هل سيستمر الحراك؟!
السلطة بعينها ومن خلال أسلوب القمع والتنكيل، وكذلك من خلال أسلوب الملاحقات الأمنية والاعتقالات التي صرنا نراها في تزايد واضح، هي التي تستمر في إمداد الحراك المعارض، باختلاف أطيافه بالوقود اللازم للاستمرار في الاحتشاد ضدها.
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
من تابع مجريات الأحداث وتبصر بها بدقة، سيذكر أن عزيمة الحراك المعارض مرت بأسوأ حالاتها في تلك الفترة التي أعقبت مسيرة كرامة وطن "المرخصة" والتي سمحت الحكومة بتسييرها لتجري فانتهت بعد ساعات معدودة بهدوء وسلام. من تابعوا مجريات الأحداث سيتذكرون أن حالة واضحة من الإحباط لفّت الكثير من الشباب والمتحمسين عندما وجدوا أن مسيرتهم هذه بالذات، على الرغم من حجمها الكبير، قد جاءت وذهبت بلا تأثير مقنع وكأنها كانت صرخة في واد لا حياة فيه، في حين أن كل المسيرات التي رفضت الحكومة ترخيصها وتصدت لها قوات الأمن بالقوة والعنف كان يعقبها حماس واضح وتأجج فكري ونفسي بالغ في أوساط الحراك المعارض تجاه السلطة لفترة ليست بالقصيرة!السلطة بعينها ومن خلال أسلوب القمع والتنكيل، وكذلك من خلال أسلوب الملاحقات الأمنية والاعتقالات التي صرنا نراها في تزايد واضح، هي التي تستمر في إمداد الحراك المعارض، باختلاف أطيافه بالوقود اللازم للاستمرار في الاحتشاد ضدها، وأكاد أجزم أنها لو توقفت عن ذلك، وقامت بترخيص كل المسيرات والاعتصامات حتى تعطيها المساحة الكافية للتعبير عن نفسها والمرور بهدوء وسلام، لوجدناها تأخذ بالتقلص والوصول إلى الاصطدام بنقطة الحيرة التي تحدثت عنها في مقالي السابق.لهذا السبب، سأكرر ما خلصت إليه في مقالي السابق بأن على الحراك المعارض أن ينتبه لهذه الحقيقة قبل أن تنتبه إليها السلطة، فيبدأ بتنسيق جهوده والالتفاف على نفسه ورسم مسيرة خطواته القادمة خارج إطار الاعتصامات والمسيرات المحدود!