البراك: لا بد من ثورة ثقافية كبرى
«تشكيل القطاع العام 90٪ من الاقتصاد خطأ»
قال رئيس مجلس إدارة شركة "إلى" سعد البراك إن "الحرية الاقتصادية هي أم الحريات" وبدونها لا يمكن للإنسان أن يكتمل لديه مفهوم الحرية، مشيرا إلى ما يسود الكويت من ثقافة سلبية تتمثل في الخروج عن المعروف او المألوف، موضحاً أن مثل هذه الثقافة لا تساعد في تحويل الكويت إلى مركز مالي و تجاري.جاء ذلك خلال الندوة التي أقامتها الجمعية الاقتصادية الكويتية أمس الأول، للحديث عن بيئة الاقتصاد الكويتي وإمكانيات الكويت في أن تصبح مركزا ماليا وتجاريا في المنطقة، حيث أوضح البراك ان الثقافة هي أهم ما يميز أي تنظيم بشري، كما أن القيم يجب أن تكون واضحة ليصل الأفراد والمجموعات إلى أهدافهم.
وأضاف البراك أنه "لا بد لنا من ثورة ثقافية كبرى، خاصة أن ثقافتنا كانت عظيمة جدا، مبنية على مجتمع مهاجرين لا موارد لديهم، ورغم ذلك تمكنوا من ربط الشرق بالغرب من خلال تجارتهم، وهذا يدل على أن ثقافة الانفتاح موجودة في الكويت منذ ولادتها"، مشيرا إلى ان "الكويتيين في الماضي لم يكتفوا باستثمار البحر مباشرة، بل طوروا عملية النقل بين شرق إفريقيا والهند، لتصبح الكويت الخط التجاري الأبرز حينئذ". نعمة ونقمةوبيَّن البراك ان "النفط في الكويت نعمة ونقمة في وقت واحد، اذ انه قبل اكتشاف النفط كان القطاع الخاص هو الأساسي، والمحرك الاقتصادي الأول للكويت، بينما نرى اليوم أن القطاع العام بات يشكل أكثر من 90 في المئة من الجانب الاقتصادي للبلاد، وهذا خطأ"، موضحا ان القطاع الخاص هو محور النهضة بأي اقتصاد والمحرك الأساسي للنمو.وأكد أن "الكويت اليوم تعاني تشويهاً ثقافياً يدفع بالجميع نحو رغبة الحصول على أي شيء بسرعة، مما يؤدي بدوره إلى تدوير قيمي في المجتمع"، لافتا إلى ان "التغير الثقافي بحاجة إلى وقت طويل، والبلد الذي يسيطر فيه القطاع العام على أكثر من 90 في المئة يعتبر نظامه شيوعيا".ولفت إلى ان المركز المالي لا يعني إنشاء ناطحات سحاب ونافورة ومطاعم، مستشهدا بسنغافورة كأفضل مثال في هذا المجال، وكيف تمكنت بعد استقلالها عن ماليزيا من تغيير ثقافتها نحو الأفضل، وها هو اقتصادها اليوم من أفضل الاقتصادات في العالم.