أدى اعتصام الآلاف من مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، في ميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة)، إلى تحويل عدة مدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم، إلى «المطبخ» الخاص للاعتصام، فضلاً عن استعمال «الفصول» ودورات المياه بشكل فوضوي، الأمر الذي يُنذر بمخاطر جمَّة، حال استمرار الاعتصام، الذي انطلق مطلع يوليو الجاري.
«مدرسة عبدالعزيز جاويش» الإعدادية، إحدى هذه المدارس. وقد استطاعت «الجريدة» أن تتسلَّل داخلها لترى كيف دمَّر أنصار مرسي البنية التحتية للمدرسة، المُطلة على ميدان «رابعة». تعيش المدرسة ثلاث مراحل على مدار اليوم الواحد، ففي الصباح تُخصص كدورات مياه عامة، وفي المرحلة الثانية يصطف الرجال والنساء في طوابير طويلة، تمتد خارج المدرسة، استعداداً لتناول طعام «الإفطار»، حيث تضم المدرسة مكاناً للطهي يتحول إلى مائدة كبيرة، ثم تتحول في المرحلة الثالثة إلى فندق، حيث تتحول الفصول الدراسية إلى غرف نوم، خصوصاً للسيدات، بينما يشكل الرجال لجاناً شعبية أمام بوابة المدرسة، لمنع دخول رجال من غير المتفق على أسمائهم. فناء المدرسة تحول إلى حظيرة مواش، مخصصة لبقاء الحيوانات المُقرر ذبحها، خلال موائد إفطار رمضان، وبدلاً من أن يتحول الفناء إلى مكان لممارسة أنشطة رياضية صيفية لطلاب وتلاميذ المنطقة، بات من نصيب الحيوانات أن تبقى في هذا الفناء، إلى أن يأتي دورها في الذبح، بينما تفوح الرائحة من كل مكان تقريباً. وبينما مَنعَ الاعتصام طلاب المدرسة من أداء امتحانات «الدور الثاني»، ما دفع الإدارة إلى نقل امتحانات طلابها إلى مدرسة أخرى، بعدما وضع المتظاهرون التابعون لجماعة الإخوان أيديهم على المدرسة بالقوة الجبرية، قال مدير مكتب مدير المنطقة التعليمية، لمنطقة شرق القاهرة عصمت الطوخي، إنه تقدم ببلاغ رسمي للشرطة، ضد التجاوزات وأرسل خطاباً رسمياً للمسؤول العسكري بالمنطقة، والذي وعد بحل الأزمة في أقرب وقت.
دوليات
الجريدة• في «اعتصام رابعة»: المدرسة تتحول إلى «حظيرة»
24-07-2013