«قوات الأسد» تطلق عملية «عاصفة الشمال» في حلب

نشر في 10-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 10-06-2013 | 00:01
No Image Caption
«الجيش الحر» يسيطر على إنخل في درعا... ولبنان يستقبل مزيداً من جرحى القصير
بعد السيطرة على القصير وريفها، أطلقت القوات السورية الموالية للنظام عملية عسكرية لاستعادة مدينة حلب وريفها، في حين اعتبرت لندن أمس أن التقدم الميداني الذي يحققه النظام يصعب عقد مؤتمر "جنيف 2"، ويعقد فرص الحل السياسي.

بدأت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد عملية عسكرية في حلب أطلقت عليها اسم "عاصفة الشمال"، بهدف استعادة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب وريفها (شمال)، بعد أيام من سيطرتها على مدينة القصير (وسط) بدعم من حزب الله اللبناني، الذي أفادت التقارير بأنه سيكثف مشاركته في القتال السوري إلى أبعد من محافظات حمص وريف دمشق ودرعا، التي يتواجد فيها حاليا والقريبة من الحدود اللبنانية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان "دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية إثر محاولة من القوات النظامية اقتحام حي أغير بمدينة حلب، ما أدى إلى مقتل ستة عناصر من القوات النظامية، في حين استهدفت الكتائب المقاتلة مبنى الأمن السياسي بحلب وثكنة هنانو بعدد من قذائف الهاون".

وكان مصدر أمني سوري أفاد وكالة "فرانس برس" بأنه "من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات، لاستعادة القرى والمدن التي تم احتلالها (من المقاتلين) في محافظة حلب"، مؤكدا أن "الجيش العربي السوري بات مستعداً لتنفيذ مهامه في هذه المحافظة".

وكتبت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات أمس أن القوات النظامية "بدأت انتشاراً كبيراً في ريف حلب، استعداداً لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها"، مشيرة إلى أن "الجيش السوري سيوظف تجربة القصير ووهجها المعنوي في الغوطتين (الشرقية والغربية قرب دمشق)، فضلاً عن تقدمه في ريف مدينة حماة (وسط) المتصل بريف حمص"، معتبرة أن "معركة القصير رسمت المستقبل السياسي لسورية". ويتقاسم النظام ومعارضوه السيطرة على أحياء حلب ثاني كبرى المدن السورية، والتي تشهد معارك يومية منذ صيف عام 2012، في حين يتمتع المقاتلون بتقدم ميداني في ريفها.

جرحى القصير

من جهة أخرى، أفاد مسؤول العمليات في الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة بنقل "87 جريحا سورياً خلال الفترة الممتدة بين بعد ظهر الجمعة وصباح الأحد إلى مستشفيات في البقاع (شرق) والشمال"، وذلك بمواكبة من الجيش اللبناني. وكان عشرات الجرحى من المقاتلين المعارضين والمدنيين وصلوا إلى لبنان في اليومين الماضيين، لاسيما إلى بلدة عرسال (شرق) ذات الأغلبية السنية المتعاطفة مع المعارضة. كما سجل اليوم وصول 32 رجلا مصابا إلى أحد مستشفيات بلدة المنية (شمال)، بحسب مصدر أمني. وعرضت تنسيقات الثورة السورية الخاصة بمنطقة القصير أمس صوراً وأشرطة مصورة تظهر نزوح مئات المقاتلين والمدنيين إلى مكان مجهول وتعرضهم للقصف خلال فرارهم من القصير.

إنخل

إلى ذلك، أعلنت تنسيقية بلدة إنخل في ريف درعا أمس أنه "بعد معارك عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأسد، تمكّن الثوار من انتزاع مدينة إنخل من أيدي عصابات الأسد وتحريرها بالكامل".

وأشارت التنسيقية إلى أن "الجيش الحر قام أمس بتحرير حاجز المركز الثقافي في المدينة، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد المتمركزة على الحاجز، وذلك بعد تحرير 3 حواجز عسكرية أمس الأول". ولفتت التنسيقية إلى تعرض المدينة لقصف عنيف اصاب المساجد.

هيغ

دولياً، اعتبرت لندن أن التقدم الذي تحققه القوات الموالية للأسد على الأرض يصعب عقد مؤتمر "جنيف 2". وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن "النظام حقق تقدماً ميدانياً، والثمن مرة جديدة كان خسائر هائلة في الأرواح واستخدام أعمى للعنف ضد المدنيين"، معتبرا أن "التطور الحالي للوضع على الأرض لا يساعدنا على إبراز حل سياسي ودبلوماسي".

وأشار إلى أن هذا الأمر "يصعب تنظيم مؤتمر جنيف وإنجاحه"، لافتا إلى أن "هذا النظام سيكون على الأرجح اقل استعدادا لتقديم تنازلات كافية خلال هذه المفاوضات، وبات إقناع المعارضة بالمشاركة في المفاوضات أمراً أكثر صعوبة".

وكان مقررا عقد مؤتمر "جنيف 2" الذي تم التوافق عليه بين واشنطن وموسكو، خلال شهر يونيو الجاري، لكن بسبب عدم التوافق على قائمة المشاركين، فإنه لن يعقد قبل شهر يوليو المقبل على أن يعقد اجتماع تحضيري في 25 يونيو الجاري. وأبدى النظام استعداده المبدئي للمشاركة في المؤتمر، في حين اعتبر الائتلاف الوطني المعارض أمس الأول أن الوضع الراهن "يغلق الأبواب نهائياً" أمام أي مبادرات سياسية.

إلى ذلك جدد هيغ التأكيد أن بريطانيا لم تتخذ قراراً بشأن تسليح مقاتلي المعارضة، إلا أنه أعلن أن البرلمان سيدعى إلى التصويت على هذا الموضوع في حال تم البحث في هذه النقطة.

(دمشق ـ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)

back to top