عائلة ساويرس «تخرج» من مصر

نشر في 23-01-2013 | 00:01
آخر تحديث 23-01-2013 | 00:01
قرر الملياردير المصري ناصف ساويرس، مؤسس شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة، إحدى كبرى شركات التشييد والأسمدة في العالم، إنهاء الوجود القانوني لشركته في مصر، بينما باع شقيقه نجيب أسهم معظم شركاته في مصر، واحتفظ شقيقهما الثالث بموطئ قدم في الخارج، من خلال شركة أسسها في سويسرا.

وأعلنت شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة (أو سي اي)، في بيان لها الأحد الماضي، أنها تلقت في 18 الجاري عرضا من شركة او سي اي إن الهولندية لمبادلة كل أسهم «أوراسكوم» المصرية بأسهم في الشركة الهولندية.

شركة أوراسكوم

وقال خبراء مصريون في سوق المال إن 73 في المئة من أسهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة المصرية متداولة في بورصة لندن، من بينها 55 في المئة، يمتلكها ناصف ساويرس، و5 في المئة تمتلكها مجموعة أبراج الإماراتية، ويتم تداول 27 في المئة من اسهم الشركة في البورصة المصرية.

واوضح البيان أن الشركة الهولندية الجديدة، التي اعلن تأسيسها في يوم تقديمها عرض الشراء، والتي ستقيد في بورصة امستردام، ستشتري اسهم الشركة المصرية في لندن.

كما ستتقدم بعرض للاستحواذ على كل اسهم الشركة المتداولة في البورصة المصرية، سواء بمبادلتها بأسهم لديها او بشرائها مقابل 280 جنيها للسهم، وفقا لقانون سوق المال المصرية الصادر عام 1992.

وعائلة ساويرس المصرية القبطية واحدة من اكثر الاسر ثراء في مصر وافريقيا، ويحتل ناصف المرتبة الرابعة في قائمة أغنى الأفارقة، وفقا لمجلة فوربس التي تقدر ثروته بـ5.5 مليارات دولار.

ويأتي شقيقه نجيب، الذي يستثمر في الاتصالات، في المرتبة التاسعة من القائمة نفسها، أما شقيقهما الثالث، الذي يعمل في مجال السياحة، فتقدر ثروته بما يزيد على نصف مليار دولار.

استثمار عالمي

وقال ناصف ساويرس، في تصريحات نقلتها الصحف المصرية، أمس الأول، إن هذه الصفقة تدل على الرغبة العالمية في الاستثمار بمصر، موضحا انه بذلك تم جذب اكثر من ملياري دولار من الاستثمار الاجنبي المباشر بتعهدات من مؤسسات اميركية رائدة لتمويل عملية شراء اسهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة المتداولة في البورصة المصرية.

ووفق بيان نشر على موقع مجموعة ابراج فإن الشركة الهولندية الجديدة حصلت على تعهدات بتمويل عملية شراء الاسهم المتداولة في البورصة المصرية، من بينها مليار دولار من شركة كاسكيد المملوكة لبيل غيتس.

وأكد ناصف انه لن ينتج عن الصفقة اي تغييرات في سير الاعمال الاعتيادية في مصر، كما يستمر مقر المجموعة في القاهرة في ادارة انشطة شمال افريقيا والشرق الاوسط، لكن خبراء مصريين يرون ان ناصف يسعى من خلال هذه الصفقة اساسا الى اخراج مجموعته من مصر حتى لو واصل العمل فيها كشركة اجنبية.

ورأوا ان قراره يرجع الى الخوف من تضييق على استثماراته من قبل السلطة السياسية الجديدة في البلاد، بعد تولي الاسلامي محمد مرسي الرئاسة في يونيو الماضي.

وقال الخبير في سوق المال المصرية عيسى فتحي: «من الواضح ان ناصف ساويرس قرر الخروج من مصر خوفا من التضييق على اعماله، ومحاولة فرض التزامات ضريبية جديدة عليه». وأيد شيرين القاضي، خبير في الاقتصاد واسواق المال هذا الرأي، مؤكدا ان ناصف «خرج خوفا من فرض ضرائب جديدة عليه».

وكان الرئيس مرسي اتهم في خطاب القاه في اكتوبر شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة، دون ان يسميها بالتهرب من الضرائب، معتبرا ان صفقة بيع نشاط صناعة الأسمنت في شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة في 2008 تمت بطريقة خالفت القانون، وأدت الى التهرب من الضرائب.

600 مليون

واعتبر فتحي ان خروج شركة ناصف من مصر سيؤدي الى دخول اكثر من ملياري دولار الى البلاد، لكنها ليست استثمارات جديدة بل ستستخدم فقط في شراء الاسهم، موضحا انه في المقابل «ستفقد خزانة الدولة 600 مليون جنيه سنويا (قرابة مئة مليون دولار)، قيمة الضرائب التي تدفعها الشركة».

لكن الاهم من وجهة نظر فتحي هو انها «مؤشر سلبي على مناخ الاستثمار في مصر»، بينما تحاول الحكومة جذب الاستثمارات لإعادة اطلاق النمو واعادة بناء الاحتياطي النقدي للبلاد الذي تآكل على مدى العامين الماضيين ليهبط من 36 مليار دولار الى 15 مليارا.

وكان نجيب ساويرس، شقيق ناصف الاصغر، باع معظم اسهمه في شركة أوراسكوم تليكوم للمجموعة الروسية فيمبلدون في 2010، وفي 2012 اعلن انه توصل الى اتفاق مع شركة فرانس تليكوم الفرنسية لبيعها معظم اسهمه في شركة موبينيل لخدمات الهواتف المحمولة، التي لم يعد يحتفظ بأكثر من 5 في المئة منها، وان كان لايزال يمتلك شركة لينك لخدمات الانترنت.

وفي ديسمبر الماضي باع ساويرس شبكة تلفزيون اون تي في، التي كان اسسها قبل سنوات في مصر، لرجل الاعمال الفرنسي التونسي طارق بن عمار.

اما الشقيق الثالث سميح ساويرس فاحتفظ بشركته انترناشونال هوتل هولدنغ (اي اتش اتش) في مصر، وان كان لديه موطئ قدم في الخارج ايضا، اذ اسس شركة للتنمية السياحية في سويسرا قبل ثلاث سنوات. ونقل آل ساويرس اقامة اسرهم خارج مصر، بعد بضعة اشهر من قيام الثورة التي اطاحت حسني مبارك في 2011، وفق مصادر مقربة من العائلة.

(الفرنسية)

back to top