قال مالك شركة {فيلم كلينك} ومنتج {عشم} محمد حفظي إن تواجد الفيلم قبل ختام الموسم الصيفي يعطي أملاً لمستقبل السينما، لا سيما أن الفيلم حافل بالمواهب الجديدة في الإخراج والتمثيل والتصوير، مؤكداً أنه مستقل بنسبة 100% وتم إنتاجه بتكلفة قليلة، وفي الوقت نفسه غير هادف للربح، ما يجعله خارج المنافسة مع الأفلام التجارية التي غلبت على هذا الموسم والتي يصل إنتاج الواحد منها إلى أضعاف تكلفة الفيلم المستقل.

Ad

ولفت إلى أن طموح الفيلم الفني ليس كبيراً؛ فكل فيلم وله دورة حياة مختلفة عن بقية الأفلام. تابع: {ثمة أفلام حياتها محصورة في وسائل عرض مثل المهرجانات والمراكز الثقافية، وأفلام لا تعيش في دور العرض ولكنها تحقق النجاح في الفضائيات مثل {عشم}، والعكس صحيح}.

الفنان الشاب رمزي لينر، بطل فيلم {هرج ومرج}، ذكر بدوره إنه بسبب اكتساح الأفلام التجارية للمواسم كافة وفوزها بالجمهور، قرر القيمون على السينما المستقلة مواجهتها بفيلمين حاولوا من خلالهما مناقشة مواضيع بسيطة وغير واردة بمنافستها لجذب المشاهد الذي يعاني هوساً ضد الأفلام المستقلة بوصفها غامضة، ومليئة بالرموز وعلامات استفهام لا يفهمها سوى المثقفين.

واعتبر مؤلف ومنتج ومخرج فيلم {بوسي كات} علاء الشريف أن هبوط إيرادات الموسم السينمائي الصيفي بداية انهيار السينما المصرية، متوقعاً أن تحفل المواسم المقبلة بعدد أقل من الأفلام المطروحة راهناً، وسيقوم ببطولتها نجوم ليسوا كباراً، والسبب في ذلك انسحاب المنتجين الذين حققوا مكاسب عالية من وراء السينما المصرية، وتركوها تعيش أزمتها وتحاول الخروج منها وحدها من دون أي مساعدة منهم.

ومن جهة أخرى قال الناقد إمام عمر إن عدد الأفلام التي شاركت في هذا الموسم لم يكن كافياً ولا موازياً للمواسم السابقة، ما يجعله {موسماً مضروباً}، إذ لم يعد بأي فائدة على القيمين عليه ولا على الجمهور أيضاً، موضحاً أن السمة التي تجمع بين هذه الأفلام أنها كوميدية تعتمد على الضحك المبتذل بلا قيمة ولا هدف بعينه، من بينها فيلم {تتح} من بطولة محمد سعد وإخراج سامح عبد العزيز وتأليف سامح سر الختم ومحمد النبوي.

وأضاف: {شهد الموسم أول سقوط لفيلم يحمل توقيع المخرج عمرو عرفة هو {على جثتي} الذي قام ببطولته أحمد حلمي وغادة عادل، في حين نجح أحمد السبكي في تقديم وجبة سينمائية متكاملة في فيلم {ساعة ونص}، ما أهله للفوز بأعلى الإيرادات، إلى جانب تخوف بعض المنتجين من عرض أفلامهم في هذا الموسم غير المضمون ودفعهم إلى تأجيلها إلى موسم عيد الفطر أو المشاركة بأفلام ضعيفة لمجرد إثبات التواجد}.

وأكد عمر أن السينما المستقلة هي البطاقة الرابحة في هذا الموسم لأنها لم تتكلف كثيراً وحققت عائداً مرضياً لصانعيها، واعتبر فيلم {هرج ومرج} نموذجاً قيّماً للأفلام المستقلة التي تمنح الفرص للنجوم الشباب الذين قد لا يتمكنون من الحصول عليها في الأفلام التجارية إلا بعد تقديم تنازلات أو الصبر لسنوات.

واتفق الناقد نادر عدلي مع الرأي السابق، موضحاً أن أفلام نجوم شباك التذاكر كما يطلق على البعض منهم، أمثال أحمد حلمي وأحمد مكي ومحمد سعد، لم تحقق حتى نصف إيراداتهم المعتادة. بالتالي، أصبح الموسم غير مغر للمنتجين لتزويده بأفلام تحقق المستحيل ويقبل عليها الجمهور، ما اضطرهم إلى طرح أفلام ضعيفة لا يراهنون عليها، وتأجيل التجارية الجذابة إلى عيد الفطر، أو طرح أفلام مستقلة مثلما حدث مع فيلمي {هرج ومرج} و{عشم} اللذين تم عرضهما في نهاية الموسم قبل حلول شهر رمضان بأسابيع قليلة لملء قاعات العرض.

تنوّع

أشاد عدلي بالتنوع الذي اتسم به الموسم السينمائي حيث أتاح للجمهور اختيار الفيلم الذي يلبي رغباته واحتياجاته، مشيراً إلى أنه كان يجب تنفيذ هذا التنوع منذ سنوات ولكن المشكلة كانت لدى الموزع المصري الذي كان يرفض توزيع الأفلام المستقلة خوفاً من فشلها. بالتالي، كانت الأفلام التجارية وحدها السائدة، ولكن مع قلة عدد الأفلام العربية المطروحة في مقابل غلبة الأفلام الأميركية على دور العرض قرر المنتجون طرح هذه الأفلام.

وذكر عدلي أنه في هذا الموسم نجحت أفلام لم يكن متوقعاً لها النجاح وهي أفلام السينما المستقلة، مشيراً إلى استحالة التنبؤ بتحقيق أفلام معينة لإيرادات من دون غيرها لأنه في كثير من الأوقات يتم طرح أفلام ليست جماهيرية وتحقق إيرادات مثلما حدث مع فيلم {سهر الليالي} الذي عرض في موسم تصعب المنافسة فيه ومع ذلك خالف كل التوقعات، وهو نفس  ما حدث مع المستقلة.

وقالت الناقدة ماجدة خير الله بأنه على رغم مشاركة نجوم كبار في هذا الموسم فإن أسماءهم لم تساعدهم في تحقيق أعلى الإيرادات وخيبت آمال صانعيها والدليل على ذلك الفشل الذي واجهه فيلم مكي الأخير {سمير أبو النيل} الذي أصبح في الآونة الأخيرة نجم الشباب، كذلك الأفلام رديئة المستوى الفني التي شاركت في الموسم مثل {تتح} التي ستنتهي بالتأكيد بعدما يدرك الجمهور تأثيرها على ثقافته والذوق العام.

لذا ترى خير الله الأمل في الأفلام المستقلة وقدرتها على تغيير وضع السينما للأفضل، لا سيما بعدما تشجع صانعوها وشاركوا في أواخر الموسم بأفلامهم في مواجهة التجارية، إلى جانب أن إقبال الجمهور المعقول عليها يبشر بسطوعها، وأنها قريباً ستحل بفكرها الجديد وقيمها الراقية محل التجارية الرديئة، خصوصاً أن القيمين عليها لا يهدفون إلى الربح؛ فهم يقدمونها إيماناً منهم بضرورة وجود هذه النوعية من الأفلام وما يساعدهم على الاستمرار ويعوّض خسائر العرض السينمائي التجاري حصولهم على دعم وجوائز من المهرجانات الفنية المختلفة، كذلك بيعها لعدد من القنوات الفضائية.