القتل يتواصل أول أيام 2013... والنظام مستعد للتجاوب مع «أي مبادرة إقليمية أو دولية»

Ad

لم يكن اليوم الأول في عام 2013 مختلفاً عن باقي أيام السنتين الماضيتين في سورية، إذ تواصل القتل في جميع أنحاء البلاد، في حين لم تظهر في الأفق أي مؤشرات إلى اقتراب نهاية الحرب التي تعيشها البلاد، رغم الضغوط العسكرية المتزايدة للمعارضة والضغوط السياسية الإقليمية والدولية على نظام الرئيس بشار الأسد.    

أغلقت السلطات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أمس مطار حلب الدولي بسبب استهدافه المستمر من مقاتلي المعارضة، في حين تواصل القتل في اليوم الأول من السنة الجديدة.

وأعلنت سلطات مطار حلب إغلاقه "بداعي اجراء أعمال صيانة لبعض المرافق والمدرج"، إلّا أن مصدراً ملاحياً رفض الكشف عن هويته كشف لوكالة "فرانس برس" أن "الإغلاق جاء كإجراء مؤقت نتيجة محاولات مسلحي المعارضة المستمرة لاستهداف الطائرات المدنية، ما قد يتسبب في كارثة انسانية".

وقال المصدر: "لم يتم تحديد مدة واضحة للإغلاق، لكن من المؤكد أنه سيغلق فترة قصيرة جداً لحين السيطرة على المناطق المحيطة به التي ينتشر فيها مسلحو المعارضة ولضمان أمن وسلامة الطائرات".

وتواصلت أمس لليوم الخامس الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من "جبهة النصرة" وكتائب اخرى في محيط معسكر وادي الضيف، شرق معرة النعمان ( شمال غرب) وداخل مركز الحامدية جنوب معرة النعمان، المدينة الاستراتيجية على طريق دمشق ـــ حلب، بحسب ما ذكر المرصد.

دمشق وريفها

وفي منطقة دمشق، تعرضت مدينتا داريا ومعضمية الشام جنوب غرب العاصمة وغيرها من مناطق ريف دمشق في أول أيام سنة 2013، لغارات من طيران حربي وقصف تزامنت مع استمرار الاشتباكات في المنطقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري وناشطون.

وبينما أشار المرصد الى استمرار "محاولة القوات النظامية منذ اشهر فرض سيطرتها على كامل المنطقة" التي تشكل مدخلاً الى العاصمة بالنسبة لمقاتلي المعارضة المتجمعين فيها، ذكرت "الهيئة العامة للثورة" في بريد إلكتروني أن "دبابتين وعربتي بي إم بي دخلتا المنطقة من المتحلق الجنوبي باتجاه داريا لمعاودة محاولات الاقتحام". واستقدمت قوات النظام خلال الايام الماضية تعزيزات عسكرية كبيرة الى داريا التي تمكنت من دخول اجزاء منها قبل اسبوع تقريبا.

وأفاد المرصد السوري وناشطون عن قصف الأحياء الجنوبية لدمشق القريبة من داريا، بما فيها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين حيث قتل رجل في قذيفة. وأفادت قناة "العالم" الإيرانية الموالية للنظام السوري عن انفجار سيارة مفخخة وسط مخيم اليرموك، موردة أنباء عن سقوط ضحايا.

بصر الحرير

وفي محافظة درعا (جنوب)، قال المرصد إن "اشتباكات عنيفة تدور في اطراف بلدة بصر الحرير بين مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية التي تحاول استعادة السيطرة على البلدة عبر اقتحامها من الجهتين الشرقية والغربية للبلدة".

وكان مقاتلو المعارضة استولوا على بصر الحرير قبل أيام. وتعرضت البلدة أمس لغارات جوية وقصف مدفعي، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى تفجير عبوة بحافلة صغيرة عند مدخل البلدة تسبب في مقتل وجرح تسعة عناصر من قوات النظام.

اقتراح الإبراهيمي

سياسياً، أعلنت دمشق أمس انها مستعدة للتجاوب مع "أي مبادرة إقليمية أو دولية" لحل الازمة بالحوار، وذلك غداة اعلان الموفد الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي وجود مقترح للحل قد يحظى بموافقة المجتمع الدولي.  وأعلن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في خطاب ألقاه في مجلس الشعب السوري أن الحكومة تعمل "على دعم مشروع المصالحة الوطنية وتتجاوب مع أي مبادرة إقليمية أو دولية من شأنها حلّ الأزمة الراهنة بالحوار والطرق السلمية ومنع التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، واعتبار ما يجري في سورية شأناً سورياً يحله السوريون بأنفسهم دون ضغوط أو إملاءات خارجية".

وأكد الحلقي أن بلاده تمضي نحو "اللحظة التاريخية التي تعلن انتصارها على اعدائها لترسم معالم سورية المنشودة، ولتعيد بناء نظام عالمي جديد يعزز مفهوم السيادة الوطنية ويعزز مفهوم القانون الدولي".

وكان الإبراهيمي اعلن من القاهرة يوم الأحد الماضي بعد محادثات أجراها في موسكو وقبلها في دمشق، أن لديه "مقترحاً للحل (...) يمكن أن يتبناه المجتمع الدولي"، موضحا أن هذا المقترح يستند الى إعلان جنيف الصادر في يونيو 2012.

ويتضمن الاقتراح، بحسب قوله، "وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي الى انتخابات إما رئاسية أو برلمانية"، مرجحاً أن "تكون برلمانية لأن السوريين سيرفضون النظام الرئاسي". وينص اتفاق جنيف الذي توصلت اليه "مجموعة العمل حول سورية" (الدول الخمس الكبرى وتركيا والجامعة العربية) برعاية الموفد الدولي السابق كوفي أنان على تشكيل حكومة انتقالية وبدء حوار من دون أن يأتي على ذكر تنحي الأسد.

(دمشق ــــــ أ ف ب، يو بي آي)