الأغلبية الصامتة: المصريون عرفوا الطريق
لقد خرجت تلك الملايين المصرية لتعلن أن ثورة يناير المجيدة هي ثورة كل المصريين وليس الإخوان فقط، وأن مصر دولة مدنية متسامحة تضم الجميع مسلمين وأقباطاً ولا مكان فيها للتطرف أو خزعبلات تغييب العقل، والأهم أن مصر الحالية تتطلع إلى الريادة ولن تستطيع تحمل أي قيادة قاصرة عن تحقيق ذلك.
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
وسوف أسجل هنا اعترافي وقلقي من صحة رأيي، وهو "المصريين عرفوا الطريق" عندما وضع المصريون أنفسهم في المأزق المر بين مرشح الإخوان ومرشح النظام السابق في انتخابات الرئاسة، وكيف سارت الأمور على مضض في مساندة محمد مرسي كممثل ومعبر عن ثورة يناير لعدم وجود خيار آخر غير إعادة عقارب الزمن للوراء وإرجاع مبارك على هيئة شفيق.لقد اختفى الشباب الذي خلق ثورة يناير وتقدم "لاعبي" أحزاب الكلام الكبير والفعل القليل، وبدأ سيادة "المرشد" سياسة اختزال الثورة في الإخوان، واستبعاد كل من أوصلهم للسلطة من غير "الجماعة" لتدخل مصر في صورة صراع جديد بين الإخوان وكل القوى والجماعات التي أوصلتهم إلى الحكم. ومنذ عدة أسابيع تبدلت الأحوال عندما بدأ تاريخ "30 يونيو" يلف أرجاء مصر ليبشر من جديد بأن "المصريين عرفوا الطريق" وما زالوا مستعدين للتضحية لإكماله حتى النهاية، لقد تمت الدعوة عشرات المرات لمليونيات نجح بعضها وبعضها الآخر فشل، ولكن "30 يونيو" كانت مختلفة وقوية قبل أن تنطلق لأنها استقرت في وعي من شارك بها، وأيدها لتظهر على هيئة ذلك الطوفان البشري الذي "فقأ" عين كل من يتهم معارضي الإخوان بتهمة التبعية للفلول!!لقد خرجت تلك الملايين المصرية لتعلن أن ثورة يناير المجيدة هي ثورة كل المصريين وليس الإخوان فقط، وأن مصر دولة مدنية متسامحة تضم الجميع مسلمين وأقباطاً ولا مكان فيها للتطرف أو خزعبلات تغييب العقل، والأهم أن مصر الحالية تتطلع إلى الريادة ولن تستطيع تحمل أي قيادة قاصرة عن تحقيق ذلك.في الختام ما يريده الشعب المصري الذي خرج بأعداد تفوق من خرجوا ضد نظام مبارك وخلال مدة زمنية من تاريخ الثورة الماضية، سيتحقق في مدة أقل من التي احتاجها مبارك لكي يفهم أن "اللعبة انتهت" لأن من يملك حق التولية يمتلك أيضا حق العزل، وليحفظ الله مصر وشعبها من كل شر.الفقرة الأخيرة: نبارك للجميع بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وعساكم من عواده.