خيار «الضربة» يُحسَم خلال أيام... والنظام «جاهز لكل السيناريوهات»

Ad

بدا أمس أن الاستعدادات الغربية لعقاب نظام الرئيس الأسد على "مجزرة الغوطة الكيماوية" سارية على قدم وساق. ورغم أن نوع هذا العقاب وتوقيته لم يتضحا بعد، فإن مواقف أميركية وأوروبية أكدت أن حسم هاتين النقطتين سيجري في وقت لن يتجاوز أياماً قليلة.

وفي حين أبدت بريطانيا وتركيا، وفرنسا بدرجة أكثر تحفظاً، استعدادها للانضمام إلى تحالف دولي لضرب الأسد من خارج الأمم المتحدة، رُصد أمس، تراجع ذو دلالات في الموقف الروسي، إذ أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف، المحسوب على صقور الداعمين لدمشق في الكرملين، أن بلاده لن تقاتل إلى جانب الأسد.

وفي رده على سؤال بشأن رد فعل روسيا على أي تدخل غربي محتمل في سورية، أجاب لافروف، في مؤتمر صحافي: "نحن (في روسيا) لا نعتزم خوض قتال مع أحد"، مشيراً إلى أن "تدمير البنية التحتية العسكرية السورية لن يضع نهاية للنزاع، وستستمر الحرب الأهلية، فقط الحكومة ستتحول إلى معارضة".

وفي وقت لاحق، أعلنت موسكو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بشأن سورية.

بدورها، اكتفت إيران، الحليف الأوثق للأسد، بالتحذير من "خطر" الضربة العسكرية، حيث شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس عراقجي أمس، على أن "المنطقة تحتاج إلى الهدوء"، مؤكداً أن "الحديث عن هجوم عسكري على سورية، وحتى من دون تصريح من مجلس الأمن، أمر بالغ الخطورة، ويمكن أن يؤدي إلى توترات".

أما وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، فأشار، في مؤتمر صحافي في جاكرتا أمس، إلى أن أي تحرك ضد سورية "سيتم بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وفي إطار التبريرات القانونية"، بينما أكد مسؤول أميركي كبير يرافق هيغل أن واشنطن "تزداد قناعة باستمرار بأن الأمر يتعلق باستخدام أسلحة كيماوية من قبل النظام السوري"، مضيفاً أن "الحكومة تفكر في خياراتها للرد بالتشاور مع شركائها".

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن الرد الغربي على الأسد "سيُحسَم في الأيام المقبلة"، مضيفاً: "واضح أن هذه المجزرة مصدرها نظام بشار الأسد. وبعد ذلك، يجب أن تكون الردود مناسبة، ويجب الموازنة والتحرك بحزم وبدم بارد في الوقت نفسه".

في المقابل، حذَّر الأسد واشنطن من أن أي تدخل عسكري ضد نظامه سيكون مصيره "الفشل"، واصفاً "الاتهامات المسيسة" باستخدام قواته أسلحةً كيماويةً بأنها "تخالف العقل والمنطق".

وقال الرئيس السوري في مقابلة أجرتها معه صحيفة "ازفستيا" الروسية ونُشِرت أمس، إن "الولايات المتحدة ستصطدم بما اصطدمت به في كل حروبها من فيتنام حتى الآن، بالفشل". ورأى أن الغربيين "يمكنهم بدء أي حرب، لكن لا يمكن لهم أن يعرفوا إلى أين ستمتد أو كيف ستنتهي"، لافتاً إلى ما أسماه "الحصاد المر والنتائج السلبية لما جرى في ليبيا ومصر".

وأفاد مصدر أمني سوري وكالة "فرانس برس" أمس، بأن دمشق "مستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات"، واضعاً الحديث عن ضربة عسكرية لسورية في سياق "الضغوط النفسية والسياسية".

أما السقف الأعلى من جهة دمشق فقد كان من نصيب معاون وزير الإعلام السوري خلف المفتاح الذي أكد أن "سورية تمتلك سلاحاً استراتيجياً موجهاً بالأساس إلى إسرائيل، ولذلك ستعتبر دمشق أن إسرائيل هي التي وراء هذا العدوان وستكون في مرمى النيران السورية". ورأى المفتاح أن "معنى مثل هذا العدوان، إن حصل، هو استهداف لكل المنظومة المقاومة التي تشمل لبنان وسورية والعراق وإيران، وهذا يعني أن هذه الدول سترد عليه أيضاً".

وفي بغداد، أعلن المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي أن "الحكومة العراقية أعلنت معارضتها لاستخدام أجوائها أو أراضيها لشن أي هجوم ضد سورية".

وهددت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" الموالية للنظام السوري بأن الدول التي قد تشارك في أي هجوم على الأسد ستكون مصالحها في المنطقة "أهدافاً مشروعة".

في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أمس، أن لجنة التحقيق المكلفة التحقيقَ بشأن الكيماوي، والتي يرأسها آكي سيلستروم، تمكنت من التحدث إلى ضحايا الهجوم الكيماوي في معضمية الشام، رغم تعرض قافلتها للرصاص من قبل قناصة. وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات حول الطرف الذي استهدف لجنة المفتشين.

إلى ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المفتشين يمكنهم الحصول على أدلة بشأن الهجوم المزعوم بالغاز رغم مرور الوقت.

(واشنطن، لندن، باريس، دمشق، عمان - رويترز، أ ف ب)