رمضان 2013... تألق الشباب وسقوط الكبار وفشل الكوميديا

نشر في 12-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 12-08-2013 | 00:01
No Image Caption
تصنّف الناقدة ماجدة خير الله مسلسلات «بدون ذكر أسماء» و{ذات» و{موجة حارة»، كأفضل الأعمال هذا الموسم، وتلاحظ أن النجم فيها  هو النص الدرامي الجيد الذي ساعد المخرجين والممثلين على تقديم أفضل ما لديهم.

كذلك تصنّف روبي ورانيا يوسف وأحمد الفيشاوي وباسم سمرة وإياد نصار، أفضل ممثلين هذا العام، «إذ أدى كل منهم أفضل أدواره على الإطلاق، خصوصاً إياد نصار الذي تفوّق في «بدون ذكر أسماء» على دوره الجيد في مسلسل «الجماعة»، وأعيد اكتشاف روبي،  وسمح النص الجيد  لباسم سمرة بالتألق في «ذات» على رغم اهتزازه في «آسيا» و{الوالدة باشا»، ما يؤكد أن النص الجيد هو البطل في هذا الموسم».

تضيف أن أهم مفاجأت رمضان كانت العودة القوية والجيدة لمعالي زايد وفريدة سيف النصر، والظهور الرائع والجيد لسيد رجب الذي أجاد في أدواره خصوصاً «موجة حارة» ولا بد من أن يجد مكانة له بين نجوم الصف الأول قريباً.

موسم شبابي

أفضل الأعمال هذا الموسم، برأي الناقد طارق الشناوي، هي «ذات» و{موجة حارة» و{فرعون» و{نيران صديقة»، وأفضل ممثل وممثلة: خالد صالح، إياد نصار، باسم سمرة، رانيا يوسف، جومانا مراد التي غيرت  جلدها في عمل مختلف عما قدمت من قبل.

يرى الشناوي أن «من إيجابيات هذا الموسم ظهور جيل جديد من المخرجين والمؤلفين، قدموا دراما مختلفة وصورة وإيقاعاً كنا بحاجة إليه بدلا من الملل الذي عشناه في الأعوام السابقة، وبات المؤلفون والمخرجون الكبار في منافسة وتحد أمام هذا الجيل الواعد والمثقف».

على رغم قلة الأعمال تلاحظ الناقدة ماجدة موريس أن رمضان هذا العام كان متميزاً وأفضل من الأعوام السابقة، نظراً إلى المستوى الفني الرفيع في بعض الأعمال وتألق نجوم على رأسهم: نيللي كريم، رانيا يوسف، إياد نصار، خالد صالح وأمير كرارة.

 تضيف: «مفاجأة رمضان هذا الموسم تألق سيد رجب في أكثر من عمل، كذلك انتصار ومعالي زايد وعايدة عبد العزيز التي كانت في أفضل حالاتها  رغم صغر حجم الدور، وإعادة اكتشاف هنا شيحة وكأني أراها للمرة الأولى في أحد أهم أدوارها».

 أفضل الأعمال من وجهة نظرها هي: «ذات»، «فرعون»، «بدون ذكر أسماء»، «موجة حارة»، «تحت الأرض»، مشيرة إلى أن «رمضان  هذا العام كان شبابياً أكثر من الأعوام السابقة، نظراً إلى تألق الفنانين الشباب، وتفوقهم على جيل الكبار، كذلك ظهر جيل جديد من المخرجين والمؤلفين قدموا لنا صورة وإيقاعاً مختلفين ودراما جديدة ومتكاملة».

«ذات» و{بدون ذكر أسماء» و{الداعية» الأفضل في هذا الموسم برأي الناقد نادر عدلي، ونيللي كريم وروبي ومحمد فراج وباسم سمرة، الأفضل تمثيلا، مشيراً إلى أن أهم سمات هذا الموسم التفوق الملحوظ للشباب على النجوم الكبار، لأنهم أبدعوا فيما  فقد الكبار بريقهم، وكرروا أنفسهم، وكانوا الأبعد عن الشارع العربي وقضاياه، وقدموا أعمالا نمطية لا تناسب الواقع المتغير الذي نعيشه.

الأسـوأ

 

«مزاج الخير» هو الأسوأ على الإطلاق، في نظر ماجدة خير الله، بسبب إصرار مصطفى شعبان على تقديم عمل تجاري بحت، مليء بكل ما هو منحلّ ومسفّ من إيحاءات وألفاظ جنسية وضرب البطلات على المؤخرة من دون مبرر، معتقداً أن هذا ما يريده الجمهور، تقول: «لو تم استبدال مشاهد من «مزاج الخير» مع «العار» أو «الزوجة الرابعة» لما شعرنا بأي اختلاف، لأن أداءه واحد على رغم اختلاف الشخصية، وكل هذا في نص درامي قديم ومستهلك».

تضيف: « كانت عودة محمود حميدة سيئة للغاية رغم أنه من الفنانين الذين يحسنون الاختيار، لكنه لم يحسن اختيار عمل يعود به بعد غياب أكثر من 20 سنة، وبعد تصريحه بأن عمل الفنان في التلفزيون ينتقص منه وأن مكانه في السينما فقط، لكن الزمن جعله يتنازل عما يعتقد ويقرر خوض الدراما، إلا أنه عاد بعمل سيئ، ولا شك في أن البقاء من دون عمل كان أفضل».     

الناقد طارق الشناوي يرى أن الأسوأ هو «مزاج الخير» الذي قدمه مصطفى شعبان مخاطباً جمهور أفلام «عبده موته» و{شارع الهرم»، بعدما قرر البحث عنه في الدراما وتقديم كل ما ينال إعجابهم من عري وألفاظ جنسية وإيحاءات.

 أيضاً «ربيع الغضب» و{أهل الهوى» من الأعمال السيئة»، برأيه، رغم أن محفوظ عبد الرحمن قدم نصاً شديد التميز، لكن المخرج عمر عبد العزيز أخطأ في اختيار صديقه فاروق الفيشاوي في شخصية تبدأ أحداثها في عمر 24 سنة وتنتهي في عمر 30 سنة. يتساءل: هل من المنطق أن يؤدي الفيشاوي وإيمان البحر درويش دوري شابين؟

«الزوجة الثانية» من الأعمال السيئة هذا العام، حسب الشناوي «رغم أن خيري بشارة أحد المخرجين المتميزين لكن إعادة تقديم عمل مثل «الزوجة الثانية» يعتبر انتحاراً فنياً، لأن ثمة أعمالا فنية خالدة في ذاكرة الجمهور بكل تفاصيلها، ولن يقبل برؤية نسخة أخرى منها مهما كانت جيدة مثل: «الزوجة الثانية» و{شباب امرأة» و{دعاء الكروان».

مزاج الخير أيضاً وأيضاً

تؤكد الناقدة ماجدة موريس أن «مزاج الخير» المسلسل الأسوأ هذا الموسم وربما لمواسم مقبلة، إلا إذا قرر مصطفى شعبان تقديم ماهو أسوأ... أقول: «للموسم الثاني على التوالي يحافظ مصطفى شعبان على مكانه كأسوأ عمل، بإصراره على الخلطة التجارية الهابطة التي يقدمها للجمهور».

كذلك تلاحظ موريس أن أداء مي عز الدين في «الشك» سيئ بسبب انفعالات مبالغ فيها وتعابير وجه بلاستيكية، في مسلسل سيئ بدوره ومزدحم بقصص فرعية مفتعلة ومفككة وأداء سيئ للممثلين... وأيضاً «الزوجة الثانية»، «ميراث الريح»، «العقرب» من الأعمال السيئة هذا الموسم.

«الزوجة الثانية» و{مزاج الخير» صاحب الخلطة التجارية والإسفاف الأسوأ، في نظر نادر عدلي، كذلك «حكاية حياة» الذي يعتمد على الفضيحة في الحوار والمشاهد والألفاظ والعلاقات الشخصية الغربية.

يضيف عدلي: «يبدو أن صناع هذا العمل لديهم عقدة من الأعمال التركية فقرروا التفوق عليها بديكور مبالغ فيه وألفاظ ومشاهد وإيحاءات جنسية من دون مبرر، ولهذا ظهر عمل سيئ خالٍ من أي فن».

دفتر الحضور

يصف طارق الشناوي حضور بعض نجوم رمضان هذا العام بأنه للتوقيع على دفتر الحضور فقط من دون ترك أي بصمة أو تحقيق نجاح يذكر ولم يشعر المشاهد بهم مثل: صلاح السعدني، «في القاصرات» وهو عمل ضعيف فنياً رغم جودة الفكرة، جمال سليمان في «نقطة ضعف»، وخالد الصاوي في «على كف عفريت»، ليلى علوي وإلهام شاهين ويسرا لم يشعر أحد بوجودهن وكأنهن لم يحضرن من الأساس.

من جهتها توضح موريس أن على النجوم الكبار مراجعة أنفسهم والابتعاد عن الدراما لفترة نتيجة تدني مستوى ما قدموه، وحفاظاً على تاريخهم وجمهورهم الذي بدأ يمل وجودهم المستمر مع عدم التجديد والإخفاق المتكرر، في هذا الإطار تنصح نور الشريف ويسرا وليلى علوي وإلهام شاهين بالابتعاد مثلما فعل يحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز.

فشل فريق العمل

تلاحظ موريس أن من المفارقات في هذا الموسم فشل مجموعة العمل، «مع كل نجاح عمل درامي يقرر فريق العمل استغلال هذا النجاح وتقديم عمل آخر، ولذا لم ينجح كل من قرر ذلك، عندما نتابع «نكدب لو قلنا ما بنحبش» نشعر كأننا نتابع «شربات لوز» الذي قدمته يسرا السنة الماضية وحقق نجاحاً متوسطاً، فقررت الاستعانة بنفس فريق العمل وبقصة مشابهة وكانت النتيجة فشل ذريع».

تضيف: «دفع نجاح فريق عمل مسلسل «رقم مجهول» السنة الماضية يوسف الشريف إلى تكرار التجربة معه في «اسم مؤقت» هذا العام، إلا أن أحداً لم يشعر به، كذلك غادة عبد الرازق قدمت هذا العام «حكاية حياة» مع نفس فريق عمل «مع سبق الإصرار»، والنتيجة عمل بلا قيمة أو قضية، لإصراره على محاكاة الدراما التركية في الموضوعات والعلاقات الإنسانية وحتى الديكور، فجاء المسلسل ضعيفا فنياً وخالياً من أي مشاعر».

غياب كامل للكوميديا

فشل كبير للكوميديا من الظواهر اللافتة، برأي، ماجدة موريس بداية من «الكبير أوي» نتيجة لإصرار أحمد مكي على تقديم نفس ما قدمه في السنوات السابقة، من شخصيات وإفيهات تنقّل فيها بين السينما والدراما، حتى مل الجمهور منها، تقول: «أيضاً لدى سامح حسين إصرار على عدم الاعتراف بفشله في أدوار البطولة كذلك أحمد عيد، والنجاح الوحيد عثورهما على منتج ينتج أعمالهما رغم فشلهما المتكرر».

تضيف: «لم يبق إلا عادل إمام، صاحب النجومية التي لا تنطفئ والحضور القوي، كأنه يتحدى الزمن ويهزمه كل عام. كالعادة مشكلة عادل هي النص الدرامي وإصراره الغريب على يوسف معاطي، رغم إفلاسه الفني، أو يبدو أن عادل يريد نصاً ضعيفاً ليتحرك بحرية من دون التقيّد بخط درامي محدد».

في السياق نفسه ترى خير الله أن «الرجل العنابي» خيب التوقعات بمتابعة  عمل كوميدي متميز للثلاثي أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو، بعد النجاح الذي حققوه في السينما، إذ قدموا عملا مفككاً لا قصة فيه ولا دراما بل مجموعة من الإفيهات والألفاظ من دون وجود عمل فني.

بدوره يشير عدلي إلى «أن الأعمال الكوميدية دون المستوى، «الرجل العنابي» أبطاله موهوبون إنما لا يملكون حرفية لكتابة عمل درامي كونها أصعب من الكتابة للسينما، وكان عليهم اللجوء إلى ورشة  كتابة أو إلى سيناريست محترف. بالنسبة إلى سامح حسين وأحمد عيد وسمير غانم، فكانت أعمالهم دون المستوى، لم يكن ثمة أمر جيد سوى عادل إمام الذي يؤكد كل عام أنه الأذكى والأقدر على تحدي الزمن».

back to top