أوباما للجمهوريين: أوقفوا المهزلة وصوتوا على الميزانية
«الكونغرس» يجتمع ولا بوادر للاتفاق... وكيري يحذر: التخبط يضعف الولايات المتحدة عالمياً
مع احتدام الجدل في كواليس الكونغرس الأميركي منذ بدء أول إغلاق جزئي للدوائر الفدرالية منذ 17 سنة الثلاثاء الماضي، صعد الرئيس باراك أوباما أمس ضغوطه على خصومه الجمهوريين، داعياً إياهم بعبارات قاسية إلى وقف إعاقتهم إقرار الميزانية وإنهاء الشلل الجزئي للإدارة الفدرالية. وقال أوباما، متوجهاً إلى النواب الجمهوريين في رسالته الإذاعية الأسبوعية، «اذهبوا وصوتوا. أوقفوا هذه المهزلة وأنهوا الشلل فوراً بإقرار الميزانية»، التي باتت تهدد آلاف الموظفين في وزارة الدفاع «البنتاغون».
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن مجلس الشيوخ وافق على الميزانية «وثمة عدد كاف من النواب الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس النواب على استعداد للقيام بالأمر نفسه، ووضع حد فوري للشلل في الميزانية، إلا أن الجناح المتطرف في الحزب الجمهوري لا يريد السماح لرئيس مجلس النواب جون باينر بإرسال هذا القانون للتصويت». وأكد أوباما أنه «لن يدفع فدية مقابل إعادة تسيير العمل في الإدارة وكذلك لزيادة سقف المديونية ولن أتفاوض تحت أي تهديد»، مشدداً على أنه «مهما كان الشلل في الميزانية خطيراً، فإن الشلل الاقتصادي الناجم عن التخلف عن السداد سيكون أسوأ بكثير». وقد لوح نواب جمهوريون بربط مسألة الميزانية بزيادة سقف المديونية، وهي إحدى صلاحيات الكونغرس. ومن المتوقع أن تبلغ الولايات المتحدة سقف الاستدانة المحدد حالياً بـ16700 مليار دولار، في 17 أكتوبر، ويتعين على الكونغرس الموافقة على رفع لهذا السقف لتفادي تخلف البلاد عن سداد مستحقاتها، ما قد يحمل تبعات كارثية. ومع تصعيد اللهجة مجدداً بين الجمهوريين والديمقراطيين في اليوم الخامس من شلل الدولة، عقد مجلسا النواب والشيوخ جلسة جديدة أمس في مسعى جديد للخروج من المأزق الذي يتخبط فيه الكونغرس. بدوره، اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الأزمة المالية التي تتخبط فيها واشنطن قد تضعف الولايات المتحدة في العالم. وقال كيري خلال، مؤتمر صحافي عشية افتتاح قمة أبيك (آسيا المحيط الهادي) في جزيرة بالي الاندونيسية، «إذا استمرت الأزمة أو تكررت فقد يبدأ الناس يشكون في إرادة الولايات المتحدة في الحفاظ على مسارها وقدرتها على ذلك، لكن الأمر ليس كذلك ولا أظن أن يحصل ذلك». وأكد جون كيري أن موقف الجمهوريين «غير حكيم»، مشيراً خصوصاً إلى تعليق بعض نفقات الأمن الوطني بسبب أزمة الميزانية، بقوله: «أظن أنه من غير الحكمة التسبب في هذا النوع من المخاطر». (واشنطن، جاكرتا- أ ف ب، يو بي آي)