بعد اعتبار موسكو حليفة النظام السوري أن تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة أمر «يستحيل تنفيذه»، قتل ثمانية أطفال وخمس نساء في غارة وحشية على معضمية الشام في ريف دمشق أمس، في وقت رفعت 55 دولة طلباً رسمياً إلى مجلس الأمن لإحالة ملف النزاع السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في ارتكاب جرائم حرب.

Ad

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن بأن «ثمانية أطفال وخمس نساء» قضوا من جراء قصف بالطيران الحربي على مدينة المعضمية جنوب غرب دمشق، موضحا أن أعمار الأطفال تتراوح بين ستة أشهر و14 سنة، يضافون إلى أكثر من 3500 طفل احصى المرصد سقوطهم منذ بدء النزاع.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن «إرهابيين من داريا أطلقوا قذيفة باتجاه المعضمية أصابت مبنى مدنياً»، ما أدى «الى وقوع ضحايا بينهم أطفال ونساء».

كما أفاد المرصد بمقتل اربعة مواطنين من عائلة واحدة بينهم طفلان احدهما في السادسة والآخر في السابعة، في قصف صباحي على بلدة حوش عرب في ريف دمشق أيضاً.

«قنابل مصرية»

اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» القوات الموالية للأسد باستخدام نوع جديد من القنابل العنقودية يتميز بالعشوائية وعدم التمييز، في هجومين شنتهما في شمال غرب البلاد ووسطها، بحسب ما جاء في بيان أصدرته المنظمة أمس.

وجاء في البيان: «تقوم سورية بتصعيد وتوسيع استخدامها للذخائر العنقودية رغم الإدانة الدولية لاستخدامها هذا السلاح المحظور، وهي تلجأ الآن إلى نوع من الذخائر العنقودية يشتهر بالعشوائية وعدم التمييز، ويمثل تهديدا خطيرا للتجمعات السكنية المدنية». وأضاف البيان أن الهجمات هي «أول أمثلة معروفة على استخدام القوات السورية للذخائر العنقودية أرضية الإطلاق»، مشيرة إلى أن هذه الذخائر تم تصنيعها في مصر ولا تتوافر معلومات عن كيفية حصول سورية عليها أو توقيت ذلك.

وأوضح البيان أن الأدلة تشير الى «استخدام القوات السورية لقاذفات الصواريخ من طراز بي إم 21 غراد متعددة الفوهات لإطلاق القذائف العنقودية في هجمات بالقرب من مدينة إدلب (شمال غرب) في ديسمبر 2012، وفي بلدة اللطامنة شمال غرب حماة (وسط)، في 3 يناير 2013».

وخلصت المنظمة الى أن القوات الموالية للنظام استخدمت قاذفات تطلق صواريخ تحمل ذخائر تعرف باسم «الذخائر التقليدية المحسنة مزدوجة الاستخدام». وتحمل هذه القاذفات على شاحنة ويمكنها اطلاق 40 صاروخا يصل مداها إلى أربعين كلم.

تركيا

وقالت صحيفة «الوطن» السورية الموالية لنظام الأسد، إن الجيش الأسدي القى القبض على 5 أتراك كانوا يقاتلون مع إحدى المجموعات المسلحة في قرية خان العسل قرب مدينة حلب شمال البلاد. وسقطت أمس قذيفة سورية داخل الأراضي التركية من دون أن تسفر عن وقوع إصابات في حادث هو الأول من نوعه خلال هذا العام، ولم ترد القوات التركية على هذه القذيفة كما كانت تفعل العام الماضي.

إلى ذلك، أعلنت المتحدثة باسم حلف شمال الاطلسي وانا لونجيسكو أمس أن الصواريخ الباتريوت التي نشرت في تركيا لمواجهة اطلاق صواريخ من سورية ستصبح جاهزة للعمل في مطلع فبراير وربما قبل ذلك.

«السائح المعمر»

إلى ذلك، واصل الإعلام الموالي لنظام الأسد انتقاده للمبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي، واصفا إياه بـ»سائح معمر حظي برحلة ترفيهية حول عواصم العالم». وكان الإبراهيمي وصف طرح الأسد للحل السياسي بأنه «أكثر فئوية وانحيازا لجهة واحدة»، داعيا إياه إلى «أن يؤدي دورا قياديا في التجاوب مع تطلعات شعبه بدلا من مقاومتها»، ما أثار حفيظة دمشق التي اعتبرت ان تصريحاته تظهر انحيازه «بشكل سافر».

(دمشق ـ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)