مثلما كان في مجلس «الأصوات الأربعة»، هو نفسه في مجلس «الصوت الواحد». لم يتغير بين المجلسين رغم الاختلاف الكبير بينهما.

Ad

خاض النائب أحمد لاري الانتخابات النيابية التي جرت وفق نظام الدوائر الخمس بأربعة أصوات، ونجح فيها في انتخابات 2008، كما نجح ايضا في الفوز في انتخابات "مجلس 2012 المبطل" الذي ابطلت المحكمة الدستورية نتائجه.

وخاض لاري كذلك الانتخابات الأخيرة التي جرت في الاول من ديسمبر 2012 بعد تعديل النظام الانتخابي بمرسوم ضرورة لتصبح خمس دوائر بصوت واحد ونجح فيها أيضا.

أصبح لاري شريكا في مجلسي الاصوات الاربعة والصوت الواحد، ليكون شاهدا على المجلسين ومنهج عملهما، غير ان لاري لم يتغير وحافظ على طريقته في العمل رغم الاختلاف الكبير بين المجلسين.

صحيح أن آليات العمل في المجلس كما هي لم يمسها أي تغيير، فاللائحة نفسها والدستور هو ذاته، ومواعيد الجلسات كما كانت سابقا، فضلا عن ثبات شكل القاعة ومكاتب النواب، ومداخل المجلس ومخارجه، إلا أن مكونات المجلس اختلفت، والعمل داخل القاعة تغير.

هذه المرة الاولى في الحياة البرلمانية في الكويت التي تغيب فيها المعارضة على اختلاف اطيافها عن قاعة عبدالله السالم، ليس بسبب فشلها في الوصول الى البرلمان، لكن نتيجة مقاطعتها الانتخابات احتجاجا على تغيير النظام الانتخابي بمرسوم اميري.

دعم الحكومة

تسببت المقاطعة الواسعة للانتخابات التي شاركت فيها تيارات سياسية وقوى مجتمعية وكتل برلمانية ومجاميع شعبية، في افراز غالبية نيابية ذات طيف سياسي واحد تقريبا، ورغم التباينات الشكلية بين النواب الممثلين في المجلس الحالي الا انهم متوحدون في الرؤية ومتفقون على هدف واحد هو دعم الحكومة ومساندتها في كل طلباتها ومشاريعها.

لم تعد تشهد قاعة عبدالله السالم المماحكات السياسية بين النواب المنتمين لتيارات وكتل سياسية مختلفة الأيديولوجيات والبرامج والمشاريع السياسية.

غابت حالات الشد والجذب بين الحكومة والمجلس التي طالما تسببت في رفع الجلسات، وتطورت الى حالات صدام بين السلطتين تنتهي غالبا اما الى حل المجلس او اجراء تعديل وزاري.

الاستجوابات التي طالما اشعلت قاعة عبدالله السالم سخونة وشكلت محطات مفصلية في العلاقة بين السلطتين لم يعد لها وجود في أجندة المجلس الحالي بعدما اتفق على تأجيل كل استجواب يقدم الى دور الانعقاد الذي يليه.

حتى الوزراء ومعهم المواطنون لم يعد يكترثون بتكرار التهديد باستخدام اداة الاستجواب لقناعتهم بعدم جدية المجلس او عدم قدرته على المضي في مشروع المساءلة السياسية، لتتحول اداة الاستجواب الى وسيلة مناشدة للوزراء بالاستقالة من مناصبهم بدلا من تفعيل ادوات المحاسبة البرلمانية.

نقاشات المجلس

التغيير في المجلس الحالي لم يقتصر على غياب الاستجوابات وابتعاد المعارضة والشد والجذب مع الحكومة، انما حتى في نقاشات القوانين والمواضيع المدرجة على جدول الاعمال تبدل الحال.

لم تعد قاعة عبدالله السالم تشهد النقاشات الفنية لمواد القوانين المطروحة، وافتقدت التعديلات الجوهرية التي كانت تقدم على هذه المادة او تلك والتي كانت حاضرة بقوة في المجالس السابقة وكانت تؤدي احيانا الى نسف القانون واعادة صياغته من جديد.

 نقاشات المجلس الحالي غالبيتها عامة وبعضها يذهب بعيدا عن القضية المطروحة، ولولا الملاحظات التي يثيرها غير نائب من النواب المخضرمين لانتهت الكثير من القوانين الى التصويت بالموافقة من دون مناقشة.

جدية في العمل

من النواب الذين لم يتغيروا وحافظوا على منهجية عملهم النائب احمد لاري، فهو كما كان يعمل في مجلس الاصوات الاربعة استمر على حاله في مجلس الصوت الواحد... شخص جدي يمارس عمله بمهنية واخلاص.

يحضر لاري الى المجلس منذ الصباح واحيانا قبل سكرتارية مكتبه، يقرأ ويحضر استعدادا لجلسة او اجتماع لجنة برلمانية. يحرص على الإلمام بالموضوع محل البحث ويركز على مواطن الخلل والضعف، وعندما يتحدث يثير نقاطاً جوهرية ورئيسية.

يتكلم في جلسات مجلس الأمة بلسان الشخص الفني المتخصص، يركز حديثه في نقاط محددة ومباشرة، فتصل رسالته في ابلغ صورة.

ربما عذر نواب المجلس الحالي انهم يفتقدون الخبرة، ولعل مع مرور الوقت يأخذ اداء المجلس شكلا مختلفا بعدما يتم فرز النواب اكثر.