سيناء... من أرض الفيروز إلى حلم «الإمارة»

نشر في 29-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 29-12-2012 | 00:01
No Image Caption
يعتقد الكثيرون في سيناء، أن ثورة 25 يناير، خصوصاً في عامها الثاني، فتحت الباب واسعاً أمام تحقيق حلم تكوين "الإمارة الإسلامية"، خصوصا أنه العام الذي تولى فيه أول رئيس ذي خلفية إسلامية حكم مصر، هنا، بالذات في هذه المنطقة الحدودية القريبة من إسرائيل.

فبعد خلو المنطقة الشرقية من الأمن، خصوصا قوات الشرطة ومكاتب مباحث أمن الدولة، يوم 28 يناير العام الماضي، ورحيلها تحت قصف "الآر بي جي" والأسلحة الرشاشة، خلت المنطقة من أي نفوذ للدولة، ما عدا وجودا رمزيا للقوات المسلحة الممنوعة أصلاً من الوجود في المنطقة "ج"، وفق اتفاقية "كامب ديفيد"، التي وضعت كثيراً من بنودها على محك الاختبار، منذ تولي الرئيس محمد مرسي الحكم، أول يوليو الماضي.

وسط هذا الفراغ الأمني، كان طبيعياً أن تنطلق بيانات مُجهلة لتعلن عمن يحاول استغلال هذا الفراغ، إلى أن أعلنت حركات إسلامية متشدِّدة عن نفسها في بيانات، ارتبطت بأحداث دموية، منها جماعة "مجلس شورى المجاهدين" التي أعلنت مبايعتها قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وجماعة "أنصار بيت المقدس"، والسلفية الجهادية في سيناء، وهذه المجموعات يُعتقد أنها تضم إلى جانب سكان محليين، عناصر من محافظات مصرية وأفراداً من قطاع غزة، وبعض البلدان العربية، وقد أعلنت نفسها لحظة التفجير الأول لأنبوب الغاز المؤدي إلى إسرائيل، 5 فبراير 2011، لتمتد سلسلة التفجيرات حتى التفجير رقم 14 على مدار العامين، وقد اعترفت جماعتا "شورى المجاهدين" و"أنصار بيت المقدس" بالتفجيرات في شريط مصور.

من أمارات الإمارة أيضاً، تعرُّض حاجز "الريسة الأمني" شرق العريش لقرابة 30 هجمة مسلحة، مروراً باستعراضات مسلحة أخرى، بينها إطلاق نار على قيادات أمنية وعناصر شرطية، ومنها منع المرشح الرئاسي حمدين صباحي، من عقد مؤتمر في مدينة الشيخ زويد شرق العريش، خلال انتخابات الرئاسة، التي أجريت في مايو الماضي.

وبينما ضربت الجماعات في "إيلات" الإسرائيلية بإطلاق صواريخ "غراد"، استهدفت في يونيو عاملين في الجدار الفاصل، كمقدمة لضربة أرادت أن تصل إلى إسرائيل، ففي 4 أغسطس الماضي، قتل هجوم مسلح 16 ضابطاً وجندياً مصرياً، جنوب رفح، في مخطط لاختطاف مدرَّعة من الجيش المصري ومُهاجمة إسرائيل بها، لتبدأ في 7 أغسطس عملية عسكرية للقوات المسلحة باسم "نسر سيناء"، لملاحقة هذه المجموعات أخيراً، لكنها توقفت تماماً، بعد وساطات من مؤسسة الرئاسة مع جهاديين، بُغية "وقف" العنف.

back to top