«الضربة في أي لحظة بعد موافقة الكونغرس»

Ad

•  الوزراء العرب يبحثون تقديم غطاء للهجوم  

•  إيران تهدد بهجمات انتقامية تتجاوز سورية  

عقب محادثات موسعة بين مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي وأعضاء في الكونغرس لمناقشة العمل العسكري في سورية، أعلن رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما أمس أنه قرر شن ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا تتضمن عمليات برية، مؤكداً أنه يملك السلطة لاتخاذ هذا القرار دون المرور على الكونغرس، لكنه قال إنه طلب منه تفويضه باستخدام القوة ضد الأسد.

ووصف أوباما، في كلمة ألقاها في حديقة البيت الأبيض، ما حدث في الغوطة بأنه "أسوأ مجزرة بالسلاح الكيماوي في القرن الـ 21 ارتكبها نظام الأسد"، واصفا الأسد بأنه "وحش".

وشدد على أن الولايات المتحدة "ستحاسب الأسد بدون تفويض من مجلس الأمن".

 وبخصوص توقيت الضربة العسكرية، أوضح أنها قد تكون غداً أو الأسبوع المقبل أو بعد شهر، مشيراً إلى أن نظام الأسد يهدد حلفاء واشنطن في المنطقة، معرباً عن احترامه "آراء من دعوا إلى الحذر في سورية، وأعتقد أنه يجب على أميركا أن تدرك تكاليف عدم القيام بأي تحرك هناك".

وفي ظل التحركات العسكرية الكثيفة التي شهدتها المنطقة أمس، وبعد المواقف الأميركية الأخيرة التي أظهرت حزماً في ضرورة معاقبة نظام الرئيس بشار الأسد على استخدامه السلاح الكيماوي، لم تعد التقارير عن اقتراب موعد الضربة العسكرية المتوقعة تصدر عن معارضي النظام السوري والدول الداعمة لهم فقط، بل صدرت هذه المرة على لسان مصدر أمني سوري رفيع، أكد لوكالة "فرانس برس" أمس أن بلاده تتوقع الضربة الغربية في أي لحظة.

وقال المصدر: "نتوقع  الضربة في كل وقت، وجاهزون للرد في أي وقت، سندافع عن شعبنا ووطننا بكل إمكاناتنا وبكل ما أوتينا من قدرة. هذه البلطجة لن تمر من دون رد".

وحلَّقت أمس طائرات عسكرية فوق قاعدة انجرليك الجوية التركية التابعة لحلف شمال الأطلسي خارج مدينة آضنة على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود التركية - السورية، كما أرسل سلاح البحرية الأميركية سفينة إنزال برمائية على متنها المئات من عناصر المارينز إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لتنضم إلى 5 مدمرات موجودة هناك، في وقت رُصِدت تحركات عسكرية برية قريبة من الحدود الأردنية - السورية.

وتوقعت مصادر إسرائيلية أمس أن تشن الولايات المتحدة أول هجوم ضد دمشق خلال الـ48 ساعة القادمة، في حين اتصل وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس هاتفياً بنظيره الإسرائيلي موشيه يعلون وأطلعه على آخر المستجدات، وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن الضربة ستنفذ خلال ساعات معدودة، وسيُستخدَم خلالها 100 صاروخ "توماهوك" لضرب 50 هدفاً داخل الأراضي السورية.

وفي دليل إضافي على خطورة الموقف، قرر وزراء الخارجية العرب، بعد مشاورات مكثفة، عقد اجتماعهم اليوم الأحد بدلاً من الثلاثاء المقبل لمناقشة تطورات الأوضاع في سورية، وتحسباً لضربة وشيكة لها بعيداً عن مجلس الأمن، وسط انقسام عربي حيال الموضوع.

ويبحث الوزراء الموقف العربي من الضربة المحتملة لسورية وتأييدها ومنح غطاء عربي لها، وهو الأمر الذي يدعمه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ودول أخرى بينها السعودية وقطر.

وقال المتحدث باسم "مجلس القيادة العسكرية العليا" لقوات المعارضة السورية قاسم سعد الدين، إن المجلس أرسل إلى مجموعات مختارة من المعارضة خطة عمل عسكرية لاستخدامها إذا وقعت ضربات عسكرية، مشيراً إلى أنها تشمل استعدادات لمهاجمة بعض الأهداف.

وتوقع سعد الدين أن تستهدف الضربات مواقع عسكرية مثل مقر القيادة العسكرية والمطارات العسكرية ومناطق تخزين أسلحة معينة أو منصات إطلاق أو منشآت للصواريخ الكبيرة مثل سكود، بالإضافة إلى مواقع تابعة لقوات النخبة التي يُنظَر إليها أنها الأكثر ولاءً للأسد مثل الفرقة المدرعة الرابعة والحرس الجمهوري.

وهدد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي إسرائيل بشن "هجمات انتقامية" عليها، في حال حدوث عدوان على سورية، مؤكداً أن "دول المنطقة التي تدعم هذه الحرب الظالمة ستتكبد خسائر فادحة".

بدوره، حذر قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري من أن الضربة العسكرية الأميركية ستؤدي إلى ردود فعل "تتجاوز" الأراضي السورية، وقال في هذا الإطار: "الأميركيون واهمون إذا اعتقدوا أن التدخل العسكري سيكون محصوراً داخل الحدود السورية، لأنه سيتسبب في ردود فعل تتجاوز هذا البلد".