وزارة الثقافة المصرية على صفيح السياسة الساخن
تعيش وزارة الثقافة المصرية على صفيح السياسة الساخن بعد اختيار الدكتور علاء عبد العزيز الأستاذ في أكاديمية الفنون وزيراً للثقافة، فقد تعالت صيحات الرفض، وتم تنظيم تظاهرات ومسيرات احتجاجية وإصدار بيانات اعتراضاً على اختيار الوزير الجديد.
فور إعلان اختيار د. علاء عبد العزيز وزيراً جديداً لوزارة الثقافة المصرية، سارع رئيس أكاديمية الفنون الدكتور سامح مهران بإعلان رفضه وشكك في مسيرة الوزير العلمية، قائلاً إن عبد العزيز لم يترق في سلك التدريس ولم يقدم أي أبحاث تذكر وظل طوال السنوات الماضية محل درجة الدكتوراة التي حصل عليها، وأنه ليس أستاذاً.كذلك أعلن رئيس الهيئة العامة للكتاب أحمد مجاهد اعتراضه على أول قرار اتخذه الوزير القاضي بتغيير اسم مكتبة الأسرة إلى مكتبة الثورة، ثم تراجع الوزير إلا أنه أعلن استقالة مجاهد.
تسارعت وتيرة الشد والجذب ونظم عدد من المثقفين تظاهرة أمام مقر الوزارة وعقد بعضهم اجتماعاً في أكاديمية الفنون للتصدي لما وصفوه باعتداءات الوزير على مكتسبات الثقافة وأعلنوا رفضهم لما سموه أخونة الوزارة.وقال عبد الجليل الشرنوبي، عضو جبهة {الإبداع}، إن الهجمة على مصر وثقافتها شرسة في وطن يتجاوز الأحلام الضيقة، وأن جبهة الإبداع انطلاقا من دورها وضمير المبدعين، رفضت تعيين الوزير الجديد.وأوضح الشرنوبي أن الجبهة بمكوناتها كافة وأعضائها، تؤكد أن اختيار وزير الثقافة الحالي لا يرقى إلى مستوى التعليق ولا يستحق، لأن تعيينه يؤكد أننا أمام جماعة في الحكم لا تدرك حجم الثقافة المصرية، وحجم الوطن، ولا يدل اختيارها إلا على أنها تسعى إلى وأد الثقافة المصرية من جذورها.وأكد أن المثقفين خط الدفاع الأول لحماية هذا الوطن وهويته وفكره وقوته الناعمة، لأن الشعب المصري لديه أزمة في المعايير والتفكير، وأن المؤامرة هي محاولة تحويل مصر من دولة لها ثقلها الفني والإبداعي إلى دولة متخلفة. فاقد الأهليةأصدر عدد من الأدباء بياناً عبروا فيه عن رفضهم لخطط الإخون ووصفوا وزير الثقافة بأنه فاقد للأهلية والمجهول في الساحة الثقافية العربية، ومن دون إنجاز ثقافي واحد يؤهله لهذا المنصب الرفيع.وأكد الأدباء في بيانهم على أن موقع وزير ثقافة مصر، بعد الثورة، لا بد من أن يمثّل المثقفون المصريون فيه قامة ثقافية رفيعة تسهم في إعادة الاعتبار إلى قوة مصر الناعمة الأساسية، وتحمي الثقافة المصرية من غزو قيم التعصب والعنصرية التي تسعى إلى تدمير الهوية الثقافية الوطنية المصرية الرائدة، ومصادرة أنواع الحريات الإبداعية والفكرية والسياسية والشخصية كافة.وأعرب المثقفون عن غضبهم من القرار التعسفي الذي أصدره وزير الثقافة بإقالة رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد مجاهد من منصبه.سرد الموقعون على البيان عدداً من الإنجازات تمثلت في معارض الكتاب في المناطق الشعبية والقرى والأقاليم ومعرض القاهرة الدولي للكتاب في ظل ظروف غاية الصعوبة لدورتين، فضلاً عن طباعة الأعمال الكاملة لكبار مبدعي مصر كصلاح جاهين وفؤاد حداد وثروت عكاشة وصلاح عبد الصبور وفتحي غانم وغيرها من إنجازات ثقافية كبرى. ومن أبرز الموقعين على البيان: بهاء طاهر، عبد الرحمن الأبنودي، الدكتور جابر عصفور، الشاعر الكبير سيد حجاب، الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم شاعر، يوسف القعيد، الروائي الدكتور علاء الأسواني، الناقد السينمائي علي أبو شادي، الناقد الدكتور صلاح فضل، الخبير الاقتصادي أحمد السيد النجار، الكاتب محفوظ عبد الرحمن، والكاتب بلال فضل، والكاتبة فتحية العسال وغيرهم.في المقابل أكد الدكتور علاء عبد العزيز بأنه بدأ حملة ضد الفساد في وزارة الثقافة، قائلاً إنه سيتم تحويل جميع ملفات الفساد داخل وزارة الثقافة إلى الجهات الرقابية للتحقيق فيها، وذلك لإعادة الحقوق إلى أصحابها الحقيقيين من الشعب المصري.وأضاف أن الثورة المصرية ما قامت إلا للقضاء على الفساد والمحسوبية واستغلال النفوذ، لذا فإن الثورة التي شارك فيها شرفاء الوطن لن تصمت على الفساد، ولن نتوقف إلا بالقضاء عليه نهائياً، ليحصل كل صاحب حق على حقه.