منظور آخر: «لنرى ما فعل الكفار منّا»
انتشرت نكتة في فترة ما عن رجل متدين يشاهد فيلماً إباحياً، وحين أعجبه مشهد ما قال "أعيدوه لنرى ما فعل الكفار منّا"، تنطبق هذه النكتة على ما يحدث تجاه الفيديوهات الخلاعية والمخلة بالآداب، كالفيديو الذي انتشر بسرعة البرق أخيراً.من وجهة نظري تصوير هذه الفيديوهات هو غباء لا يمكن إنكاره، لكن المساهمة في نشره هو ذنب أقترفه في حق نفسي؛ أولاً حين أساهم في التشهير بعرض أو شرف الآخرين. ومن يتذرع بحجة أنهم يستحقون الفضيحة، أرى في ذلك حجة واهية، فإذا كان ديننا يحث على الستر فلماذا نسعى إلى الفضيحة بهذا الشكل؟
الغريب هو تعامل الناس تجاه هذه الفيديوهات لاسيما إن كانت من أحد أبناء بلدها، ويا إلهي كيف أصبح سكان البلد أسرع من خلية المباحث في كشف أسماء وأماكن عمل من ظهروا فيه، تلك الفزعة للشر والفضيحة مخيفة، فهي تدل على مدى حب الناس للتشفي بفضائح بعضها!نعم، مجتمعنا متشبع بالكره، ادخل على حساب أي فنان أو شخصية عامة على "توتير" أو "انستغرام" ستجد كمية الكره والسب غير المبررة في كثير من الأحيان. نفس الأمر ينطبق في "يوتيوب"؛ كره وسب وقذف وكل عربي يشتم العربي الآخر، مجتمعاتنا تعيش وكأنها قنبلة موقوتة رغم أن الجميع لا يتوقف عن إعطاء النصائح الدينية ويحثون على الحجاب، ولكن مع كل أسف لا يوجد حجاب على فسادهم الأخلاقي.يتمسك الأغلبية بقشور الدين، بلباس الدين، وبثوب الدين، في حين أسس الدين الصحيحة مهملة، بل قد تجد بعض مدَّعي التدين هم من يقومون بالتشهير والتجسس والنميمة، وهنا تجد رغم أننا في واحد من أكثر الأزمنة التي انتشرت فيها الأحزاب الإسلامية والمد الديني فإن أخلاق الإسلام ضاعت وسط ثوب وحجاب.قفلة:كنت أتمنى أن يتم القبض على جميع المجرمين والقتلة والمغتصبين والسراق وممارسي أعمال الشغب والعنف بنفس السرعة التي تم بها القبض على أبطال الفيديو إياه.