• كيف بدأت مسيرتك في مجال الإنشاد؟

Ad

البداية كانت من كُتَّاب القرية، فأنا من قرية تسمى «بهناباي» بمحافظة الشرقية (شمال القاهرة)، حيث حفظت القرآن الكريم كاملاً في سن صغيرة، ثم تابعت دراستي بجمعية المحافظة على القرآن الكريم، ثم التحقت بالمعهد الأزهري وواظبت على الدراسة حتى حصلت على الشهادة الإعدادية، فتركت الدراسة وأسست فرقة للإنشاد وترديد القصص الشعبية، وقد رافقت في صغري معلم الكتاب وكان من ذائعي الصيت في هذا الفن وهو الشيخ عبدالحميد أحمد فرج حيث تمنيت أن أكون مثله فعملت في بطانته وعمري لم يتعدَ سبع سنوات وتعلمت منه الكثير من المهارات الفنية.

• لماذا يرتبط الإنشاد بشهر رمضان؟

أعتبر شهر رمضان فرصة حقيقية على الجميع اغتنامها لتهدئة الأوضاع من خلال متابعة حفلات الإنشاد، نظراً لما يبثه الإنشاد من راحة نفسية ويؤثر إيجابياً في مستمعيه فالإنشاد من شأنه امتصاص حالة الغضب والضغط العصبي.

• كيف كان الاحتفاء بالمناسبات الدينية في الماضي؟

كان يتم الاحتفاء بكل المناسبات الدينية مثل المولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان وكانت تنصب السرادقات في القرية ويستمر الإنشاد والذكر ليالي وفي الليلة الختامية يأتي الصييت «الحكّاء الشعبي» لإحياء هذه الليلة ببطانته فيردد قصة من واقع الحياة أو السيرة النبوية كذلك موالد الأولياء أصحاب الأضرحة بالقرية حيث يعقد السامر في غرفة كبيرة وبعد تناول العشاء يقف الشيخ وخلفه بطانته دون موسيقى أو آلات موسيقية أو ميكرفون وعادة ما كان يبدأ ليلته بإلقاء قصة ميلاد النبي (ص) للمناوي ثم يذكر قصة اجتماعية جديدة.

• من أين كنت تحصل على الأشعار والقصص التي كنت تنشدها؟

كنت أحرص على حفظ الأشعار والقصص التي كان يرددها الشيخ عبدالحميد فرج خلال فترة عملي في بطانته لأنني كنت أعشق هذه المهنة وحينما كونت فرقة خاصة بي ووصلت لمرحلة النضوج بدأت أبحث عن مؤلفين متخصصين في كتابة القصص الشعبية هذا بالإضافة إلى ارتجالي للابتهالات والإنشاد الديني.

• بماذا خرجت من رحلتك مع القصص الشعبي؟

كسبت مكانة مرموقة وشعبية كبيرة وحققت قصصي المسجلة نجاحا كبيرا حيث لي في الأسواق أكثر من 56 شريطا منذ عام 1979 وحتى عام 1992 أبرزها قصة سامي وسامية وقصة كامل وكمال وقصة هجرة الرسول وقصة الملك الظالم وقصة فضلون العابد وقصة عابد وعبدون وقصة هلال ودلال وقصة حسن وأنوار وقصة عاصي الوالدين وقصة رضا بن الحاج سليمان.

• من يقوم بالتلحين لك؟

لا أتعامل مع ملحنين فقد أفادني ما تعلمته عن طريق السماع وليس الدراسة عن المقامات الموسيقية ومخارج الألفاظ وقواعد النغم في التلحين بنفسي وعمل لحن مخصوص لكل قصة وكذلك قصائد الإنشاد.

• لماذا تحول القصاصون الشعبيون إلى مجال الإنشاد؟

كان للقصة الشعبية مردود اجتماعي كبير فهي صمام أمان للمجتمع فكانت الجماهير تقبل للاستفادة منها ولكن غياب الجمهور لاهتمامه بمتابعة الدراما التليفزيونية أدى إلى اختفاء القصة الشعبية وتراجع دورها الاجتماعي فحدث تلوث سمعي وخلل أخلاقي رهيب ومن هنا قاطعت ترديد القصص الشعبية منذ عشر سنوات تقريباً واكتفيت بالابتهالات والإنشاد الديني.

• هناك من يدعي أن مجال الإنشاد يتراجع فما رأيك؟

إطلاقا فالإنشاد يزدهر وذلك لاهتمام وزارة الثقافة المصرية به فقد كنت أقوم بإحياء حفلات قصور الثقافة إلى أن تم تأسيس فرقة النيل للإنشاد الديني فانضممت إليها ومعها سافرت إلى إيطاليا والصين، لإحياء حفلات إنشاد، كما شاركت عام 2001 في مهرجان مكة للإنشاد الديني.

• ما طقوسك قبل الإنشاد؟

لا أصعد المسرح قبل أن أتوضأ وأبدأ الليلة بقراءة القرآن وأحرص على الإنشاد حافياً لأن الحذاء يعيق حركتي على المسرح.

• ما أبرز ذكرياتك مع شهر رمضان؟

كان إحياء شهر رمضان في الماضي يتم بالسهر أو السامر في بيت أحد أعيان القرية بالاتفاق مع أحد المشايخ للسهر عنده طوال شهر رمضان بمبلغ معين مع توفير الإفطار والسحور وكسوة العيد وكان السامر لا يخرج عن قراءة القرآن الكريم لكن في العشر الأواخر يكون هناك ابتهال وإنشاد خفيف مع قراءة القرآن وترديد قصص قصيرة ومواويل للعبرة والسمر.

• كيف ترى الاحتفاء بشهر رمضان راهناً؟

على المستوى الشعبي اختفى الكثير من العادات والفنون المرتبطة بشهر رمضان هذه الأيام وإن كانت تمارس على استحياء شديد في بعض القرى، أما على المستوى الرسمي فهناك اهتمام من وزارة الثقافة بالإنشاد الديني حيث تقوم فرقة النيل للإنشاد الديني بإحياء ليالي شهر رمضان على مسارح قصور الثقافة والتجول بين الدول وتشهد احتفاء الجماهير بها سواء في مصر أو الخارج.

• هل واجهتك تحديات خلال مسيرتك الفنية؟

كثيرة جداً مثل ندرة المواصلات بين القرى، حيث كنا نضطر إلى المبيت في محطة السكة الحديد انتظاراً للقطار وكان الداعي لنا يقوم بانتظارنا على المحطة بالركوبة (الحمير) وسط جمع غفير من الناس احتفاءً بنا وبمجرد انتهاء الأيام المتفق على إحيائها لا يهتم أحد بتوفير ركوبة تقلنا لمحطة السكة الحديد فكنت أضطر أنا والفرقة إلى قطع المسافة سيراً على الأقدام وقد تصل إلى عشرة أو عشرين كيلومتراً فتكون الرحلة شاقة جداً علينا جميعاً ومع ذلك كنا نستمتع بذلك.

• ما أبرز الأطعمة التي تتناولها في رمضان للحفاظ على صوتك وقدرتك على الإنشاد؟

الإنشاد يجعلني أحرص على تناول أكلات مفيدة وغير مجهدة للمعدة في وجبة الإفطار حتى لا يتأثر العمل بالإضافة إلى الامتناع عن الأكلات الحريفة أو الدسمة وتناول مشروب الينسون والحلبة والنعناع وممنوع تماما الشاي والمياه الغازية أما وجبة السحور فتقتصر على الزبادي والجبن والبيض.