدت المجاميع إدارة النادي بالحضور المماثل يومياً إلى حين قبول تسديد رسوم اشتراكات كتلهم في الجمعية العمومية دون حضور أصحاب الشأن.

يأتي ذلك في الوقت الذي سادت فيه أجواء من الهدوء خلال اليومين الماضيين في بقية الأندية خلال عمليات التسديد أو التسجيل الجديد.

الأندية لا تزال خاضعة للهيئة

ورغم صدور المرسوم بتعديل القوانين الرياضية، الذي يتيح لأي مجلس إدارة إصدار نظام خاص به بعيداً عن تدخل ورقابة الهيئة، فإن القانون الموحّد المنبثق من قانون 2007/5 مازال نافذاً، بحكم أن الأندية لم تصدر بعد أنظمتها الأساسية الجديدة، ولم تعتمدها من الجمعيات العمومية، ما يجبر الأندية على الانصياع لتعليمات الهيئة المسؤولة عن أي تجاوزات إدارية ترتكب من مجالس إدارات الأندية حالياً إلى حين تغيير الأنظمة الأساسية واعتمادها.

وكان مجلس إدارة نادي السالمية السابق، الذي ترأسه د. عبدالله الطريجي، قد اتخذ خطوة مشابهة في فبراير الماضي، إلا أن تدخل الهيئة العامة أنهى الأمور بسلاسة، بعدما ألزمته بالعدول عن قراره، ووافق على تسديد الأفراد عن مجموعات.

يذكر أن الانتخابات السابقة، التي أقيمت في أكتوبر الماضي لنادي النصر، شهدت اختراق فهيد الحتيتة قائمة أبناء النادي برئاسة فلاح غانم، والتي تسيطر حالياً على مجلس الإدارة.

الشريدة: تعميم «الهيئة» لا يعني شيئاً بعد تعديل القوانين

قال خالد الشريدة امين السر العام لنادي النصر ان «ادارة النادي اتخذت قرارها ولا مجال للعودة او التراجع عنه»، مؤكداً أن الادارة لا تمانع في قبول الاشتراكات شريطة تواجد الافراد المعنيين شخصياً.

وفي سؤال لـ»الجريدة» عن تعميم الهيئة الذي وزعته على الأندية امس، وأجازت من خلاله تسديد أي شخص عن مجموعته، أجاب الشريدة بأن «التعميم لا يعني شيئاً بعد صدور مرسوم تعديل القوانين الرياضية الذي يعطي الحق للجمعية العمومية فقط في محاسبة مجلس الإدارة، ولا يخول الهيئة التدخل في شؤون النادي الإدارية، وهو الامر الذي دفعنا إلى اتخاذ مثل هذا القرار».

الحتيتة: هذه سلبيات القانون الجديد

اتهم فهيد الحتيتة عضو مجلس إدارة نادي النصر ورئيس قائمة أبناء النصر، مجلس ادارة النادي باستغلال مرسوم تعديل القوانين الرياضية للسيطرة على النادي.

وأكد الحتيتة أنه سيتوجه مع زملائه إلى الهيئة العامة للشباب والرياضة صباح الغد لتسجيل اعتراضه على عدم تنفيذ مجلس الإدارة لتعليمات الهيئة، مشيراً إلى أنه سيلجأ إلى القضاء إذا ما اضطره الأمر إلى ذلك لتثبيت حقه ومن معه.

وقال إنه سيوصل الأمر إلى رئيس مجلس الوزراء «لتعريفه بسلبيات مرسوم القانون الذي اتاح لمجالس الادارات السيطرة على الأندية»، مضيفاً: «يجب أن يعرف سمو الرئيس وأعضاء مجلس الأمة كيف يمكن أن يستغل مثل هؤلاء القوانين، فسمو الأمير عندما أمر بتعديل القانون فإنه هدف إلى خدمة أبنائه الرياضيين، إلا أنهم يخدمون مصالحهم من خلاله».

وقام الحتيتة بتسجيل اثبات حالة لدي ممثل «الداخلية» الموجود في النادي، في الوقت الذي توجه فيه أبناء الرئيس فلاح غانم الى المخفر لتسجيل قضية بعد تعرضهم لإصابات.