حققت المعارضة السورية بعض التقدم في محافظة درعا في وقت أعلنت صحيفة فرنسية وجود أدلة جديدة على استخدام السلاح الكيماوي في سورية. وفي وقت جددت الأمم المتحدة لبعثة حفظ السلام في الجولان، دافعت روسيا مجدداً عن موقفها من النظام السوري رافضة أي شروط مسبقة تفرض على «مؤتمر جنيف2».

Ad

سيطر مقاتلو المعارضة السورية أمس على حاجز استراتيجي للقوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد في مدينة درعا (جنوب) بعد اشتباكات وحصار دام اكثر من اسبوعين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني: «سيطرت الكتائب الاسلامية المقاتلة على حاجز البنايات التابع للقوات النظامية في مدينة درعا، وذلك بعد حصار دام 15 يوما واشتباكات بين الطرفين». واشار الى ان المقاتلين فجّروا مساء الخميس سيارة مخففة في الحاجز «ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى» من القوات النظامية.

واوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان الحاجز «هو اهم مركز عسكري يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في مدينة درعا» منذ بدء النزاع في منتصف مارس 2011.

واشار الى ان «المقاتلين يتقدمون في مدينة درعا وريفها»، وان سيطرتهم على الحاجز المؤلف من برجين مرتفعين «تتيح لهم الاشراف على كامل درعا البلد».

وتقسم مدينة درعا الى «درعا البلد» و»درعا المحطة». ويسيطر النظام على معظم احياء المدينة، مع تواجد للمعارضة المسلحة في احياء اخرى. وتشهد المدينة اشتباكات شبه يومية.

وتقع محافظة درعا على الحدود مع الاردن. ويمكنها ان تشكل، بحسب عبدالرحمن، «ممرا اساسيا للسلاح من الاردن الى مقاتلي المعارضة في ريف دمشق» حيث يتواجد مقاتلو المعارضة بشكل كثيف.

في ريف درعا، افاد المرصد عن مقتل ثماني نساء في قصف على بلدتي الكرك الشرقي وازرع، وبين الضحايا اربع فتيات دون الثامنة عشرة.

في دمشق، دارت بعد منتصف ليل االخميس ـ الجمعة اشتباكات في حي القابون (شمال شرق) الذي يتعرض لهجوم من القوات النظامية منذ عشرة ايام في محاولة للسيطرة عليه بشكل كامل.

تحت التعذيب

في السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس ان 16 رجلا من مدينة حرستا في ريف دمشق قضوا تحت التعذيب في سجون قوات الاسد في دمشق ونقلت جثثهم الى احد مشافي العاصمة لتسليمها الى ذويهم.

أدلة على «الكيماوي»

اظهرت تحاليل اجراها مختبر فرنسي متخصص لعينات جلبها صحافيون يعملون لحساب صحيفة «لوموند» الفرنسية بعد هجوم حصل منتصف ابريل الماضي في جوبر بضواحي دمشق، وجود 13 حالة اصابة بغاز السارين، وفق ما افادت الصحيفة امس. وكان صحافيو «لوموند» جلبوا 21 عينة تم تحليلها في مخبر تابع للادارة العامة للتسلح التابعة لوزارة الدفاع الفرنسية.

ويعتبر غاز السارين من الاسلحة الكيميائية الفتاكة ويتميز بانه بلا رائحة ولا يمكن رؤيته. وبالاضافة الى التنشق، فإن مجرد حصول احتكاك لهذا الغاز مع البشرة يؤدي الى اعاقة نقل السيال العصبي ما يؤدي الى الوفاة جراء توقف نشاط القلب والجهاز التنفسي.

ومن بين العينات التي جمعها صحافيو «لوموند»، ملابس متروكة عند خطوط الجبهة واخرى تم اخذها من مركز طبي في ريف دمشق حيث تمت معالجة اشخاص تعرضوا لهجمات كيماوية في ابريل ومايو بحسب الصحيفة.

موسكو

سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن إرسال السلاح إلى المعارضة السورية يعني ان الغرب يؤيد موافقتها المشروطة للمشاركة في مؤتمر «جنيف – 2»، وهو ما يخالف مبدأ عقده من دون شروط مسبقة.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي سعدالدين العثماني في موسكو أمس إن «إرسال السلاح إلى المعارضة السورية بشكل متزايد يعني تأييد الغرب لشروط المعارضة خلافاً لمبدأ عقد مؤتمر جنيف – 2 من دون شروط مسبقة».

وأضاف أن المعارضة رفضت المشاركة في جنيف -2 حتى تحقق التوازن العسكري، مؤكدا التزام موسكو بمبادرة جنيف، وذلك وفقاً للاتفاق الذي توصل إلى مع نظيره الأميركي، جون كيري، خلال زيارته لموسكو الشهر المنصرم.

وأكد أن روسيا لا تنوي إغلاق سفارتها في دمشق وإخلاء قاعدة طرطوس، وأوضح أن البعثة الدبلوماسية الروسية في دمشق تعمل بشكل طبيعي، واصفاً الأنباء حول إغلاق السفارة الروسية وقاعدة طرطوس بأنها شائعات واستفزازات تهدف إلى تهيئة الظروف لتغيير النظام. وأوضح أن مدنيين يعملون في موقع إصلاح السفن في طرطوس، وإنه لا وجود لعسكريين هناك.

الجولان

وجدد مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأول ولمدة ستة شهور مهمة بعثة حفظ السلام في مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل لمراقبة وقف اطلاق النار القائم منذ عقود بين اسرائيل وسورية والذي اهتز بسبب امتداد العنف من النزاع السوري.

واكد القرار الذي صدر بالاجماع الحاجة لتعزيز حماية قوات حفظ السلام المزودة حاليا بمجرد بنادق خفيفة. وقال دبلوماسيون ان من المرجح الان ان تحصل القوات على معدات مثل السترات الواقية والعربات المدرعة والبنادق الالية. وتعتزم الأمم المتحدة أيضا زيادة حجم القوة التي تعرف باسم قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك ويبلغ قوامها حوالي 900 شخص حاليا إلى العدد المسموح به ويبلغ 1250 فردا.

(دمشق، موسكو، نيويورك ـ

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)