بات في حكم المؤكد أن تمضي السلطات المصرية في مخطط مواجهة عناد جماعة "الإخوان المسلمين"، التي رفضت الدخول في أي مقاربات سياسية إلا بعد تنفيذ جميع مطالبها وفي مقدمها عودة الرئيس المعزول محمد مرسي. وتستعد السلطات لتفعيل عدة إجراءات سياسية وأمنية لمواجهة "الجماعة".

Ad

وبدأت الحكومة، عبر وزارة الشؤون الاجتماعية، بحث مصير جمعية "الإخوان المسلمين"، التي أشهرتها الجماعة في أبريل الماضي، وهي تتجه إلى حلها بعد العثور على أسلحة داخل مقرها الرئيس في ضاحية المقطم شرقي القاهرة أثناء ثورة 30 يونيو.

وتجاهلت السلطات المصرية تظاهرات "الإخوان" أمس الجمعة، في مليونية "ضد الانقلاب"، وركّزت جهودها على المضي قدماً في فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة"، مع اقتراب ساعة الصفر لإطلاق حملة أمنية في هذا الصدد بناء على تكليف رسمي من الحكومة المصرية صدر الأربعاء الماضي.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى، إن وزارة الداخلية بدأت في مفاوضات الإنذار والتنبيه الأخير عبر وسطاء مع قيادات "الإخوان" لإنهاء اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول، سلمياً منعاً لإراقة الدماء.

الموقف المصري دعمته صراحة الإدارة الأميركية التي فاجأت الجميع عبر وزير خارجيتها جون كيري، بتغيير اللهجة في ما يخص مقاربتها للشأن المصري، قبيل زيارة مرتقبة لوفد الكونغرس الأميركي للقاهرة الأسبوع الجاري. وقال كيري إن الجيش المصري كان "يستعيد الديمقراطية" عندما أطاح بالرئيس مرسي الشهر الماضي، مؤكداً، خلال مقابلة تلفزيونية، أن عزل الأخير جاء استجابة لمطلب "الملايين والملايين من الناس". وبينما ترددت أنباء عن زيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاهرة لإعلان دعمه للشعب المصري، قال أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية بالقاهرة، الدكتور سعد الدين إبراهيم، والمقرب من الإدارة الأميركية لـ"الجريدة" إن الموقف الروسي المؤيد لثورة "30 يونيو"، جعل واشنطن تتراجع، معتبراً أن روسيا عازمة على العودة إلى المنطقة العربية بقوة. وعن علاقة الإخوان بالإدارة الأميركية في المستقبل، قال إبراهيم إن الإخوان "تلقوا عدة لطمات قوية في الأسابيع الماضية، لن يفيقوا منها قبل عشر سنوات، وقد لا يفيقون منها أبداً، والإدارة الأميركية ستستمر في التواصل معهم لكن في مستوى أقل بكثير مما كانت عليه".