تجددت الاشتباكات الواسعة أمس لليوم الرابع على التوالي في القاهرة وعدة محافظات مصرية، مع اتساع نطاق المصادمات بين متظاهرين وقوات الأمن، على خلفية الغضب الجماهيري المتزايد، في الذكرى الثانية للثورة، بسبب ما اعتبروه مماطلة من الرئيس محمد مرسي وجماعة "الإخوان المسلمين" في تحقيق مطالب الثورة، التي أطاحت النظام السابق، والمتمثلة في "عيش حرية كرامة إنسانية وعدالة اجتماعية".

Ad

وأكدت مصادر لـ"الجريدة" رفع درجة الطوارئ داخل القصر الرئاسي، إلى الحالة "ج"، بعد تكثيف قوات الحرس الجمهوري من تواجدها وتوفير عدد من سيارات الإسعاف التابعة للحرس، واتخذت عدد من الدبابات وضع الهجوم خلف بوابات القصر.

وعلمت "الجريدة" أن الرئيس مرسي انتقل إلى أحد مقار البعيد عن قصر الاتحادية، لمتابعة الأحداث، تحسباً لأي أعمال عنف أو محاولات اقتحام للقصر المحاط بعشرات المعتصمين الغاضبين.

وبينما اكتفى رئيس الحكومة هشام قنديل بتفقد محيط ميدان التحرير، طالب أعضاء في مجلس الشورى، خلال جلسته أمس، بإصدار قانون لمكافحة الشغب والبلطجة ومنح القوات المسلحة سلطة الضبطية القضائية في بورسعيد والسويس، لفرض الأمن في المحافظتين.

وتواصلت على نحو متقطع المناوشات بين شباب الجماعات الثورية وقوات الأمن، في ميدان التحرير، وشهد جسر "قصر النيل" اشتباكات عنيفة، أطلقت خلالها الشرطة القنابل المسيلة للدموع، وطلقات الخرطوش، ورد المتظاهرون بإشعال إطارات السيارات.

وفي مدينة "الزقازيق"، شمال شرقي القاهرة، تجددت اشتباكات بين أنصار الرئيس ومعارضيه، في وقت مبكر أمس، بعد ساعات من هجومهم على مبنى محافظة الشرقية، إلا أن قوات الأمن تصدت لهم بقنابل الغاز، وفي السويس عاد الهدوء الحذر إلى الشوارع بعد أحداث عنف استمرت عدة ساعات، أعقبت تشييع جثامين 9  قتلى مساء أمس الأول.

جنازة مهيبة

وفي مشهد مهيب، شارك مئات الآلاف من أهالي بورسعيد في تشييع جثامين 31 قتيلاً، مطالبين بإسقاط النظام. وشهدت الجنازة أحداثا مؤسفة، بعد اشتباك أهالي بورسعيد مع قوات الأمن، ما دفع الأخيرة إلى إطلاق الرصاص في الهواء وقنابل الغاز ما جدد الاشتباكات من جديد.

وتسببت الواقعة في حالة من الغضب بين مشيعي الجنازة، خصوصاً مع سقوط ثلاثة قتلى  جدد على خلفية الاشتباكات، بينما أعلنت وزارة الصحة المصرية عن 500 مصاب بينهم أربعة بطلقات نارية وخرطوش في المدينة، التي تحتج على حكم بإعدام 21 من أبنائها اتهموا في قضية مذبحة ستاد بورسعيد.

تحركات غربية

وبينما أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن قلق الاتحاد البالغ إزاء المصادمات في مدينة بورسعيد، أعلنت سفارتا بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية في القاهرة تعليق أعمالهما أمس، بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة.

وتزامناً مع الأحداث، وصل إلى القاهرة أمس وفد عسكري أميركي برئاسة قائد القوات الأميركية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة جوزيف فوتيل، ومدير إدارة مكافحة الإرهاب في "البنتاغون "في زيارة تستغرق عدة ساعات. ونفى مصدر عسكري مسؤول لـ"الجريدة" ارتباط الزيارة بالموقف السياسي الحالي والأوضاع التي تمر بها مصر.

إلاّ أن السياسي المقرب من الإدارة الأميركية سعد الدين إبراهيم رأى في زيارة الوفد العسكري الأميركي محاولة لإنقاذ "الإخوان المسلمين" ومؤازرة للجماعة الحاكمة أمام تصاعد الأحداث، التي تنذر بقرب الإطاحة بنظام مرسي وجماعته. وقال لـ"الجريدة": "الإخوان وصلوا إلى سُدة الحكم بمساعدة أميركية، ومن البديهي الاستعانة بهم لإنقاذ حلفائهم".

غضب يتجدَّد

في هذه الأثناء، تنظم القوى الثورية والحزبية مسيرات حاشدة اليوم في ذكرى "جمعة الغضب"

28 يناير 2011. ودعت جبهة "الإنقاذ الوطني" إلى المشاركة في المسيرات من أجل تأكيد استمرار ثورته والمطالبة بتحقيق أهدافها، فيما كشف بيان للقوى المشاركة في التظاهرات، عن تحرك المسيرات التي تبدأ بأداء صلاة الغائب على جسر "قصر النيل" المؤدي إلى ميدان التحرير، إحياء لأرواح الشهداء، منذ ٢٥ يناير ٢٠١١، على أن يحتشد المتظاهرون أمام مسجد السيدة زينب بقلب القاهرة للتوجه في مسيرة حاشدة صوب مجلس الشورى، غير البعيد عن الميدان.