يستلهم الفنان طارق صادومة أعماله المميزة من التوازن الهش بين القوة والهوية الجنسية في الشرق الأوسط واختلاط مشاعر قد تبدو متضاربة. وفي زمن يعيش فيه الشرق الأوسط حالة من التقلبات الخطرة، يكسر صادومة الحواجز ويغوص في صراع شخصي خفي وتصادم اجتماعي يحدد في النهاية مستقبل المنطقة.

Ad

معرض صادومة في Beirut Tower Space في بيروت، يُعتبر أحد أهم الأحداث الفنية هذه السنة، وحضر الافتتاح عدد من سفراء الثقافة في العالم العربي، مثل الفنان الإماراتي عبد الله بالخير، فضلاً عن طاقم التصوير الهولندي الذي يوثق حياة طارق صادومة وأعماله.

لمحة عن الفنان

لا عجب في أن يختار هذا الفنان الهولندي-المصري العاصمة اللبنانية ليُطلق مجموعته الجديدة. فقد وصف النقاد فنه بـ{المثير للجدل}، واعتبروه {جسرًا بين الشرق والغرب}، مظهرًا {الجيد والسيئ} في العالمين.

ترك صادومة مسيرة مهنية واعدة في عالم الفن الهولندي ليبحث عن الإلهام في الشرق الأوسط. فغرق في منطقة تشتهر بتنوعها وتعقيدها، وعثر على ضالته في بريق وجمال عالم الموسيقى العربية في بيروت والقاهرة.

لكن فن صادومة لا يتوقف عند المظهر الخارجي الناعم والأعمال المبتذلة التي تسيطر على ثقافته الفرعية. على العكس، يقدّم الفنان للحضور مرآة تعكس هويتهم الحقيقية ويعرض إبداعاته بطاقة كبيرة تتحدى كل القمع والخوف اللذين يجتاحان المنطقة.

من تماثيل مذهلة لمشاهير مختارين بدقة إلى أشكال غير واضحة للأنوثة العربية المشوهة، يقدّم صادومة مجموعة مميزة من اللوحات المعاصرة اللافتة الثلاثية الأبعاد.

ومن بين الشخصيات المشهورة التي يقدّمها نجم الخليج عبد الله بالخير بابتسامته المميزة وشخصيته الطاغية، الدكتور هراتش ساغبازاريان، أفضل جراح تجميل في لبنان لعام 2013 والرجل الذي جمّل ملامح كثير من النجمات الشابات اللواتي يسيطرن على المحطات الموسيقية، وملك الناصر مغنية أردنية مثيرة للجدل وملهمة طارق ومرشدته في عالم الموسيقى.

لا شك في أن مَن يتجرأ على التعمق في فن صادومة يكتشف أنه يتميّز بطبقاته المتعددة. فهو يستوحي أعماله من ثقافات عدة ويضمنها أنواع فنون مختلفة. كذلك لأعماله جذور ضاربة عميقًا في التاريخ والحرَفية وتقاليد الشرق الأوسط. فيعود في إبداعاته إلى مرحلة الفراعنة العريقة في التاريخ المصري. كذلك تحمل أعماله دقة القدم في تصوير الإلهة. إلا أنه يخضعها لعملية غير طبيعية من التآكل والتلف.

يُعدّ المخرجان الحائزان جائزة Prix Europa روب شرويدر وغابرييل بروفاس فيلمًا وثائقيًا عن طارق صادومة. وقدِما إلى بيروت ليُصورا المشاهد الأخيرة من هذا الفيلم الذي يُتوقع أن يجوب العالم.