مصر: «الإخوان» تحشد... واستقالة وزير السياحة تفجّر أزمة
• محافظ الأقصر يفشل في دخول المدينة
• 25 مصاباً في الفيوم
• واشنطن تدعم مرسي: ليس مبارك
• 25 مصاباً في الفيوم
• واشنطن تدعم مرسي: ليس مبارك
دخل المشهد السياسي في مصر أمس مرحلة تكسير العظام، مع الكشف عن مخطط جماعة «الإخوان المسلمين»، للعمل على إرهاب المعارضة ومغازلة الغرب، لضمان بقاء الرئيس مرسي في منصبه، بينما فجرت استقالة وزير السياحة اجتماع مجلس الوزراء أمس، رفضاً لتعيين جهادي سابق محافظاً للأقصر، التي تعتبر معلماً سياحياً عالمياً.
بدأت جماعة "الإخوان المسلمين"، الحاكمة في مصر أمس التحرك على أكثر من صعيد، لاستباق تظاهرات المعارضة 30 يونيو الجاري، باعتماد خطة إرهاب المصريين خلال الأيام المقبلة، بالتزامن مع النزول إلى الشارع غداً في مليونية دعم شرعية الرئيس محمد مرسي، تحت شعار "لا للعنف"، كخطوة استباقية لاحتلال الشارع، وإثناء المعارضة عن الخروج في تظاهرات مرتقبة نهاية الشهر.وبينما أعلن حزب "النور"، أكبر الأحزاب السلفية، مقاطعته هذه التظاهرات، اتفق ما يزيد على 15 حركة وحزبا إسلاميا أمس على حشد أنصارها أمام مسجد "رابعة العدوية"، غير بعيد عن قصر "الاتحادية" الرئاسي، الذي تتواصل عمليات تحصينه على قدم وساق، لدعم بقاء الرئيس في منصبه.التظاهرات تأتي ضمن خطة إخوانية ذات شقين، لمواجهة تحركات المعارضة، إذ كشفت مصادر موثوق فيها لـ"الجريدة" عن فحوى اجتماع سري عقدته القوى الإسلامية في مقر "الإخوان المسلمين"، بضاحية المقطم شرقي القاهرة، الأربعاء قبل الماضي (12 يونيو)، أكد التحرك داخلياً على الخط الطائفي، بدعوة القوى السلفية والجهادية للتخندق خلف "الإخوان"، والإشارة إلى أن القضاء على الرئيس مرسي سيكون خطوة أولى لتصفية كل القوى الإسلامية، والعمل على تصوير تظاهرات المعارضة على أنها جزء من الحرب على "السُّنة" في العالم.ونقلت المصادر عن نائب المرشد العام للجماعة، خيرت الشاطر، الموصوف إعلامياً بـ"الرجل الحديدي"، قوله "إن كان حشدنا كبيراً فسنقمع تلك الغزوة، ولن ندع مجالاً لتدخل الجيش والقوى الأمنية الأخرى، لأن ما يريده الطرف الآخر هو جر الجيش إلى المعركة، وعودة الحكم العسكري، وبقدر ما يكون الحشد كبيراً، سنجعل الجيش يفكر مليون مرة قبل التدخل".الخطة الإخوانية تشمل تحركاً خارجياً، بالغزل للإدارة الأميركية، بتبني خطاب موجه للغرب، مضمونه أن قوى اليسار "الراديكالي"، التي تجاهر بعدائها للمشروع الغربي الرأسمالي، هي التي تقف خلف تظاهرات المعارضة، وأن وصول هذه التيارات إلى سدة الحكم سيضر بمصالح الولايات المتحدة، فضلاً عن مغازلة الإدارة الأميركية في ما يخص الملف السوري.الإمام والباباورغم احتشاد المعارضة بكل طوائفها المدنية، ورفض الرمزين الدينيين شيخ الأزهر وبابا الأقباط، الاستجابة لمطالب مؤسسة الرئاسة بتحريم التظاهر ضد مرسي، فاجأت السفيرة الأميركية في القاهرة، آن باترسون المعارضة أمس بدعمها الرئيس قائلة: "إن مرسي ليس مبارك، واحتجاجات الشارع لن تؤدي إلى ديمقراطية مستقرة".من جهته، واصل وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، أمس، مقاربته للأزمة السياسية الداخلية، محتفظاً بمساحة مع جميع الأطراف قائلاً، خلال حضوره تدريبات عسكرية أمس: "القوات المسلحة ستظل الدرع الواقي لمصر وشعبها العظيم". غضب الشارعميدانياً، تواصل الرفض الشعبي القاطع أمس لقرار تعيين 17 محافظاً، ففي الأقصر، جنوب البلاد، فشل المحافظ عادل الخياط في الوصول إلى مقر المحافظة، بعد تجمهر المواطنين ضد تعيين عضو في "الجماعة الإسلامية" المتشددة محافظاً لمدينة سياحية كبرى في العالم، حيث قطع آلاف من الأهالي أمس طريق الكورنيش بالمدينة، بينما أخلى الموظفون مبنى المحافظة، وهتفوا "ارحل... ارحل"، و"يسقط يسقط حكم المرشد"، وأبدى وزير السياحة هشام زعزوع غضبه معلناً استقالته، إلا أن المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء قال إن رئيس الوزراء رفضها، وان زعزوع شارك في اجتماع الوزراء أمس.وبينما أصيب نحو 25 شخصاً في اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه في محافظة الفيوم، اعتصمت القوى السياسية المدنية أمام مبنى محافظة الغربية بطنطا شمال شرقي القاهرة، احتجاجاً على تعيين المحافظ الجديد لليوم الثاني، وشهدت محافظة "الدقهلية"، بدلتا مصر، اشتباكات أمس (الأربعاء) بين مؤيدي الرئيس مرسي ومعارضيه، حول المحافظ الجديد، قبل أن تتدخل قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لإخراج المحافظ من مقر عمله، المحاصر من المواطنين.«الجماعة الإسلامية»... تاريخ من الدماءجاء اختيار القيادي بـ"الجماعة الإسلامية" عادل الخياط محافظاً للأقصر، أحد أهم المقاصد السياحية في العالم، ليفجر الغضب في الشارع المصري، الذي استدعى ميراث "الجماعة الإسلامية" العنيف وعملياتها الإرهابية منذ نهاية السبعينيات ضد السياح الأجانب.وطوال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، شهدت محافظات الصعيد عدة عمليات إرهابية للجماعة ضد السياح بالذات، وهو ما تواصل مطلع التسعينيات بعملية كان ضحاياها أميركيين وفرنسيا وإيطاليا، إلا أن تاريخ "الجماعة" وصم بجريمة بشعة في نوفمبر 1997، بتنفيذ مذبحة "الدير البحري" بالأقصر، التي راح ضحيتها 58 سائحاً سويسرياً في 45 دقيقة فقط.وكان رموز الجماعة اتهموا في عملية اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات أكتوبر 1981، مروراً بمحاولة الجماعة إعلان مصر إمارة إسلامية من خلال مهاجمة مراكز الشرطة بأسيوط في معركة قُتل فيها أكثر من 120 فرداً من قوات الشرطة، قبل أن تسيطر قوات الأمن على الموقف.