هل يصبح أطفال السينما المصرية نجوم شباك التذاكر؟

نشر في 09-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 09-09-2013 | 00:01
بعد حصولهم على البطولة

يشهد الموسم السينمائي الراهن حضوراً محورياً للأطفال من خلال أداء أدوار مهمة في الأفلام، خلافاً للمشاركات الصغيرة التي قدموها سابقاً؛ إذ تشارك الطفلة جنا عمر في فيلمي «توم وجيمي» و{كلبي دليلي»، وليلى أحمد زاهر في فيلم «كلبي دليلي».
 ما وضع الأطفال في السينما المصرية، وهل يتم توظيفهم بشكل جيد وما مستوى أدائهم وتجسيدهم للشخصيات التي يقدمونها، وتأثير وجودهم على نجاح الأفلام وجماهيريتها، وإمكان أن يصيروا نجوم شباك التذاكر بعدما أدوا أدوار البطولة؟

الطفلة جنا عمر سعيدة بوجودها على شاشة السينما باستمرار، معتبرة أن عملها في الفن أقرب إلى لعبة جميلة تحبها، فتتعامل مع الشخصيات التي تجسدها بسهولة بفضل توجيهات المخرجين ولأنها تهوى تقليد الفنانين وكانت تحلم بالوقوف أمامهم.

تضيف أن كواليس الأفلام التي تشارك فيها يغلب عليها المرح والفكاهة، لا سيما تلك التي تجمعها بهاني رمزي وسامح حسين اللذين عملت معهما أكثر من مرة؛ فيتحدث الممثلون إليها ويتقرّبون من تفكيرها لتنعكس هذه العلاقة على الشاشة.

تجسد في «توم وجيمي» دور طفلة ضاع منها كلبها في مارينا، فتبحث عنه طوال الفيلم ويساعدها في ذلك الضابط الصعيدي (سامح حسين)، بينما تجسد في «كلبي دليلي» دور ابنة مرشح للرئاسة (حسن حسني)، وعلى رغم تنفيذ رغباتها فإنها ليست سعيدة بسبب فقدانها لوالديها، حتى يأتي فتى يكبرها في السن (هاني رمزي) لكن توقف عقله عند مرحلة عمرية مبكرة ليخرجها من هذه الحالة.

توضح منار، والدة جنا، أن المخرج أكرم فريد هو من اكتشفها في مسابقة مع أطفال كثيرين، فلفتت نظره على رغم صغر سنّها عن الفئة العمرية التي كان يبحث عنها.

 تضيف أنها تختار لها أدوارها بنفسها بالمشاركة مع والدها، وتشترط أن تكون مساحة ظهورها داخل الفيلم كبيرة وإلا لن تشارك فيه، ويساعدها د. فريد النقراشي على تحسين أدائها التمثيلي باستمرار، والشاعران شادي محسن وشريف الوسيمي على تقديم الأغاني التي تؤديها في الأفلام.

توضح أن المنافسة بين جنا والأطفال الموجودين على الساحة الفنية تقتصر على ليلى زاهر التي تقاسمها بطولة «كلبي دليلي»، لأن ملك زاهر ومنة عرفة أصبحتا، بعد مشاركتهما في مسلسل «القاصرات»، تنتميان إلى فئة عمرية مختلفة، وبالتالي الأدوار التي تجسدانها تختلف عن تلك التي تقدمها جنا وليلى.

موهبة فذة

يعرب الفنان أحمد زاهر عن فخره وسعادته بأداء ابنته ليلى ليس في فيلم «كلبي دليلي» الذي يشارك في بطولته فحسب، وإنما في الأعمال التي تشارك فيها، مؤكداً أن اقتناع الجمهور بموهبتها سبب استمرارها الفني، وليس علاقاته بأصدقائه الفنانين، لذا تُطلب بالاسم في كثير من الأفلام.

يضيف أنه يقرأ الأعمال التي تعرض على ابنتيه ليلى وملك نيابة عنهما، ويختار لهما الأفضل منها ووفقاً لعمرهما، رافضاً الأعمال التي قد تسيء إليهما أو تظهرهما بشكل غير لائق، وتقوم زوجته بمهمة تدريبهما لتقديم أدوارهما بشكل مناسب.

أكرم فريد (مخرج فيلم «توم وجيمي») الذي قدم أفلاماً شارك في بطولتها أطفال من بينها: «الحب كده»، و»عائلة ميكي»، و»أمن دولت» يؤكد أن طبيعة العمل تحدد ما إذا كان من الضروري وجود أطفال أم لا، لكن تكمن المشكلة في أن الأطفال الموهوبين هم قلة من بينهم: جنا عمر وليلى زاهر ومنة عرفة، إلا أنه يلاحظ عدم وجود نموذج يشبه الطفلة فيروز التي أجبرت الجمهور على شراء تذكرة سينما لمشاهدة أفلامها التي حققت نجاحاً جماهيرياً ومادياً لا ينكره أحد.

يضيف فريد أن الجمهور يتحكّم بمسألة وجود الأطفال في السينما وحجم الأدوار المتاحة لهم، «ينظر المشاهد المصري إلى الطفل على أنه ليس نجماً أو بطلا، وهذا نابع من نظرة المجتمع إليه؛ فالفن مرآة للمجتمع وإذا كان هذا المجتمع يقلل من حضور فرد فيه، فلن يركّز الفن عليه، خصوصاً في السينما حيث يؤثر حضور الجمهور أو غيابه على استمرارية الأفلام».

يشير إلى أنه «إذا تم تقديم فيلم من بطولة طفل أو طفلة فإن كلفة إنتاجه ستكون منخفضة للغاية، نظراً إلى خوف المنتج من الخسارة، فيما في الخارج نشاهد أفلاماً عظيمة يؤدي بطولتها أطفال ويكونون محوراً للأحداث، ومبذول فيها مجهود عالٍ في الإخراج والغرافيك والديكور».

أنور وفيروز

يقول الناقد نادر عدلي إن الأطفال هم مصدر جذب للمتفرج، وأفضل من استفاد منهم الفنان أنور وجدي عندما قدم الطفلة فيروز في فيلم «دهب»، فاستغرب الجمهور آنذاك اعتمادها بطلة أمامه، لكن موهبتها في الغناء والاستعراض والتمثيل أكدت له أن أنور كان على حق عندما منحها هذه الفرصة، ما فتح لها باب البطولة معه في أفلام تالية، تحديداً تلك التي ألفها وأخرجها وأنتجها.

يضيف أن الوضع اليوم يختلف، يتابع الصانعون مواهب الأطفال ويحاولون استغلالهم فنياً من خلال توظيف قدراتهم في الأفلام من دون بذل مجهود لاكتشاف المزيد لديهم، ليكونوا مجرد عوامل مساعدة فيها، ولا تُقدم أفلام كاملة من بطولتهم خشية عدم تحقيق مكاسب مادية ترضي المنتجين.

يشير إلى أن المشاهد بمجرد معرفته بمشاركة الأطفال في عمل سينمائي يتأكد أنه «فيلم عائلي»، ما يزيد من إيراداته، خصوصاً في الأعياد كونها فرصة ترفيهية مختلفة للعائلة.

يضيف: «منذ حوالى 15 عاماً لم يكن للأطفال وجود ملحوظ، لكن اليوم  بعد اختفاء النجوم الكبار وحضور الشباب الذين لم يصبحوا نجوماً لشباك التذاكر بعد، فتتم الاستعانة بهؤلاء الأطفال لتحقيق معادلة سينمائية معروفة».

يشير إلى أن بعض نجوم الكوميديا يرفضون العمل مع نجمات كبار يفرضن عليهم أفكارهن ومساحات ظهورهن، ويفضلون الاستعانة بوجه جديد مع طفلة شقية لتقديم توليفة ومعادلة جاذبة للجمهور.

صناعة نجوم

يرى الناقد إمام عمر أن موهبة التمثيل تولد مع الطفل، وتكون مهمة المخرج إخراجها منه بأفضل شكل، ومن المخرجين الذين صنعوا  أطفالاً نجوماً محمد كريم الذي استغلّ فاتن حمامة في فيلم «الوردة البيضاء»، وعاطف سالم الذي وظّف الطفلتين فيروز ولبلبة بشكل جيد في أفلامه.

يضيف: «لا يوجد على ساحة الأطفال الفنية سوى ثلاث مواهب هن بنات أحمد زاهر وجنا عمر التي يتوقع أنها، إذا أكملت مشوارها على هذه الحال مع صقلها بالدراسة، ستصبح فاتن حمامة هذا العصر».

يلفت إلى أن الحالة الوحيدة التي قد تسمح لهؤلاء الأطفال بأن يكونوا نجوم شباك، هي تقديم عمل فني كامل يشارك في بطولته أطفال على أن تكون قصته متميزة، لكن للأسف نفتقر إلى مؤلفين جيدين لقصص الأطفال لكن لدينا ممثلين يجيدون التعامل معهم.

back to top