صدرت الأعداد الأخيرة من جريدة {القاهرة} المصرية، وقد غابت عن صفحاتها أخبار تتعلق بوزير الثقافة د. علاء عبد العزيز.

Ad

يتزامن تجاهل جريدة {القاهرة} لوزير الثقافة د. علاء عبد العزيز مع احتجاجات غاضبة من المثقفين المصريين ومطالبات بعزله، وبدت المطبوعة التي تصدرها الوزارة مؤيدة لاعتصام عشرات الأدباء والمبدعين في مقر الوزارة، ورفض ما سماه البعض بالإجراءات الاستفزازية، و{أخونة الثقافة}.

وبدت المعركة الصامتة محملة بالغضب المكتوم لمجلس تحرير {القاهرة}، ومعبرة عن توجهات رئيس التحرير صلاح عيسى ورفضه لسياسات وزير الثقافة الحالي، وإصرار الأخير على مجابهة رموز المثقفين، والإطاحة بالقيادات في كثير من المواقع، بدعوى التطهير والتخلص من فلول نظام الرئيس السابق حسني مبارك، والتلويح بوجود مستندات دالة على الفساد تطاول بعض موظفي الوزارة.

عمدت {القاهرة} على تجاهل نشاطات د. عبد العزيز، ومتابعة تصريحاته ضد مناهضيه، واستدعت على أحد صفحاتها مقالا للناقد الراحل علي الراعي، ويروي خلاله قصة تأسيس وزارة الثقافة في مصر قبل 55 عاماً، وقيام فتحي رضوان أول وزير للثقافة بشرح سياسته أمام {مجلس الأمة} في سابقة لم يعهدها البرلمان المصري قبل ثورة يوليو 1952.

وأوضح الراعي أنه خلال خمس سنوات من الثورة، تأسست منارات ثقافية ضمت البرنامج الثاني في الإذاعة، وفرقة للرقص الشعبي، وبدأت نهضة مسرحية واعدة قدمت روائع المسرح العالمي، وعادت الحياة إلى أوركسترا الإذاعة، وأنشأ المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.

وفي أحد أعداد {القاهرة} إشارة في الصفحة الأولى لهاني شنودة يكتب عن وزارة الثقافة، ويتضح أن مقال الفنان المصري رفع قبل الطبع، ما يوضح صراع الكواليس بين مجلسي التحرير وإدارة المطبوعة الثقافية، والتدخل بالمنع والحذف لبعض المقالات التي توجه انتقادات مباشرة إلى وزير الثقافة الحالي.

وفي فضاء محايد استعاد {اتحاد الكتاب المصريين} بياته الفصلي، وصمته عن المعركة الدائرة، ما دفع بعض الأدباء إلى الاستقالة، ومن بينهم الشاعر السماح عبدالله، مؤكداً أن الاتحاد لن يفيق من غيبوبته من دون تفعيل دوره في الشأن الثقافي، وتآزر القوى التنويرية في مواجهة تجريف الثقافة المصرية.

وتعد مشاركة جريدة {القاهرة} في الصراع الدائر وتجاهلها لأخبار الوزير الحالي نوعاً من الاحتجاج الصامت، وانعكاساً لحالة الغليان في كواليس المطبوعة التي أطلقها منذ سنوات الوزير الأسبق فاروق حسني صاحب العبارة الشهيرة {تدجين المثقفين}، وشهدت فترة ولايته كثيراً من الأحداث الدامية، أبرزها حريق قصر ثقافة بني سويف، والذي راح ضحيته 55 شاباً ومبدعاً مسرحياً.