في وقت كانت دول المنطقة العربية بمعظمها لاتزال تعيش ضمن دوامة التغيير التي أثارتها رياح الربيع العربي، طبع عدد من الأحداث السياسية العالم في عام 2012، إذ كان عاماً انتخابياً بامتياز وشهد عدة إنجازات للبعض وسجل إخفاقات للبعض الآخر. ففي الولايات المتحدة، حقق الرئيس الأميركي باراك أوباما فوزاً تاريخياً بولاية ثانية متتالية على منافسه الجمهوري ميت رومني، أما في فرنسا فقد سُجلت عودة مهمة لليسار إلى الحكم بعد غياب طويل دام حوالي 17 عاماً، وفشل الرئيس السابق اليميني نيكولا ساركوزي في تجديد ولايته.

Ad

وفي روسيا، سارت خطة تبادل الحكم المرسومة منذ ما قبل ولاية الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف على ما يرام، بالنسبة إلى فلاديمير بوتين الذي عاد ليكون رئيساً لروسيا للمرة الثالثة.

في غضون ذلك، عانت إيران اقتصادياً خلال عام 2012 الذي شهد فرض حظر أوروبي وأميركي على منتجاتها النفطية، الأمر الذي أدّى إلى هبوط حاد في قيمة عملتها النقدية، في حين استمرت جولات الحوار المتقطعة بين طهران ومجموعة الدول الكبرى الـ5+1 دون إحراز تقدم ملموس على طريق حلحلة أزمة ملف النووي المثير للجدل.

من جهة أخرى، لم يشهد عام 2012، اندلاع حروب كبرى إلا أنه كان مليئاً بالتهديدات المتبادلة بين خصوم دوليين قد يكونون أطرافاً محتملين في حروب مستقبلية. فقد لوّحت إسرائيل في العديد من المناسبات بشنّ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وتبادلت الصين واليابان التهديدات في قضية صراعهما على مجموعة من الجزر، في حين استمر التوتر الحدودي على أشده بين الكوريّتين.