العاهل السعودي: نقف مع مصر ضد الإرهاب والضلال والعابثين

نشر في 17-08-2013 | 00:10
آخر تحديث 17-08-2013 | 00:10
«ليعلم كل من تدخّل في شأن المصريين بأنه يوقد الفتنة ويؤيد إرهاباً يدّعي محاربته»

• «جمعة الإخوان» تنشر الفوضى... وقتلى وجرحى في مسيرات القاهرة والمحافظات

وسط غياب الحلول التوافقية واتساع دائرة العنف بصورة مقلقة في مصر، وفي خضم موجة التنديد الأميركي والغربي بالحل الأمني الذي أنهى اعتصام "الإخوان"، وجّه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس أقوى رسالة تضامن مع السلطة الحاكمة، وأكد أن المملكة ستقف مع المصريين "ضد الإرهاب والفتنة" وستساند "حقهم الشرعي في ردع العابثين"، داعياً العرب والمسلمين إلى "التصدي بكل حزم لمن يحاول زعزعة أمن مصر".

وقال الملك عبدالله، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي: "تابعنا ببالغ الأسى ما يجري في وطننا الثاني جمهورية مصر العربية الشقيقة من أحداث تسُرّ كل عدوّ كاره لاستقرار وأمن مصر وشعبها، وتؤلم في ذات الوقت كل محب حريص على ثبات ووحدة الصف المصري الذي يتعرّض اليوم لكيد الحاقدين في محاولة فاشلة لضرب وحدته واستقراره، من قبل كل جاهل أو غافل أو متعمد عما يحيكه الأعداء".

ومضى العاهل السعودي قائلاً: "إنني أهيب برجال مصر والأمتين العربية والإسلامية والشرفاء من العلماء، وأهل الفكر والوعي والعقل والقلم، أن يقفوا وقفة رجل واحد وقلب واحد في وجه كل من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء، وألا يقفوا صامتين، غير آبهين بما يحدث، فالساكت عن الحق شيطان أخرس".

وأضاف: "ليعلم العالَم أجمع، بأن المملكة العربية السعودية، شعباً وحكومة، وقفت وتقف اليوم مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية، في عزمها وقوتها وحقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس من أشقائنا في مصر".

وتابع الملك عبدالله: "ليعلم كل من تدخّل في شؤون مصر الداخلية بأنهم بذلك يوقدون نار الفتنة، ويؤيدون الإرهاب الذي يدّعون محاربته"، آملاً "منهم أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان، فمصر الإسلام والعروبة والتاريخ المجيد لن يغيرها قول أو موقف هذا أو ذاك، وإنها قادرة على العبور إلى بر الأمان، يومها سيدرك هؤلاء بأنهم أخطأوا يوم لا ينفع الندم".

في هذه الأثناء، حاولت جماعة "الإخوان المسلمين" أمس، توجيه ضربة موجعة إلى الإدارة الانتقالية، عبر جرّ قوات الأمن والجيش والمواطنين إلى حرب شوارع، بعد خروج عشرات المسيرات لأنصارها في القاهرة وعدة محافظات، في "جمعة الغضب"، ما أربك المشهد بسقوط المزيد من القتلى.

واندلعت مواجهات دامية عقب صلاة الجمعة، بين عناصر الجماعة والأهالي في عدة أحياء في القاهرة، بينها "المهندسين" وبولاق وشارع الجلاء وكورنيش النيل، أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات، قبل أن تتدخل الشرطة وقوات من الجيش التي انتشرت في عدة محافظات، لفض الاشتباكات.

ورغم الانتشار الأمني الكثيف في شوارع القاهرة والمحافظات الرئيسية والميادين، وإغلاق طريق الكورنيش أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو"، لم تنجح القوى الأمنية في منع مسيرات "الإخوان"، وشهد جسر "15 مايو"، مواجهات عنيفة، وسُمعت أصوات طلقات نارية وخرطوش، بينما استمر الكر والفر عدة ساعات.

وتمكّنت عناصر أمس، من حرق كنيسة "العذراء والأنبا كراس" في المنصورية بالجيزة، واقتحمت محلات لأقباط، واعتدت على مطرانية الجيزة، بينما أكد شهود ومنظمات حقوقية أن أكثر من أربعين كنيسة تعرضت لاعتداءات في أكثر من محافظة، بينها القاهرة والجيزة والإسكندرية والمنيا والفيوم وأسيوط وسوهاج والسويس وشمال سيناء.

وفي مدينة الإسكندرية، تكرر المشهد، حيث هاجم ملثّمون المنطقة المحيطة بنادي قضاة الإسكندرية، وأضرموا فيه النيران، وفي الإسماعيلية قُتِل سبعة من أنصار "الإخوان" أثناء محاولتهم اقتحام عدد من المقار الأمنية، بينما لقي 8 مصرعهم على الأقل، في مدينة دمياط الساحلية شمال القاهرة.

back to top