أول العمود:

Ad

لم أقتنع بقرار شيخ الأزهر الاعتكاف حتى انتهاء أعمال العنف في مصر... لماذا لا يساهم في إنهائها؟

***

شاءت الأحداث السياسية أن تقام الحملات الانتخابية للبرلمان الرابع عشر من تاريخ المجالس النيابية في شهر رمضان، وفي فترة القيظ اللاهب، وهو يأتي بعد ترتيب مشؤوم في الثقافة الغربية... الرقم 13.

وكعادة التنافس السياسي بين المرشحين هناك قصص وأحاديث وأكاذيب واتهامات ومخالفات للقوانين، ووعود فارغة يقوم بها بعض المرشحين أملاً في الفوز. يحدث كل هذا في أي حملة انتخابية، لكن الفارق اليوم أن من يقومون بكل تلك الموبقات هم أناس صائمون يفطرون على رزق الله تعالى ويقيمون الصلاة!

"رمضان يجمعنا"، شعار إعلاني لإحدى المحطات الفضائية، لكن لسان حال بعض المتنافسين على مقاعد قاعة "عبدالله السالم" أو شعارهم هو "رمضان يفضحنا"، ويشارك المرشحين في موبقاتهم مفاتيحهم الانتخابية، حيث يروجون للفاسد والمرتشي والساقط أخلاقياً... لكن في رمضان هذه المرة! فيا لها من مفارقة.

كنت ولا أزال على قناعتي بأن الخطاب الديني أقل تأثيراً في سلوك الناس وقت الشهوات، والترشح للبرلمان بمنزلة شهوة، وأن الخلق والاستقامة لا يصنعهما ذلك الخطاب وحده، ولا أزال أيضاً على قناعة بضرر مشاركة شيوخ الدين والدعاة في الحملات الانتخابية من خلال الحضور في المقار الانتخابية تأييداً لمرشح ما، لأن السياسة قذرة كما يقول ممتهنوها، وفيها ميل لفصيل ضد الآخر، وتتطلب تحزباً... وهو سلوك لا يليق بمن يزجي النصائح والإرشاد لعامة الناس.

تناقضات مضحكة تجري أمامنا في شهر النقاء والتقوى، وتزامنها مع أيام الانتخابات التي لا تحلو إلا بالتجريح السياسي وقذف المرشحين والمرشحات وحكايات بيع الضمائر، طمعاً في العضوية التي فقدت الكثير من هيبتها وأهميتها بسبب المال السياسي والقبلية والطائفية التي أنتجت بعض الأعضاء، الذين لم يعوا لماذا هم في مجلس الأمة.

ورمضان يكشفنا!