«حلم الاحتراف الخارجي مازال يراودني وستكون الأولوية للنصر السعودي»

Ad

على هامش بطولة خليجي 21، المقامة حاليا في البحرين، استضافت "الجريدة" نجم هجوم المنتخب الوطني الأول بدر المطوع، الذي نجح في تسجيل الهدف الثاني للأزرق أمام اليمن، وطمأن به قلوب أهل الكويت، الذين تعودوا على قيادة "بدران" المنتخب في أصعب المباريات إلى بر الأمان، فهو فأل حسن والخير دائما بأقدامه وتحركاته التي تملأ النفوس بالثقة.

وشارك المطوع في أربع كؤوس خليج أعوام 2003 و2004 و2007، وحصد مع المنتخب كأس 2010-2011، وحاز جائزة أفضل لاعب والهداف في هذه الكأس، وسجل 3 أهداف، منها أسرع هدف في العراق، في الثانية 20 من زمن المباراة، ويسعى لتكراره اليوم... عن شخصيته وأمنياته وأمور أخرى لأول مرة يكشفها كان الحوار التالي معه:

● بداية، ما توقعاتك لمواجهة الأزرق والمنتخب العراقي اليوم؟

- المباراة في غاية الصعوبة بالنسبة للمنتخبين، لذلك فهي خارج نطاق التوقعات تماما، خصوصا انها احد ديربيات الخليج، التي تتسم دائما بالمتعة والاثارة والندية والحماس، ونتيجتها تظل معلقة حتى اطلاق حكم اللقاء صافرة النهاية، وسنبذل أقصى جهد ممكن للفوز بنقاط المباراة.

● هل تابعت لقاء العراق والسعودية؟

- بكل تأكيد، فقد كنت حريصا على متابعة المباراة، عقب العودة من استاد خليفة، بعد انتهاء مواجهتنا مع المنتخب اليمني.

● ما رأيك في مستوى المنتخب العراقي؟

- المنتخب العراقي قدم مباراة كبيرة أمام المنتخب السعودي، وكان جديرا بتحقيق الفوز والظفر بنقاط المباراة الثلاث، ورغم ان الترشيحات كانت تصب في خانة الأخضر السعودي، فإن كرة القدم لا تعترف الا بالجهد الوفير والعطاء السخي، واحترام المنافس وتقديره، مع استغلال الفرص بشكل جيد، وهذه الأمور تنطبق بالطبع على اسود الرافدين خلال اللقاء، اضافة الى التزام لاعبيه بشكل خيالي بتعليمات الجهاز الفني.

● كيف ترى استعدادات المنتخبين قبل مواجهة اليوم؟

- أرى ان المنتخب العراقي استعد بشكل أفضل، فقد حصد لقب وصيف بطولة غرب آسيا، أي انه لعب اكثر من الازرق في هذه البطولة، كما انه لعب اكثر من مباراة تجريبية قوية قبل انطلاق كأس الخليج، بينما اكتفينا نحن بالمعسكر الاماراتي في ابوظبي الذي خضنا فيه التدريبات فقط، ومع ذلك اؤكد ان المنتخب سيبذل قصارى جهده لتحقيق الفوز، من أجل وضع قدم في المربع الذهبي، واسعاد الجماهير التي اتوجه اليها بجزيل الشكر على دعم الأزرق حتى في أحلك الظروف.

● على ذكر المربع الذهبي... هل ترى ان الأزرق قادر على التأهل رغم الظروف التي تعرض لها قبل البطولة؟

- المجموعة بعيدا عن اي ظروف في غاية الصعوبة، والتأهل للمربع الذهبي لن يحسم الا في الجولة الثالثة، ولعبنا حتى الآن جولة وحيدة، وتتبقى جولتان، ومن المعروف ان ايا من منتخبات المجموعة لا يضمن تأهله للدور نصف النهائي، لكنني اؤكد ان التأهل طموحنا دون ادنى شك.

● صف لنا أجواء اللاعبين والاحاديث بينهم حول الحفاظ على اللقب؟

- نحن لا نسبق الاحداث بل نفكر فقط في التأهل للدور قبل النهائي، وإذا تأهلنا بإذن الله فسيكون التأهل للدور النهائي هدفنا، وحينما نتأهل للمواجهة النهائية سيكون لكل حادث حديث!

● ما الفارق بين الأزرق في "خليجي 20" و"خليجي 21"؟

- قد تكون الاستعدادات والروح المعنوية في "خليجي 20" أفضل نوعا ما قبل انطلاق البطولة، لكن بعد انطلاق "خليجي 21" يمكنني تأكيد ان الروح المعنوية للاعبين ارتفعت للغاية بعد تحقيق الفوز على المنتخب اليمني وبأداء جيد.

● ما المنتخب الذي تخشاه في البطولة؟

- عن نفسي، أخشى جميع المنتخبات، واحترمها جميعا، وارى ان المنتخبات الثمانية المشاركة في البطولة يراودها الامل في تحقيق اللقب، فقبل البطولة رشحت المنتخب العراقي للتتويج باللقب، وحاليا ارشح المنتخبات الثمانية.

● هناك وجهات نظر تتبنى حاليا الغاء البطولة الخليجية او اقامتها كل اربع سنوات، ما رأيك؟

- أحترم جميع وجهات النظر، والاختلاف في وجهات النظر لن يفسد للود قضية، لكن تبقى للبطولات الخليجية عبقها الخاص، ومنافساتها المشتعلة سواء بين المنتخبات أو الاجهزة الفنية أو الجماهير، وفي الوقت الذي يطالب فيه البعض بإلغاء البطولة يزداد الزخم الاعلامي في كل بطولة عن سابقتها، ليس فقط على المستوى الخليجي بل على المستويين العربي والقاري، وانا اتمنى اقامتها كل عام وليس عامين.

● فزت بلقب افضل لاعب في مباراة الأزرق واليمن، ورغم جهدك الرائع شكك البعض في فوزك بالجائزة، ما ردك؟

- لو منحتني اللجنة العليا المنظمة للبطولة حق الاختيار لاخترت لاعبا آخر غيري، فهناك عدد كبير من لاعبي الازرق صالوا وجالوا خلال اللقاء، ولفتوا الانظار اليهم بشدة، وعلى اي حال يبقى اختياري للجائزة قرار اللجنة، واعتبرها تتويجا لجهود كل زملائي، فلولا تعاونهم معي ومحبتهم لي لما ظفرت بها، لذلك فإن الجائزة للفريق كله وليس لي فقط.

● لماذا ذهب يوسف ناصر اليك عقب تسجيله الهدف الاول في شباك اليمن؟

- يوسف أهدى إلي الهدف، في لفتة طيبة منه للتخفيف عني بعد أن اهدرت ركلة الجزاء التي احتسبت لنا في الشوط الاول، وهذه هي المحبة التي تكلمت عنها سلفا، وهي التي تميز الازرق عن غيره من المنتخبات الاخرى.

● هل ستقدم على ركلات جزاء اخرى خلال البطولة؟

- القرار للجهاز الفني، وركلات الجزاء فيها حظ كبير، وأنا اخترت الزاوية التي سأسدد فيها الكرة، والحارس اليمني اختار نفس الزاوية ونجح في التصدي للعبة، وعلى اي حال أملك من الخبرة ما يجعلني العب تحت ضغوط عصبية ونفسية، وتسديد ركلات الجزاء في الظروف ذاتها.

● كانت لك تجربة احتراف رائعة مع النصر السعودي، هل تتمنى تكرارها؟

- من دون ادنى شك حلم الاحتراف الخارجي مازال يراودني، وستكون الاولوية لفريق النصر في حالة وجود رغبة لدى مسؤولي النادي في ضمي الى صفوف الفريق، حيث نجحت بشكل سريع في التأقلم مع الفريق، بفضل توفيق الله اولا ثم دعم ومساندة الجماهير النصراوية لي، اضافة الى انني خرجت من ناد كبير في حجم القادسية الذي يملك قاعدة جماهيرية عريضة، الى نادي النصر "الكبير"، الذي يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة ايضا.

● ماذا عن تجربتك مع نوتنغهام فورست الانكليزي؟ هل ستوافق على الخضوع لتجربة احتراف خارجية مجددا؟

- بالطبع اتمنى تكرار التجربة، لكن القرار في هذا الشأن في يد مسؤولي النادي، وقد كانت تجربة رائعة واضافت لي الكثير، وكنت اتمنى ان تكتمل التجربة بالانضمام رسميا الى صفوف الفريق، لكن للاسف الشديد الشروط التي تضعها لجنة الاحتراف بالاتحاد الانكليزي لكرة القدم لم تنطبق على اللاعبين الكويتيين، وعلمت ان هناك جهودا تبذل حاليا من أجل استثناء اللاعبين الكويتيين من هذه الشروط.

● هل لديك عروض خارجية حاليا؟

- لا، ليست هناك اي عروض.

● من اللاعب الذي تعتبره خليفتك في الملاعب؟

- لا يمكنني الاجابة عن هذا السؤال، بل يجب توجيهه الى النقاد الرياضيين، وأرى أن هناك لاعبين افضل مني وينتظرهم مستقبل اكثر من رائع، امثال يوسف ناصر وحمد امان وعبدالهادي الخميس وعبدالرحمن باني وفهد العنزي، والأخير نجح بأسلوبه ومهاراته وموهبته وسرعته في دخول عالم النجومية من اوسع ابوابه، واهم ما يميز هؤلاء اللاعبين حرصهم على الارتقاء بمستواهم والالتزام التام بتعليمات الاجهزة الفنية والادارية.

● ما الذي لم يحققه بدر المطوع مع الساحرة المستديرة حتى الآن؟

- بالطبع التأهل لنهائيات كأس العالم، فهذا الحلم يراودني من نعومة اظفاري حتى الآن، وأتمنى أن يتحقق، وأعتقد كل لاعب يحلم بأن يلعب في كأس العالم.

● صف لنا شعورك بعد تتويجك بلقب هداف العالم في عام 2010؟

- عندما العب واجتهد لا اضع في اعتباري تحقيق اي ارقام او انجازات شخصية، فما يهمني في المقام الاول مصلحة الفريق، واللقب في البداية كان امرا عاديا بالنسبة لي، لكن اثناء تكريمي من قبل الاتحاد الدولي وحصولي على الجائزة، كنت سعيدا للغاية، انها لحظات لا تنسى، ووقتها كنت على يقين من ان التكريم كان للكويت وللجماهير بمختلف ميولها، وجميع اللاعبين، وكل من ساهم في حصدي للقب.

● هل تعلم انك مرشح لان تكون واحدا من افضل الهدافين على المستويين القاري والعالمي في السنوات العشر الاخيرة؟

- نعم، علمت بهذا الأمر وسأكون سعيدا للغاية في حال تحقيقه، واعتبره انجازا جديدا يضاف الى سجل انجازات الكرة الكويتية.

● كيف ترى مستقبل القادسية مع المدرب محمد ابراهيم العائد مجددا لقيادة الفريق؟

- شهادتي في الجنرال محمد ابراهيم مجروحة، فهو بمنزلة الاب والشقيق الأكبر بالنسبة لي، فعلى يديه ترعرت في فرق المراحل السنية المختلفة في النادي حتى نجحت في الوصول للفريق الاول ومنتخب الكويت، وانا مازلت في سن صغيرة، ولا خوف على الاصفر مع الجنرال، والارقام القياسية التي حققها في وقت سابق سيحققها مجددا، فانتظروا القادسية بعد استئناف النشاط.

● ما رأيك في مدرب المنتخب الصربي غوران؟

- انا مجرد لاعب، واللاعبون ليس لهم الحق في تقييم المدربين، خصوصا إذا كانوا مازالوا يشرفون عليهم.

● يتردد ان غوران صاحب شخصية ضعيفة، ما رأيك؟

- لا، ليس صحيحا، بل مدرب متواضع يرتبط مع اللاعبين بعلاقات قوية للغاية، واعتقد ان هذا ليس ضعفا.

● متى ستعتزل كرة القدم؟

-حين اشعر بعدم قدرتي على العطاء سأتخذ قرار الاعتزال بشكل نهائي.

المرعب الصغير مشوار قصير حافل بالإنجازات

هيدالغو: لو لعب بأوروبا لوجد مكاناً في نادٍ كبير

كاربجياني: يختلف عن الآخرين فهو من طراز العمالقة

بشار: المطوع الحسنة الوحيدة للكرة الكويتية في السنوات الأخيرة

فرض بدر المطوع نفسه نجما مطلقا في سماء كرة القدم الكويتية، وبدا الخليفة الأمثل لبشار عبدالله في خط هجوم "الأزرق"، ولا شك في انه يمني النفس بقيادة منتخب بلاده الى النقطة الأعلى من منصة التتويج في بطولة كأس الخليج الحادية والعشرين المقامة حاليا في البحرين.

بداية المطوع في "خليجي 21" تركت بصمة، اذ سجل الهدف الثاني في مرمى اليمن بتسديدة قوية في الدقيقة 82، بعد ان كان زميله يوسف ناصر افتتح التسجيل، لكنه كان اهدر ركلة جزاء في الدقيقة الحادية عشرة حين ارسل الكرة الى يسار الحارس سعود السوداي الذي ارتمى لها بنجاح وأنقذها على دفعتين.

ورغم ارتباط المطوع بنادي القادسية العريق منذ نعومة أظفاره، كانت له تجارب احترافية في ناديي قطر القطري (2007) والنصر السعودي (2011)، فضلا عن فترتين تجريبيتين في ملقا الإسباني ونوتنغهام فوريست الإنكليزي.

رشح للفوز بجائزة افضل لاعب آسيوي عام 2006، بيد انه حل في المركز الثاني خلف القطري خلفان ابراهيم وأمام السعودي محمد الشلهوب.

استدعي الى المنتخب للمرة الأولى وهو في الثامنة عشرة، بينما خاض غمار اول بطولة كأس خليج في 2003 في الكويت، حين حل فريقه في المركز السادس بين سبعة منتخبات وسجل هدفا واحدا.

شارك في نسخة عام 2004 من البطولة الاقليمية والتي أنهاها "الأزرق" رابعاً وأحرز المطوع فيها هدفين، ونسخة عام 2007 حين خرج وفريقه من الدور الأول وترك بصمة عابرة بإحرازه هدفين ايضا.

وفي كأس الخليج 2009، خرج والفريق من الدور نصف النهائي اثر الخسارة امام السعودية صفر-1، وساهم بعدها بسنة في تتويج منتخب بلاده باللقب في اليمن.

يقول بشار عبدالله، الفائز بكأس الخليج في 1996 و1998: "الحسنة الوحيدة التي جنتها الكرة الكويتية والمنتخب في السنوات الماضية هي بدر المطوع"، بينما اعتبره المدرب الفرنسي الكبير ميشال هيدالغو "نجما كبيرا. لو انه لعب في اوروبا، لوجد مكانا ضمن اي فريق كبير".

وعنه أيضاً قال المدرب البرازيلي باولو سيزار كاربجياني: "يجب على الكويت ان تعرف ان هذا اللاعب يختلف عن الآخرين، فهو من طراز العمالقة. يجب الاهتمام به ومنحه فرصة كافية لتطوير قدراته من خلال الاحتراف الخارجي".

ويعتبر المطوع من اللاعبين الذين رسخوا حضورهم في الملاعب في السنوات العشر الماضية، بيد ان هذا التواجد يحتاج الى توثيق اكبر في سجلات تاريخ كرة القدم الكويتية من خلال تتويج ثان على التوالي لـ"الازرق" في كأس الخليج يكون فيه "بدران" قائدا وملهما للمنتخب الذي فقد الكثير من بريقه في السنوات القليلة الماضية، خصوصا في ظل التقهقر على جبهتي تصفيات كأس العالم ونهائيات كأس أمم آسيا.

وتعي الجماهير الكويتية أن منتخبها بدون المطوع لا يقارن به عند حضوره، لأنها تعتبره قادرا على فرض ثقل هجومي، بفعل الخبرة التي يختزنها، في بطولات كأس الخليج تحديدا.

يتميز "المرعب الصغير" (وهو لقب بدر) بقدرته على التسجيل في اكثر المواقف تعقيدا، كما انه صانع العاب من الطراز النادر، وإذا كان جاسم يعقوب وفيصل الدخيل رمزا لـ"العصر الذهبي" الذي عاشته الكرة الكويتية في ثمانينيات القرن الماضي من خلال تألقها في دورات الخليج وفي اولمبياد موسكو 1980 وتأهلها الى مونديال 1982 في إسبانيا، وإذا كان بشار عبدالله وجاسم الهويدي وبدر حجي وعبدالله وبران ابرز رموز عصر التألق في اواخر تسعينياته، فإن المطوع قد يكون واحدا من اللاعبين القلائل الذين فرضوا انفسهم في الجيل الحالي، ولا شك أن "خليجي 21" ستكون ارضية صلبة لهذا اللاعب ليثبت حقه في المكان الذي حجزه قي قافلة النجوم الذين انجبتهم الكويت على مر تاريخها.