سورية: ضغوط على المعارضة للمشاركة في «جنيف 2»

نشر في 22-10-2013 | 00:05
آخر تحديث 22-10-2013 | 00:05
No Image Caption
طائرات النظام تغير على «حاجز تاميكو» في ريف دمشق... والمعضمية تستغيث
تصاعدت الضغوط على المعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، في حين تمر المعارضة بشقيها السياسي والعسكري بمنعطف خطير بسبب الانقسامات الداخلية في صفوفها السياسية والانشقاقات العسكرية داخل المجموعات المسلحة التي وصلت الى حد الصدام الميداني، مما يجعل أي عملية تفاوض في هذا الوقت غير متوازنة. 

تتكثف الاتصالات الدبلوماسية بين الدول العربية والغربية الاعضاء في «مجموعة اصدقاء سورية» في لندن وباريس، سعيا لاعداد أرضية متينة لمؤتمر «جنيف-2» حول سورية لتصعيد الضغوط على المعارضة السورية المترددة حول حضور المؤتمر.

والتقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس في باريس ممثلين عن جامعة الدول العربية لمناقشة عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وللتمهيد لاجتماع «مجموعة أصدقاء سورية» المقرر عقده اليوم في لندن، والذي ستشارك فيه المعارضة السورية.

وتحدث عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سمير نشار عن «ضغط دولي» كبير على المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات الائتلاف، لتغيير موقفه من مؤتمر «جنيف 2»، بعد ان اعلن انه لن يشارك في اي مفاوضات ما لم تضمن إطاحة نظام الرئيس بشار الاسد. وأرجأ الائتلاف اجتماعا كان مقررا اليوم في اسطنبول حتى مطلع نوفمبر بسبب مصادفته مع لقاء «مجموعة اصدقاء سورية» في لندن، الذي سيحضره رئيس الائتلاف أحمد الجربا.

وكان الجربا أبلغ الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في سبتمبر الماضي استعداد الائتلاف للمشاركة في « جنيف 2»، إلا انه اوضح لاحقا ان هذه المشاركة مشروطة بحصول الائتلاف على «ضمانات ورعاية عربية وإسلامية»، لاسيما من السعودية وقطر وتركيا الداعمة للمعارضة، مشددا على رفض مشاركة إيران في عملية التفاوض. وأجرى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس محادثات مع نظيره الأميركي وليام بيرنز، حول الوضع في سورية وسير العمل لعقد «جنيف 2 «.

الإبراهيمي

في هذا السياق، اعتبر الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي في بغداد أمس أن «جنيف 2» يجب أن يضم «كل من له مصلحة ونفوذ في الشأن السوري»، في إشارة ضمنية الى إيران. وقال الابراهيمي خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري: «المؤتمر يجب ان يجتمع فيه كل من له مصلحة ونفوذ في الشأن السوري»، وأضاف: «من مصلحة الشعب السوري ان يلتقي الجميع، وأن يجمع الجميع على كلمة واحدة وهي مساعدة الشعب السوري، ليس على الاقتتال انما على حل الازمة وبناء دولتهم الجديدة».

وشدد زيباري على أن «الكل مقتنع حاليا ان الحل السلمي والسياسي للازمة السورية هو الخيار المتاح من منطلق مصلحة الشعب السوري، اولا واخيرا»، في حين رأى المالكي أن «وصول الخيارات العسكرية الى طريق مسدود وتنامي القناعة بضرورة التوصل الى حل سياسي للازمة، جعل فرص الحل واحتمال نجاح المبادرات السلمية اكثر قبولا».

ومن المتوقع أن يزور الابراهيمي هذا الاسبوع دمشق وطهران وتركيا وقطر، قبل أن ينتقل الى جنيف للقاء ممثلين عن الجانبين الروسي والأميركي.

حاجز تاميكو

ميدانيا، نفذ الطيران الحربي السوري أمس غارات في محيط حاجز تاميكو بين بلدتي المليحة وجرمانا قرب دمشق الذي تمكنت المعارضة من السيطرة عليه يوم السبت الماضي. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان: «نفذ الطيران الحربي صباح اليوم (الاثنين) أربع غارات على أطراف بلدة المليحة من جهة معمل تاميكو الذي سيطر عليه مقاتلون من ألوية الحبيب المصطفى وكتائب شباب الهدى وجبهة النصرة «.

وكان انتحاري من «جبهة النصرة» فجر نفسه في سيارة السبت الماضي في حاجز تاميكو، وتلا ذلك اشتباكات عنيفة، وقتل في الانفجار والمعارك 16 عنصرا من قوات النظام، كما قتل في الاشتباكات 15 مقاتلا. وتمكن مقاتلو المعارضة من احكام سيطرتهم على الحاجز، ثم سيطروا امس الأول على معمل تاميكو للادوية الذي كان عبارة عن موقع عسكري مهم. ومن شأن الاستيلاء على الحاجز والمنطقة المحيطة ان يجعل مدينة جرمانا، احد اماكن ثقل النظام، «مكشوفة» امام مقاتلي المعارضة.

دمشق والمعضمية

أما في العاصمة دمشق، فقالت مصادر إن «المدينة مخنوقة بالزحمة من الحواجز العسكرية والحركة بطيئة والسيارات شبه متوقفة لزيادة التفتيش والتدقيق من قبل الحواجز العسكرية التي تتعامل بقسوة مع السكان». ويأتي ذلك في وقت شددت الحواجز العسكرية التابعة للنظام على أطراف العاصمة لمنع الوافدين إليها من مناطق قريبة، كما أغلقت عدة طرق بمحيط العاصمة ما منع دخول الناس إليها.

وقال أحد القاطنين في ضاحية قدسيا القريبة من دمشق إن الطريق للعاصمة مغلق منذ أكثر من 10 أيام والحواجز تمنع المرور منها إلى دمشق، وذلك على خلفية خشية النظام من دخول مقاتلي الريف الى قلب دمشق.

وبعد يوم من مناشدة الأمم المتحدة النظام لفتح ممر انساني للمعضمية المحاصرة وجه سكان البلدة نداء الى العالم لانقاذهم من الموت في رسالة مفتوحة تصف أحوالهم البائسة ومعاناتهم. وقال السكان ان مئات الرجال والنساء والاطفال في المعضمية قتلوا وان الآلاف اصيبوا. وقال «المجلس الوطني» المعارض أمس إن نحو 12 ألف شخص يواجهون المجاعة والموت في المعضمية. ودمر نحو 90 في المئة من المعضمية وبقي فيها عدد صغير من الاطباء ويأكل السكان «أوراق الشجر».

 (دمشق، بغداد، باريس -

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، كونا، الأناضول)

back to top