الرواية والفن
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
الذي ينتج العمل الدرامي بدءا من كتابته وتصويره يعلم جيدا أنه سيجد مشاهدين باختيارهم غالبا وبدون اختيارهم أيضا، ويعلم أيضا أنه يقدم عمله لشرائح متنوعة متباينة في السن والثقافة ومختلفة في الجنس ولكنه للأسف لا يعلم أن مهمته النبيلة هذه أكثر صعوبة ومشقة من مشقة الكاتب الأوحد في مواجهة القارئ الأوحد. المعادلة هنا ليست معادلة كاتب وقارئ وانما معادلة عمل ومجموعة من المشاهدين. ولهذا تحدد أغلب القنوات الأجنبية السن المناسبة للعمل وتفرض طبيعة العمل أحيانا نوع الخطاب وملاءمته لمجموعة من المشاهدين دون غيرهم في محاولة لتوحيد ثقافة وسن المتابع. أما العمل العربي ، وفي رمضان على وجه التحديد، فهو خطاب اعلامي موجه لجميع الأسرة التى يفرض عليها الطقس الاجتماعي مشاهدة العمل باختلاف أعمارهم. وفي مراجعة لما قدمت لنا الدراما العربية بما فيها الخليجية يؤكد لنا أن الأخوة الذي اجتهدوا في تقديم أعمالهم حققوا ما يريدون ماديا فقط. أما ابداعيا فلم ينجح الا القليل منهم. وكان السقوط للأسماء الكبيرة التى كان بامكانها ليس اجادة الاختيار فقط وانما توجيه الشباب لنصوص تستحق أن تكون أعمالا درامية. الفنان الكبير ليس مؤديا أجيرا يتلهف لدور هنا أو هناك، ولكنه مثقف أولا خاض تجارب طويلة على مدى سنوات خبرته الطويلة. وهو بحكم هذه الخبرة يستطيع الاختيار الجيد لعمل يناسب سنه وتاريخه.ما يفتقده الفنان الخليجي بكل صراحة وجميعهم بلا استثناء هو القراءة. لا أعتقد أن فنانا يقبل هذا التسطيح المقيت والأداء الباهت هو قارئ للأعمال العالمية وانما هو قارئ للأعمال المحلية. لا يمكن أن يقنعنا أنه اطلع على الروايات التى ينتجها زملاؤه الأدباء من حوله أو أدباء العالم العربي. تلك هي المعضلة الأولى أما الأداء فهو بحاجة الى ثقافة أخرى وهو معضلة كبيرة حين تكون صورة الفنان شابا لا تناسب أبدا مراحل نضوجه الفني.كنت أتمنى أن يقوم فنان بتحويل عملين روائيين جيدين صدرا العام الماضي لاسماعيل فهد اسماعيل وسعود السنعوسي، ولكن هي معضلة القراءة التي لم تعتد الفنان الكبير.