بعد أيام من بدء استهداف «إعلان بعبد» من قبل فرقاء «8 آذار»، أصدرت رئاسة الجمهورية بياناً أوضحت فيه بعض التفاصيل المتعلقة بوثيقة «إعلان بعبدا»، مؤكدةً أن «الإعلان لم يتضمّن أي نص متعلق بالمقاومة وسلاحها، ولم يتطرق إلى كيفيّة الاستفادة من المقاومة وسلاحها».

Ad

وجاء في البيان الذي تلاه منسق اللجنة التحضيرية للحوار العميد بسام يحيى «منعاً لأي غموض حول هذه الوثيقة التاريخية نضع بتصرف الشعب اللبناني بعضاً من محاضر هذه الجلسة، أولاً صدر إعلان بعبدا في ختام جلسة الحوار الوطني، وشارك معظم أعضاء هيئة الحوار في مناقشة النص سعياً لإزالة أي اعتراضات، وتصويباً لصياغات التعابير».

وأشار إلى أن «الرئيس سليمان أعرب عن استحسانه رفع البيان الى كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة، وقد طلب بعض اعضاء هيئة الحوار تأجيل النقاش الى وقت لاحق».

ولفت إلى أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن التوافق على بعض الصفحات كما جاء في الأصل، والتعديلات التي تمت إضافتها إلى صفحات أخرى، وهو تلا بصوته التعديلات المتفق عليها».

وتابع: «تم التأكيد على إعلان بعبدا في 3 جلسات للحوار متتالية، وقد تمّ الاتفاق على الالتزام بشكل فعلي بإعلان بعبدا ودعم الجيش وتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية»، مؤكداً أن «إعلان بعبدا لم يتضمن أي نص متعلق بالمقاومة وسلاحها، ولم يتطرق إلى كيفيّة الاستفادة من المقاومة وسلاحها، بل أتى في التصوّر الذي اقترحه الرئيس للاستراتيجيّة الدفاعيّة الذي اعتبرته هيئة الحوار منطلقاً للحوار في موضوع الاستراتيجيّة، بالإضافة إلى اعتماده اممياً وعربياً يشكل إعلان بعبدا وثيقة هامة وإطاراً سياسياً جامعاً ومنطلقاً للنقاش في الاستراتيجيّة الدفاعيّة».  

وذكرت مصادر مطلعة مقربة من «8 آذار» أن «ثمّة أسبابا عاجلة دفعت رئاسة الجمهورية إلى إصدار بيانها أمس وفي مقدّمها الردّ المباشر على الكلام الذي أدلى به رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في مقابلة تلفزيونية مساء الثلثاء الفائت والذي شكك فيه صراحة في هذا الإعلان بمنطلقاته وأهدافه، واعتبره أمرا عابرا وهو ما بدا وكأنه مقدمة لهجمة يعتزم فرقاء في «قوى 8 آذار» القيام بها على هذا الإعلان، لكي يبدو وكأن مفعوله قد انتهى وأن عمليّة الدفاع عنه ووضعه في مصاف الوثائق الوطنيّة الكبرى لم تعد ذا فائدة من الآن فصاعدا، وأنه يتعين التعامل مع هذا الإعلان كأنه أمر غير موجود».

وفي السياق، لفت البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى أن «إعلان بعبدا معروف وهو طرح أمام كل الفرقاء، وإعلانه اليوم جاء ليؤكد أنه تم الاتفاق عليه بين كل الفرقاء».

إلى ذلك، عاد الملف الحكومي إلى الواجهة من جديد بعد تراجع الحديث عن الضربة على سورية وتأثيرها على الوضع في لبنان. وشدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على أن «تأليف الحكومة ضروري فنحن على أبواب المدارس وأمام تحديات معيشية وأمنية، ولا يهم إن كان الحوار قبل أو بعد الحكومة. 

وأكد ميقاتي خلال مؤتمر صحافي من دارته في طرابلس أمس أن «الحوار ضروري»، مشيرا إلى أنه سيعلن ملفاً كاملاً لمبادرته تحت عنوان «الحوار من اجل لبنان» التي تتواكب مع مبادرة رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان ومجلس النواب نبيه بري، لافتاً إلى أن «إعلان بعبدا أقر بالتوافق».

 

السعودية تحذر

 

الى ذلك، أفادت كالة الانباء الرسمية السعودية أن وزارة الخارجية السعودية «طلبت من المواطنين عدم السفر إلى لبنان نظراً للأوضاع الأمنية التي تمر بها المنطقة». ودعت الوزارة المقيمين أو الذين يقومون بزيارة، إلى الاتصال بسفارة المملكة من أجل تقديم «المساعدة والرعاية اللازمة».

السيد يعزي جنبلاط: هل تذكرت آلاف الأمهات اللواتي أبكيتهن؟

وجّه مدير الأمن العام اللبناني السابق اللواء جميل السيد برقية تعزية غير مألوفة بمضمونها وتعابيرها الى عضو جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط بوفاة والدته السيدة الفاضلة مي شكيب ارسلان.

وقال السيد: «في حضرة الموت تسقط الخلافات والأحقاد وتكون اللحظة للمصارحة وليس للمجاملة وتبقى العبرة الوحيدة منه وهي اننا جميعاً سائرون على هذا الدرب، كبيرنا وصغيرنا، غنيّنا وفقيرنا، كلنا تحت الموت حتى ولو كان البعض من امثالك في الحياة والوطن يظنون أنهم أنصاف آلهة فوق البشر وفوق القانون والحساب».

وتابع: «وأرجو في هذه المناسبة الحزينة وفي الدمعة الصادقة التي لاحظها اللبنانيون في عينيك حزناّ على المرحومة والدتك ان تكون قد تذكرت ولو للحظة آلاف الامهات والارامل والايتام الذين أبكيتهم قتلاً في حروبك او أذىً في كلامك ومواقفك، وأسأل الله ان يتغمد الفقيدة الغالية بواسع رحمته وأن يغفر لها كل ذنب مقصود وغير مقصود، وليس ذنبها أنها أنجبتك على النحو الذي أنت فيه، والوقت لم يفت بعد على جنبلاط للاعتذار وتغيير ما فيه».