دخل أقطاب صوفيون على خط الأزمة التي أشعلها التيار السلفي في مصر، بعد محاولات التقارب "المصري - الإيراني"، برعاية الرئيس محمد مرسي، ذي الخلفية الإخوانية، بعدما أطلق شيخ الطريقة العزمية السيد علاء أبوالعزائم دعوة للتقارب بين المذهبين السني والشيعي.

Ad

وأكد أبوالعزائم، في مؤتمر صحافي أمس، في مقر المشيخة بوسط القاهرة، أن أهل السنة في إيران لا يتعرضون لأي شكل من أشكال الاضطهاد، وأن دولا خليجية هي التي تعرقل مساعي التقارب بين البلدين، مشيرا إلى أن تلك البلدان تربطها علاقات قوية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وكان التيار السلفي المتشدد رفض زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للقاهرة، التي قام بها أواخر يناير الماضي، وهي الأولى لرئيس إيراني منذ قطيعة بين البلدين دامت نحو 33 عاما، على خلفية استضافة مصر لشاه إيران، بعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، واستضافة إيران لبعض المتورطين في عملية اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، محذرين من مخطط شيعي لعودة الامبراطورية الفارسية مجددا.

ومن المعروف أن شيخ الطريقة العزمية يقوم بزيارات دورية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما تقدم بأوراق تأسيس جمعية "أهل البيت" نهاية العام الماضي، لتسهيل السياحة للإيرانيين الشيعة للعتبات المقدسة في مصر، وذكر وقتذاك أن العائد المادي من سياحة الإيرانيين لمصر سيبلغ ملياري جنيه سنويا، الأمر الذي رفضه التيار السلفي، معتبرا ذلك أحد أشكال الغزو الشيعي لأكبر البلاد السنية في العالم، وعمل على مواجهة بروتوكول التعاون السياحي بين مصر وإيران، الذي أبرمه وزير السياحة المصري هشام زعزوع إبان زيارته الأخيرة لإيران مطلع مارس الجاري.

من جانبها، أعربت قيادات شيعية في مصر لـ"الجريدة" عن تأييدها دعوات التقارب بين البلدين، وتوضيح كيفية تعاون الحكومة الإيرانية مع أهل السنة، حيث وصف المفكر الشيعي أحمد راسم النفيس ما يتردد عن اضطهاد أهل السنة في إيران، وتحديدا في منطقة الأحواز بـ"الأكذوبة"، الأمر الذي رفضه القيادي السلفي حسام أبوالبخاري، في تصريحات لـ"الجريدة"، مؤكدا أن الحكومة الإيرانية تشن حملات إعدام دورية لأهل السنة، وتغلق مساجدهم هناك.