• إقبال في القدس وتل أبيب وعزوف في مناطق العرب     • زيارة حائط البراق تستفز الفلسطينيين

Ad

صوّت الإسرائيليون بكثافة، أمس، في انتخابات الكنيست الـ19، لمصلحة اليمين بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، الذي لم يخف قلقه من الإقبال الكثيف في مناطق أحزاب اليسار، في حين شهدت مناطق العرب عزوفاً كبيراً رغم الدعوات التي حثت على المشاركة.

أدلى الإسرائيليون أمس، بأصواتهم لاختيار 120 عضواً في الكنيست رقم 19 في تاريخ الدولة العبرية، وسط توقعات بحصول تحالف «ليكود- بيتنا» اليميني الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويضع على أولوياته مواجهة النووي الإيراني واستمرار الاستيطان، بأغلبية هذا الاستحقاق، الذي جرى وسط إجراءات أمنية مشددة.

وأوضحت تقارير أن نسبة من أدلوا بأصواتهم بعد 9 ساعات من فتح مراكز الاقتراع 47 في المئة بارتفاع 5 في المئة عن نسبة التصويت في الفترة نفسها خلال انتخابات فبراير 2009، كما أن هذه النسبة هي الأعلى منذ عام 1999 عندما تجاوزت نسبة التصويت خلال هذه الساعات 49 في المئة.

وبينما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن قلق في صفوف تحالف نتنياهو من جراء ارتفاع نسبة الإقبال في المناطق التي تتصدر فيها أحزاب اليسار، لكن في مطلق الأحوال، فإن كتلة اليمين واليمين المتطرف تتقدم على الأحزاب المعتدلة التي لم تتمكن من الاتحاد.

وبصفته يترأس اللائحة الأقوى، فإنه من المؤكد عملياً أن يفوز نتنياهو بولاية ثالثة، إلا أن الرهان الفعلي يبقى تشكيلة الائتلاف المقبل واستقراره كما يرى خبراء.

إغلاق المراكز

وأغلقت مراكز الاقتراع أمام الناخبين، الذين يحق لنحو 5.6 ملايين التصويت، عند الساعة 22.00 (20,00 ت.غ) وسط إجراءات أمنية مشددة. ونهار الانتخابات يوم عطلة في إسرائيل، لكن وسائل النقل العام كانت تعمل كالمعتاد وفتحت المتاجر أبوابها- بينما استفاد الكثير من الأشخاص من الطقس الجيد للتنزه مع عائلاتهم، حيث قال مكتب الحدائق الوطنية ان أكثر من 50 ألف شخص قاموا بزيارة الحدائق.

وفي حين اكتظت مراكز الاقتراع في تل أبيب، شهدت مكاتب القدس احتشاد الناخبين فور فتح الصناديق لكن بدون أن تتشكل صفوف انتظار طويلة، بينما في عكا (شمال غرب) حيث تقيم أغلبية من العرب الإسرائيليين، كانت مكاتب الاقتراع شبه خالية.

وأدلى نتنياهو بصوته باكراً برفقة زوجته سارة وابنيهما في مكتب تصويت في ريحافيا الحي الراقي في وسط القدس الغربية، حيث مكان إقامته الرسمي، ثم توجه في زيارة استفزازبة إلى حائط البراق في المدينة القديمة، حيث أدخل ورقة بين الحجارة بموجب التقليد اليهودي وكتب عليها صلاة «بعون الله، من أجل مستقبل إسرائيل» بحسب وسائل الإعلام.

وإلى يمين قائمة نتنياهو، برز حزب «البيت اليهودي» المقرب من مستوطني الضفة الغربية بزعامة نفتالي بينيت، الذي يتوقع أن يحصل على 15 مقعداً بحسب الاستطلاعات يضاف إليها مقعدان آخران للحركة اليمينية المتطرفة المعادية للعرب «القوة لإسرائيل».

وفي الوسط، تشير الاستطلاعات إلى أن حزب «العمل» (يسار الوسط) سيحصل على ما بين 16 و17 مقعداً، وحزب الوسط الجديد «هناك مستقبل» سيحصل على ما بين عشرة مقاعد و13 مقعدا، وحزب «الحركة» الذي تقوده تسيبي ليفني على ما بين سبعة أو ثمانية مقاعد.

الائتلاف الحاكم

ويتوقع سياسيون ومعلقون ائتلافاً يضم الليكود إسرائيل بيتنا والبيت اليهودي بزعامة نفتالي بينيت، ويحتمل أيضاً أن يكون معهم وسطيو الحركة. وانضمام حزب ليفني ليس مستبعدا. ومثل هذه الأغلبية مع نحو 75 إلى 80 نائباً ستجعل من الكنيست المقبل أحد البرلمانات الأكثر ميلاً إلى اليمين في تاريخ إسرائيل. ورغم شكوى عرب إسرائيل من تفشي التمييز ضدهم في مجالات كثيرة منها الخدمات البلدية، كما يشتكون من تخصيص أموال التعليم والصحة والإسكان بشكل جائر وفرض قيود على تصاريح البناء، مما يؤدي إلى البناء غير القانوني وعمليات الهدم، أدلى ناخبون من العرب بأصواتهم في الانتخابات، لكن ليس بالكثافة التي صوت بها غيرهم.

وبينما أدلت حنان الزعبي النائبة عن حزب «البلد» بصوتها في مدينة الناصرة ودعت العرب إلى الخروج والتصويت، أبدى فلسطينيون أمس عدم اهتمام بالانتخابات الإسرائيلية، التي اعتبروها معززة لقاعدة نفوذ اليمينيين، مما يبعد الدولة اليهودية عن السلام مع الفلسطينيين ويقربها من مواجهة مع إيران.