توقع الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عبدالله البدري أن يكون الطلب على نفط المنظمة 29.7 مليون برميل يوميا عام 2014، مشيرا إلى أن هذا سيحدد التوازن بين العرض والطلب في السوق العالمي. وقال البدري، في لقاء مع «الجريدة»، إن إنتاج «أوبك» حاليا 30 مليون برميل يوميا، مضيفا أن أعضاء المنظمة ملتزمون بحصص الإنتاج، موضحا أن النفوط غير التقليدية، مثل النفط الصخري، لم تؤثر على أسعار النفط، لكنها تعتبر إمدادات جديدة، و«نرحب بها، ولا يوجد أي تخوف منها». وعن الطاقة المتجددة ذكر أنها هي التي ستسد أغلب حاجة العالم من الطاقة مستقبلا، أما الطاقات الأخرى فستشكل %17 فقط، وما تبقى ستتم تغطيته من النفط والغاز والفحم، لافتا إلى أن «أوبك» ستصرف 40 مليار دولار سنويا حتى عام 2035 على مشاريع النفط والغاز، وسيزيد حجم الاستثمارات إلى 50 مليارا بعد 2018. وعن أسعار النفط، شدد على أنه «ليس هناك نقص في السوق، وكمية المخزون العالمي مقبولة، والعرض والطلب متوازن، والأسعار معقولة، وليست هناك أي شكوى لا من المنتجين ولا المستهلكين والكل راض»، وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

Ad

• ما توقعاتكم لاسعار النفط والطلب عليها في 2014؟

 

- تقديراتنا على الطلب من نفط منظمة اوبك ستكون 29.7 مليون برميل يوميا, اما في ما يتعلق بالاسعار فالمنظمة لا تحددها وترجع الى عوامل السوق النفطي، الا ان الرقم المتوقع على الطلب من نفط المنظمة سيحدد التوازن بين العرض والطلب في السوق العالمي.

 

30 مليون برميل

 

• كم يبلغ إنتاج «اوبك»، وهل هناك التزام من الاعضاء بحصص معينة؟

 

- إنتاج «اوبك» الحالي 30 مليون برميل يوميا، واعضاء المنظمة ملتزمون بالكامل بحصص الانتاج، لكن يختلف الالتزام من دولة لاخرى، وبشكل عام الالتزام مرض.

 

• كثر الحديث عن النفوط غير التقليدية، مثل النفط والغاز الصخريين, فهل تتخوف «اوبك» من هذه الامدادات؟

 

- النفوط غير التقليدية (تايت اويل) توجد في السوق منذ 4 سنوات، ولم تؤثر على اسعار النفط التي هي في نفس المستوى الحالي, لكن هذه النفوط تعتبر امدادات جديدة، و«اوبك» ترحب بوجودها.

وثبت انه لا توجد نهاية للنفط على المدى البعيد، وانه سيستمر سنوات عدة, وتقديراتنا للنفط غير التقليدي بين 4 و5 ملايين برميل يوميا، وسيصل الى الذروة في 2018 وبعدها سينحدر، ثم سيزيد الطلب على نفط «اوبك» الذي سيصل إلى 37 مليون برميل يوميا، والذي سيغطي السوق العالمي، ولا يوجد أي تخوف من النفوط غير التقليدية. 

 

• ماذا عن اتجاه بعض الدول الى الطاقة المتجددة، وهل «اوبك» قلقة بهذا الشأن؟

 

- الطاقة المتجددة هي التي ستسد أغلب حاجة العالم من الطاقة مستقبلا، اما الطاقات الاخرى فستشكل 17% فقط، وما تبقى ستتم تغطيته من النفط والغاز والفحم، ونحن متأكدون من ان الطاقة المتجددة هي المستقبل لتأمين الطاقة، حيث إن الطاقة النووية والهايدرو والباي فيول بدأت تتراجع خاصة بعد حادث اليابان، حيث بدأت بعض الدول تغير سياساتها لهذه الطاقات.

ونحن مطمئنون خاصة ان الدول التي لديها 80 في المئة من احتياطي العالم من النفط تقبع تحت منظمة اوبك، لذلك يعتمد العالم على نفط المنظمة في تزويد السوق منه.

 

استثمارات المنظمة

 

• كم تبلغ حجم استثمارات «اوبك» على مشاريعها في النفط والغاز؟

 

- سيتم صرف 40 مليار دولار كل سنة حتى عام 2035، وسيزيد حجم الاستثمارات الى 50 مليارا بعد عام 2018.

 

• هناك من يرى ان الطفرات المفاجئة لاسعار النفط ليست في مصلحة «اوبك»، ما تعليقكم؟

 

- السوق النفطي منذ نحو 4 سنوات لا توجد به طفرات كبيرة او مفاجآت في الاسعار، لان المضاربين في عقود النفط قبل ذلك كانوا يقومون بهذا النشاط بشكل حاد ودون رقابة، لكن الآن اصبحت الرقابة حاضرة وحدت من الطفرات في اسعار النفط.

ونحن مرتاحون من الاسعار الحالية التي تكون بين 100 و111 دولارا للبرميل، ونرى ان المضاربات ليست في مصلحة «اوبك»، ونرغب في أن تكون الاسعار ثابتة، لاننا نستثمر في اموال طائلة لتزويد العالم بالنفط والغاز.

 

• من وجهة نظركم، هل الاسعار الحالية تعبر عن وضع السوق؟

 

- حاليا ليس هناك نقص في السوق، وكمية المخزون العالمي معقولة ومقبولة، والعرض والطلب متوازن، والاسعار معقولة، وليست هناك أي شكوى لا من المنتجين او المستهلكين فالكل راض.

 

جدوى اقتصادية

 

• ذكرتم في تصريحات سابقة ان انخفاض اسعار النفط سينال من الجدوى الاقتصادية للامدادات الجديدة, لماذا؟

 

- الامدادات الجديدة من النفوط غير التقليدية تكلفة انتاجها كبيرة، وتصل الى 70 دولارا لانتاج البرميل، واي انخفاض في اسعار النفط يعني ان الجدوى الاقتصادية لانتاج هذه النفوط ستكون غير مجدية وستتوقف الاستثمارات.

 

• هل تقلقكم عمليات المضاربة في عقود النفط؟

- المضاربة جزء من السوق، ونحن ضد المضاربات غير المسؤولة والحادة ولا نشجعها، كما لا يمكن نزعها من السوق، وكذلك المضاربات الكبيرة، التي اوصلت اسعار النفط في 2008 الى مستويات قياسية (150 دولارا للبرميل) وهذه اسعار مرتفعة، لا نرضى عنها ولا نشجعها في المنظمة، ونرى ان الاسعار المتوسطة والمعقولة حاليا هي التي ترضي الجميع.

 

• ليبيا تعتير لاعبا مهما في السوق النفطي، خاصة انها تمتلك نفطا ذا جودة عالية، متى تتوقعون عودة النفط الليبي كما كان سابقا؟

 

- انا لا أتدخل في نشاط الدول في المنظمة وماذا يحدث فيها, لكن بما انها تتعلق بالنفط اقول إن ما يحدث امر عارض ومشكلة نتمنى ان تنتهي بأسرع وقت، لان النفط الليبي مهم وجودته عالية، وهناك زبائن تعتمد عليه كليا منذ سنوات، وعندما يغيب عن السوق يكون هناك فراغ، وليبيا لديها خبرة في التعامل مع هذه الظروف، وتمتلك عمالة مدربة، وعملية الغلق المتكرر للمعدات والمنشآت النفطية سيؤثر عليها.