شهيرة: اعتزالي حرمني البطولة المطلقة
يكرم {مهرجان طنجة السينمائي الدولي} في المغرب في دورته الحالية الفنانة القديرة شهيرة على مشوارها السينمائي. في لقائها مع {الجريدة}، تحدثت عن تكريمها والمهرجان وسبب غيابها رغم اتخاذها قرار العودة إلى التمثيل.
كيف تنظرين إلى تكريمك في مهرجان {طنجة} أخيراً؟
التكريم بالنسبة إلى كل فنان أمر يجعله يشعر بالسعادة والفخر، فعندما تفكر إدارة مهرجان في تكريمي رغم غيابي عن الساحة الفنية لفترة طويلة، فهذا دليل على أنني نجحت في تقديم أعمال جيدة استطاعت البقاء مع الجمهور والنقاد حتى الآن رغم اعتزالي المبكر.ورغم كثرة التكريمات التي حصلت عليها فإن التكريم الأخير له مكانة خاصة في قلبي لأنها المرة الأولى التي أزور فيها المملكة المغربية، وأراها فرصة جيدة للتعرف إلى الشعب المغربي وحضارته وثقافته.لكن ألا ترين أن تعدد المهرجانات السينمائية في الوطن العربي أصبح ظاهرة سلبية؟على العكس تماماً، فالمهرجانات تمنح الشعوب فرصة للتعرف إلى اللغة السينمائية في الدول الأخرى وتشجع الجمهور على الذهاب إلى السينما. ينبغي علينا كفنانين تشجيع المهرجانات، لدورها الكبير في تقريب هذا الفن إلى الجمهور، وكل مهرجان يكون له طابع خاص يميزه عن غيره سواء في طبيعة الأفلام المشاركة أو الدول التي يحضر منها فنانون مما يكسبه مكانته.هل تحرصين على متابعة المهرجانات السينمائية؟بالتأكيد، حتى لو لم أذهب إليها أتابع ما ينشر عنها في الصحف والتقارير التلفزيونية، لمعرفة مستوى الأفلام المشاركة والتقنيات التي يتم التعامل بها في التصوير، فالفن بالنسبة إلي ليس عملاً ولكنه هواية عشقتها منذ الطفولة.إذاً لماذا اعتزلت مبكرة؟اعتزلت عندما شعرت بقوة روحية تدفعني إلى ارتداء الحجاب، ولم يكن من المناسب وقتها أن أقف أمام الكاميرا بالحجاب، لذا اعتزلت وتفرغت لرعاية منزلي وأسرتي. لكن خلال كل هذه السنوات لم أتوقف عن متابعة السينما ومشاهدة أحدث الأفلام السينمائية، باستثناء الفترة التي أعقبت الثورة بسبب حالتي النفسية السيئة.هل ترين أن السينما تراجعت بعد ثورة 25 يناير؟بالتأكيد، كل شيء أصبح في تراجع وليس السينما فحسب. ويبدو ذلك واضحاً من خلال تراجع عدد الأفلام السينمائية، وعدم شعورنا بالأمان للسير في الطرقات ليلاً أثرَّ على عدد جمهور السينما ليلا، وبالتالي على إيرادات الأفلام، ما جعل المنتجين يفكرون جيداً قبل ضخ أموالهم في أي أعمال جديدة.هل تحملين ذلك للنظام السياسي القائم؟الرئيس هو المسؤول عن الدولة. في الماضي كنا نستطيع أن نسير في الشارع وعلى الطريق الدائري في أي وقت، أما الآن فأصبحنا نخشى التأخر عن الساعة الحادية عشرة مساء، وبتنا نفتقد الحوار بين الأطراف السياسية. ثمة فنانون يشعرون بمخاوف على حرية الإبداع من حكم الإخوان، كيف ترين الأمر؟لست قلقة بشدة على حرية الإبداع، لكن بالتأكيد ثمة مخاوف، خصوصاً أن بعضهم يرفض الفن. لكن في المقابل، ثمة من يؤمن من الإخوان بالفن والإبداع بدليل توجههم إلى إنشاء شركات إنتاج، لتقديم أعمال سينمائية مثل فيلم {تقرير}.هل تقبلين المشاركة في عمل من إنتاجهم؟ولماذا أرفض؟ إذا كانوا سيقدمون عملاً جيداً يتضمن رسالة ومضموناً والدور مناسب لي سأقبل. يهمني مضمون العمل وما إذا كانت رسالته تتفق معي ومع قناعاتي الشخصية، فلا يمكن أن أقدم عملاً غير مقتنعة به.أعلنت أن عودتك إلى التمثيل قائمة، فلماذا لم تتخذي هذه الخطوة حتى الآن؟لم أكن أنوي العودة إلى التمثيل، لكن عندما وجدت زميلاتي المحجبات قد عدن وحققن نجاحاً بأعمالهن، قررت العودة بالحجاب، لكن ثمة أموراً أعاقت هذا الأمر حتى الآن، لذا فالفكرة موجودة.ما هي؟في كل مرة أقارن بين العمل الذي سأقدمه وبين أعمالي السابقة، وأشعر بمسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقي. قبل الثورة كان من المفترض أن أقدم تجربة تلفزيونية مختلفة، لكن الأحداث السياسية المتلاحقة أجلتها، فضلاً عن أن حالتي النفسية والمزاجية تحدد قدرتي على العمل، في حين أن الظروف الحالية والمشاكل التي أراها عبر شاشات التلفزيون لا تشجعني على العمل.في مسيرتك السينمائية، أي الأفلام تعتزين بها؟أفلام كثيرة من بينها {الجلسة سرية} و{وضاع العمر يا ولدي}، الذي حصلت على تكريم عن دوري فيه من الرئيس الراحل أنور السادات في عيد الفن، عندما كانت الدولة تقدر دور الفنانين وأعمالهم السينمائية، على عكس أيامنا الراهنة.أي الفنانات يعجبك أداءها التمثيلي؟منة شلبي ممثلة مجتهدة للغاية وتقدّم الدور كما يجب بالملابس والماكياج، فلا تشعر في أدائها بافتعال أو مبالغة. كذلك نجحت ياسمين عبد العزيز في إعادة البطولة النسائية الكوميدية إلى السينما، وتذكرني بنفسي قبل الاعتزال عندما كان المنتجون يرشحونني لتقديم أعمال بطولة كوميدية، لكن اعتزالي حرمني منها.ما هي الأفلام التي شاهدتيها أخيراً؟لم يعد الذهاب إلى السينما يستهويني بسبب الأوضاع السياسية الحالية، لكني ذهبت الصيف الماضي لمشاهدة فيلمي أحمد عز {المصلحة} و{حلم عزيز} بعدما اتصل بي وطلب معرفة رأيي، وأعجبني المجهود المبذول فيهما.