الضاهر يتهم «حزب الله» بالتخطيط للعملية... وقهوجي لن يقبل أي «مساومة»

Ad

تواصل أمس التحريض السياسي والطائفي في لبنان، على خلفية مقتل الرائد في الجيش اللبناني بيار بشعلاني والمؤهل إبراهيم زهرمان في بلدة عرسال شمال البقاع القريبة من الحدود السورية، في مواجهات اندلعت خلال توجه دورية من الجيش للقبض على أحد المطلوبين.  

وشهدت الساحة اللبنانية أمس جدالاً حاداً بشأن تفاصيل «كمين عرسال»، خصوصاً بعد نشر صور أظهرت وجود أكثر من جثتين. وترددت أنباء أن دورية الجيش التي دخلت إلى عرسال كانت بلباس مدني وبسيارات مدنية.  

وربط وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، الذي ينتمي إلى التيار الوطني الحر بين حادثة عرسال وبين أحداث نهر البارد في طرابلس، في وقت اتهم النائب عن تيار المستقبل خالد ظاهر «حزب الله» بالتخطيط لهذه العملية التي تم التنسيق فيها بين «حزب الله» وبعض الضباط الفاتحين على حساب «حزب الله» وحسابهم، فإذا كان المسؤول عن المخابرات في منطقة عرسال لا يعلم بوجود قوة مداهمة، وكذلك مسؤول فوج حماية الحدود في عرسال لا يعلم، فكيف يحصل أن قوة ترتدي الثياب المدنية وتستخدم السيارات المدنية وتدخل إلى عرسال وتقتل المواطن خالد حميد داخل سيارته بأكثر من 43 رصاصة وتأخذ جثته وتذهب بها على طريق جرد عرسال؟».

وشيعت بلدة المريجات في مأتم رسمي وشعبي مهيب أمس الرائد بشعلاني في مواجهات دامية في عرسال الجمعة الماضي. وانطلق الجثمان من المستشفى العسكري مروراً ببلونة، ومن ثم إلى بلدته المريجات، حيث حضر قائد الجيش العماد جان قهوجي للمشاركة في الجنازة.

وقال قهوجي أمس خلال توجيهه «أمر اليوم»: «نقول للذين يراهنون على استهداف الجيش، مخطئ من يعتبر أن تعاطينا بحكمة مع الأحداث ضعف، ومخطئ من يفكر أن عملنا لمكافحة الإرهاب الذي يريد ضرب استقرار مجتمعنا والعيش المشترك بين أبناء وطننا قد يتوقف لأي اعتبار أو كرمى لأي فريق، مهما كان حجمه المحلي والإقليمي».

وتابع: «لن نسكت أو نقبل أي مساومة سياسية على دم شهيدينا، ونرفض أي محاولة من أي طرف أتت للتخفيف من وطأة وبشاعة الجريمة التي ارتكبت بحق الجيش عن سابق تصور وتصميم، وبأساليب همجية بعيدة عن معتقداتنا المسيحية والإسلامية، فالجيش لن يتراجع مهما كلف الأمر إلى أن يقتص من المجرمين أياً كانت هوياتهم وانتماءاتهم، ومهما علت صرخات المدافعين عنهم».

ودعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في تصريح له من وزارة الدفاع أمس إلى «حل هذا الإشكال بأسرع ما يمكن وتسليم مطلقي النار، وقد اتفقنا مع القيادة على حل لمعالجة الأمور»، وشدد على أنه «يمنع الاعتداء على الجيش».

ولفت ميقاتي إلى أن «رئيس بلدية عرسال علي حجيري ادعى أن الأهالي لم يعرفوا أن السيارات للجيش، وهذا أكبر دليل على دعمه للجيش»، مضيفاً: «لنترك الجيش بحكمته يحل الموضوع بعيداً عن الشحن الطائفي، ولا نقبل أن يشعر فريق من اللبنانيين أنه مستهدف في هذا الظرف». وأوضح ميقاتي أن «هناك تحقيقاً في العملية التي قام بها الجيش، وعلى ضوء التحقيقات يتم اتخاذ القرارات»، وتمنى على «حكماء عرسال التعاون مع الجيش لإجلاء حقيقة ما حدث، وهذا من مصلحة الجميع، لأن الجيش قام بعملية محدودة وقوبل بردة فعل غير مقبولة».